الجمعة , نوفمبر 22 2024
الكنيسة القبطية
حنان بديع ساويرس

المسرح القومي وسيدتى أنا

شاهدت بالأمس على المسرح القومى مسرحية “سيدتى انا ” وهى إحدى مؤلفات الكاتب الإيرلندى الشهير” برنارد شو ” قد كتبها منذ أكثر من مائة عام عن روايته العالمية ” بجماليون “المسرحية بطولة الفنانة داليا البحيرى والفنان نضال الشافعى والفنان فريد النقراشى ومجموعة من الفنانين المتميزين وشباب وشابات المسرح القومى وإخراج محسن رزق الحقيقة المسرحية من أجمل ما رايت فعادت بنا للزمن الجميل الذى نسمع عنه ونتشدق برقيه وجماله دون أن نراه فطالما كنت اتمنى اعيش زمن الفن الجميل فلا أبالغ أن قلت أننى عشته لمدة ثلاث ساعة ونصف بالأمس

وأدركت كيف كانت القوة الناعمة ترتقى بمصر وكيف عاشها من سبقونا وحرمنا نحن منها زمن لا بأس به بسبب منافع سياسية تم تغليفها بغلاف الدين والتدين فحرمنا من المسرحيات الهادفة والحفلات الغنائية المحترمة التى تناسب الجميع لذلك رأيت فى عودة المسرح القومى برواية هادفة هى عودة مشجعة وتبعث فى النفس بارقة أمل من جديد اعود لمسرحيتنا .. سيدتى انا .. فكانت الكوميديا تطغى على العمل لكن يتخللها التراجيديا التى لا تخلو منها الحياة

بل بالآحرى هو عمل تراجيدى كحياتنا جميعا لكن لأجل أن تستمر الحياة نتحايل عليها ولا نفقد رجاءنا فيها فنجعل من يرانا يعتقد أننا من أسعد البشر وان حياتنا ما هى إلا مسرحية كوميدية يتخللها بعض من المشاهد التراجيديا .

سأبدأ حديثى عن ابطال العمل حسب ظهورهم على خشبة المسرح .

الفنانة داليا البحيرى والتى كانت بدايتها الفنية فى الكليب الرومانسى الشهير سمرة وبعيون كحيلة مع المطرب على الحجار وبعدها طلت علينا بأدوار رومانسية كما ظهرت فى الكليب فكانت بطلة لقصص الحب فى بعض الأفلام وبعد فترة من النضج الفنى بدأت تغير لونها فلم اندهش عندما رأيتها كوميديانة على المسرح لأننى شاهدتها كذلك فى مسلسل يوميات زوجة مفروسة

لكن من وجهة نظرى ان المسرح له طلة ومهابة خاصة ومختلفة عن التليفزيون والسينما فكانت المفاجأة بالنسبة لى أنى فى هذه المسرحية رأيتها فنانة إستعراضية رشيقة جذابة خفيفة الظل على المسرح بخلاف التلقائية التى تميزت بها أما الكوميديا فليست بجديدة عليها لكن لايمنع أنها أمتعتنا

واضحكتنا بشكل مميز ومختلف عما رأيناه من قبل لها سواء فى السينما أو التليفزيون … فأعتقد أنها أصبحت فنانة شاملة بمعنى الكلمة حتى تأدية الاغانى المسجلة التى خدمت القصة .. فأتمنى لها المزيد من التألق والنجاح لانها فنانة مجتهدة وتستحق كل تقدير .

الفنان نضال الشافعى .. فنان موهوب منذ بداية ظهوره فلا نبالغ إن قلنا إنه مولود نجم .. فرأيت له عدة مسلسلات من قبل جذبنى فيها بأدائه وتمثيله المميز وإنفعالاته المختلفة لا سيما عندما كان يتقمص شخصية الفنان الجميل عادل ادهم فى بعض المواقف أما عن إكتشافه كفنان مسرحى فهذه حقا المفاجأة الجميلة لأن المسرح يظهر الفنان ومواهبه أكثر فأنا أرى أن الفنان الموهوب بالفعل هو الفنان الذى ينجح على المسرح لأن المسرح صعب ومرهق ومتعب

من بروفات وحفظ بخلاف الرهبة أمام جمهور مباشر وليس جمهور من وراء الشاشات فالأمر ليس بسهل لذا الذى يتألق فى المسرح هو فنان حقيقى لا غبار عليه

والفنان نضال اضحكنا وأبكانا فهو حسب القصة كان ضحية ولكن كان له أيضا ضحاياه !! فكان مبهر موفق كعادته وله مستقبل كبير لانه متجدد وغير ثابت على نمط معين فى أدائه للشخصيات المختلفة وهذا ما يطيل العمر الفنى لأى فنان الا وهو التنوع .الفنان الدكتور فريد النقراشى .

