الإثنين , نوفمبر 25 2024
سيامة كاهن جديد لكنيسة القديسة العذراء مريم ورئيس الملائكة ميخائيل بولاية غرب أستراليا

٢- الكاهن القبطي : هل هناك معايير ثابتة لإختياره …..؟؟؟

جميل ويصا

منذ سنوات طويلة جدا ، قام البعض ،بترشيح شاب لطيف ، منفتح، متميز في عمله ، لديه طاقة حب للناس والخدمة ، ومحب للثقافة والفنون .

وأثناء إجتماعهم مع المطران ،قال أحدهم أن لديه ” ميول بروتستانتية ” ، حينئذ ران على الإجتماع صمت مهيب ،

ولم يستطع أحد، أن يدافع عنه، أو يطلب التحقق من هذا الإتهام الخطير ، الذي هو بمثابة إتهام “مخل بالشرف” في

عرف الأرثوذكس آنذاك ، ولم يجرؤ أحد أن يسأل

ماهي أعراض هذه الميول البروتستانتية ..؟؟هل هي استخدام لفظ “هللويا” عند الصلاة ، أم كلمة “أمين” عند

الحديث، أم رفضه لجملة” إبن الطاعة تحل عليه البركة”، أم عدم الإنحناء و تقبيل يد الكاهن عند مصافحته ، ام

ذهابه لحضور حفلة لمرنم مشهور داخل كنيسة قصر الدوبارة ، أو ضبط متلبسا بقراءة كتاب “إنطلاق الروح”

للكاتب الصيني واتشمان ني ، بديلا عن ” الإنطلاق الروحي” للبابا شنودة. ؟؟ .

في النهاية ، تم إستبعاد هذا الشخص ، المعروف منذ طفولته بالطيبة والذكاء ، والذي كان يبشر بوجود كاهن رائع

منفتح ومتعاطف ومثقف.. والغريب أنه بعد مرور هذه السنوات الطويلة ، لم تظهر عليه أحد هذه الأعراض

البروتستانتية ،ومازال ملتصقا بكنيسته ،وطقوسها، والحانها، رغم مشغولياته الجمة ، ونجاحه الباهر في عمله

المتميز .

وقصة هذا المرشح ، تعطينا مؤشر ، عن الطريقة، التي يتم بها إستبعاد المرشحين للكهنوت في الكنيسة القبطية .

أما الإختيار، فيتم عادة بناء على إتجاهات وميول الأسقف الثقافية والفكرية وأولوياته الذهنية .

فمثلا..في إيبراشية سوهاج ..كان معظم المرسومين ، لمدة ٣ عقود، من خدام مدارس الأحد ،والمنتظمين

والمداومين على درس الألحان وخدمة القداس ، منذ طفولتهم ، على يد الاستاذ عبد المسيح ميلاد ، والذي رباهم

على الإلتزام والنظام ، ثم ذكاهم للرسامة بعد ذلك ، وفي الحقيقة ..كان معظمهم لديه أخلاقيات الطبقة الوسطى التي

ينتمون إليها ،من جدية وإلتزام، ورؤية محافظة تقليدية .

٢- في إيبارشية مجاورة .. تكون الملكة الأساسية، من الشباب صغير السن ، هي حفظ الألحان

و محبة الطقوس ، وهو ما يتناسب مع ميول مطرانها المتحفظة ، والذي يربيهم على

منهجه في الطقوس والإفتقاد والخدمة في إيبراشية صغيرة وفقيرة .ولكن هذا الكلام ينطبق بالأكثر

على كهنة المدينة، لأنه في الريف، تؤخد أعتبارات أخرى ، مثل وراثة الكهنوت، وعائلة المرشح

ومدى حجمها وتأثيرها داخل القرية .

وفي محاولة مني ، للتعرف على مقاييس إختيار الكهنة ، قمت بالإتصال بمجموعة مختلفة

من أصدقائي الكهنة، وكان السؤال ….ما هي الشروط التي تمررونها، أو تتمنونها

عندما يعرض عليكم رسامة شخص ما، في سلك الكهنوت ..؟؟

وكانت أهم الاجابات كالتالي

١- كفء وأمين : قادر على توصيل الكلمة، وأمين على توصيلها ،”بالرغم أن الكلمة

موجودة على النت مكتوبة ومشروحة” ، وربما كان رده ،متوافق مع طبيعته الشخصية

ونوعية خدمته في القرية، التي يضطلع فيها ،بدور الأب والمعلم .

٢- باذل ومتواضع : يكمل الطريق ولا يتراجع، فهو تائب يقود تائبين

وحسب قول أحد الآباء ” الله لا يدعو المؤهلين ولكنه يؤهل المدعوين”

وفي الحقيقة أعجبني كلامه المتضع الجاد ، ولكني تسائلت عن صحة هذا القول الأبائي الخاطئ

” من وجهة نظري” .

٣- القداسة والنضج الإنساني : فسألته ما هو مفهوم القداسة لديكم..؟؟

فأجاب أنها العلاقة الشخصية بالرب يسوع..!! فقلت له ، “ما معناه”

أن هذه مصطلحات مطاطة وفضفاضة ، ولا يمكن قياسها إنسانيا أو سلوكيا

فأجاب أن أخطر ما يحتاجه الكاهن ، هو الإتزان والنضج الشخصي ..وكان هذا كاهنا كاثوليكيا يجيد الإيطالية .

٤- إبن ناس ومتربي صح، وأكل على مائدة العيب والقيم والأخلاق : وربما كانت هذه الإجابة العملية

تركز على المنظومة الإجتماعية والثقافية والأخلاقية في تعاملات الكاهن اليومية مع الشعب .

ولكن من الملاحظ أن

١- لا توجد معايير ثابته لإختيار الكاهن ، وإنما تخضع لميول وأهواء وتوجهات الأسقف ، أو من ينوب عنه من الكهنه.

٢- لا توجد سن معينه للرسامة ، فأحيانا يكون في بداية العشرينيات وأخرى في نهاية الخمسينيات..!!!!

٣- لم يتطرق أحد ، مطلقا ، إلى وجوب حصول الكاهن القبطي ، على شهادات معتمدة من جهات محترمة

في اللاهوت ، ومقارنة الأديان ، وعلم النفس ، والتاريخ ، والفلسفة ..ربما لعدم وجود هذه المعاهد

على مستوى القطر المصري ، وربما لعدم الشعور بأهميةالإحتياج لهذه العلوم

وربما لأن أساقفتهم تمت رسامتهم هكذا أيضا .

ويظل التساؤل مطروحا..ما الذي يريده الأرثوذكسي المصري من الكاهن القبطي …؟؟

شاهد أيضاً

لماذا تصلي الكنيسة على المنتقلين !؟

جوزيف شهدي في الايمان  الارثوذكسي أن الكنيسة الموجودة على الارض تسمي الكنيسة المجاهدة وأن أبناءها  …

تعليق واحد

  1. الكهنه الكاثوليك لابد ان يكونوا خريجين من الكليه الاكليريكيه فى المعادى بالقاهره .الدراسه سبع سنوات. ثم معظمهم يبعث الى كليه انتشار الايمان فى الفاتيكان للدراسات العليا المختلفه. وعلى فكره فى الكليه الاكليريكيه يدرس الطالب لاهوت وعلم نفس وفلسفه

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.