الأحد , ديسمبر 22 2024
نشيد الانشاد

قبلات الحبيب 2 سلسلة مقالات فى سفر النشيد

Oliver

سفر النشيد له صياغة متفردة.و قبل الخوض فيه يلزمنا أن ننتبه أن الألفاظ المستخدمة فيه وإن كانت مألوفة لكنها تقصد معانى غير معتادة.

الصياغة طبيعية و المعاني فوق الطبيعة.

فوق المعني الحرفى.

كل الأسماء فى هذا السفر و كل صفات الجسد لا تشير إلى الجسد مطلقاً.

بل تأخذنا بأجسادنا و أرواحنا إلى معنى مختلف تماماً عن المعنى الحرفى.

الروح القدس يفعل هذا.

2 كو3: 6.- السفر يبدأ بدعوة للقبلات.وليمة قبلات.بداية غريبة تعكس أنها ليست البداية

القبلات ليست بداية تعارف بل نتيجة تعارف.

لا بد أن تسبق القبلات مشاعر حب و قبول و إشتياقات.

قبل السِفر كان تواصل بين العريس و العروس.أرسل لها رسلاً و أنبياءاً.

أرسل لها رسائل محبة فى كل ظروف حياتها.كانت هناك قبلات قبل القبلات التى فى السفر فلما إشتاقت النفس البشرية لحبيبها السمائى طلبت مزيداً من القبلات.

لما رق القلب طلبت فمه.

صارت مهيئة لسماع صوته.

صوت الله هو قبلات الحبيب.

القبلات هى من الفم لكن مذاقتها من القلب.

لأن القبلات التى ليست من القلب قبلات غاشة.قبلات الله هى إنتقال أنفاسه إلى أنفاسنا و أنفاس الله هى كتابه المقدس.لأن كل كلمة تخرج من (فم) الله هى خبزنا.

فكل الكلمات المحيية هى قبلات فمه.

كل وصية قُبلة.

كل تعزية و تعضيد و ووعد إلهى قُبلة. القبلات رضى المحب عن حبيبته.

قبول المسيح للنفس البشرية.القبلات فى سفر النشيد ليست جسدية لكنها سمائية.- القبلات حالة تلذذ بالرب و هذه العروس تلذذت بالحبيب جداً حتى صار شخصه هو سؤل قلبها.

كما هو مكتوب : و تلذذ بالرب فيعطيك سؤال قلبك مز37: 4.

القبلة هى تلاصق بين حبيبين.

بداية إتحاد.

هذا التلاصق تم حين أخذ المسيح جسداً و حل بيننا .أخذ جسداً كى لا تستغربه العروس.

إذ هو الله الذى لا يدنى منه.فوثقت فيه العروس و إطمأنت.

هو قدم نفسه مشتاقاً إليها وهى هرولت نحوه إذ غلبتها الأشواق و صارت فيه .

إنجذاب الكنيسة إلى مخلصها قبلة القبلات.

القبلات لغة محبة يعرفها الجميع و لا يختلف عليها أحد.

من يطلب القبلات إلا النفس التى تريد أن تضع نفسها تحت سلطان محبة الله.

لأن القبلات حالة أستسلام للمحبة الإلهية.

فمن يستسلم لمحبته يضع ذاته تحت قوة الوصية.هذه القبلات صلاة تطلبها النفس الراغبة فى الخضوع للمشيئة الإلهية.

كانت القبلات (و ما زالت) علامة على التصالح.

فإذا تبادل إثنان القبلات بعد خصام فهذا دليل بداية جديدة وتصالح.

هذا ما كانت النفس البشرية المحرومة من مصالحة السماء تحتاجه من الحبيب الإلهي.

أن يصالحها هو.

إذ ليس بيننا مُصالِح أى9: 33 هو يأتى لأنها لا تقدر أن تصل إليه فتقبل فمه. كانت تتوسل قائلة ليصالحنى لأننى عاجزة عن الوصول إليه.

هو يتجسد و يصالحنى.

المصالحة عمل المسيح 2كو 5: 18 ,رو5: 10و 11 .القبلات هى كلمة المصالحة 2كو5: 19 لأنه قد أحب الله العالم و بالمحبة خلصنا.

بالقبلات(أى بالمحبة) إرتضى أن يصعد على الصليب ليتمم المصالحة.

النفس و هى تقول ليقبلنى بقبلات فمه كانت تقصد ليخلصنى بالمحبة .

فيما تقول هذا كانت تعبر عن معاناتها لفراق الحبيب و إحتجابه.

فلتكن القبلات بهذا المعني حين نصلي و حين نشتاق إلى مزيد من عمق العلاقة مع الثالوث القدوس .

إن لغة المتحررين من كل عبودية هى لغة الطائرين كالحمام يطلبون القدير بقولهم فليقبلني بقبلات فمه .

شاهد أيضاً

“غواني ما قبل الحروب وسبايا ما بعد الخراب ..!! “

بقلم الكاتب الليبي .. محمد علي أبورزيزة رغم اندلاع الثورة الفكرية مُبكِرًا في الوطن العربي …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.