هو فنان جميل عرفته فى البداية من خلال الأفلام الديني فقد تألق فيها بجدارة وكنت شديدة الإعجاب بفنه لذا قمت بإستضافته فى إحدى حواراتى المصورة منذ سنوات ورغم موهبته ورغم أنه يدرس التمثيل بكلية الآداب جامعة حلوان .. لكن أراه مظلوما فى الظهور فاعماله أقل من موهبته بكثير !!! فموهبة مثل هذه يجب أن يتم إستغلالها ويكون أكثر إنتشارا فرغم قلة أعماله إلا أنه يضيف لأى عمل يظهر فيه

فمن أبرز أدواره الذى تميز بها دور البلطجى فى فيلم ايام صعبة فابهرنى فى هذا الفيلم لانى كنت أرى أن أعماله تتميز بالطيبة والخير فكانت مفاجأة بالنسبة لى أن أراه يتحول من النقيض للنقيض واى تحول واى إختلاف فهو لم يتحول من أدوار الخير للشر فقط

فحسب بل تألق فى دور بلطجى مستفز لا يرحم إلى أن إنتهى الدور بقتله بشكل صعب وحتى مشهد موته على الكرسى مقيد ولسانه مدلى ومقطوع لا يذهب من مخيلتى

فعندما شاهدته بالأمس فى مسرحية سيدتى انا ككوميديان أنبهرت بتمثيله وسرعة بديهته فاضحكنى بل انتزع الضحكة منى إنتزاعا لاسيما أننى من الشخصيات التى ربما لايضحكها شئ بسهولة إلا إذا كان يستحق الضحك بالفعل وتاثرنا أيضا فى مشهده التراجيدى فى آخر المسرحية وكيف أستطاع أن يبرز الإنسان الذى بداخله رغم أنه طول المسرحية شخص سكير مغيب لايبالى أحد ولا يهتم بابنته الوحيدة فكيف وصل للمشاهد فى النهاية إفتقاده وإحتياجه لإبنته رغم تبدل أحواله من الفقر إلى الغنى ..

ورغم انانيته المعهودة طوال المسرحية وتقصيره تجاهها كاب !!ختاما شابو لكل ابطال العمل .. تحياتى لكل شباب وشابات المسرح القومى من قاموا بالإستعراضات المبهجة المؤثرة فى العمل ومن قاموا على تصميم الملابس الجميلة المفرحة وألوانها الجذابة المريحة للعين

تحياتى لجميع الفنانين والفنانات الشباب فابهرونا ولهم مستقبل واعد وكنت اريد الكتابة عن أحدهم اتنبأ له بمستقبل فنى رائع لو وجد من يأخذ بيده لكن للاسف لا اعرف اسمه !! تحياتى لمن صمموا الديكورات التى شعرنا معها أننا فعلا فى لندن وأننا داخل الشوارع معهم سواء الديكورات أو الخلفيات الموجودة على الشاشات

وآخيرا تحية لمخرج العمل الاستاذ محسن رزق .. فبالطبع المخرج هو الجندى المجهول لأى عمل ورغم أن المسرحية مأخوذة عن رواية عالمية الا أنها تميزت بالطابع المصرى بكلماته وقفشاته وخفة دمه .

اتمنى للجميع النجاح والتألق الدائم وان تبهرونا فى أعمال فنية آخرى .. ننتظركم مجددا

شاهد أيضاً

الكنيسة القبطية

قومى استنيرى

كمال زاخر رغم الصورة الشوهاء التى نراها فى دوائر الحياة الروحية، والمادية ايضاً، بين صفوفنا، …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.