الجمعة , نوفمبر 22 2024
سقراط
سقراط

محاكمة سقراط سر الخلاف بين سقراط والسوفسطائيين

نسيم مجلى

  يمثل هذا الكتاب مغامرة فكرية مثيرة وغير مسبوقة فى مجالها، حيث يقوم المؤلف آى.إف. استون بمراجعة دقيقة وشاملة للثقافة الكلاسيكية والفكر الفلسفى الإغريقى بالتركيز على محور حرية التعبير والديمقراطية السياسية. ومن خلال محاكمة سقراط يكشف مستر ستون عن جوانب هامة فى الصراع بين سقراط وبين معارضيه من السوفسطائيين وقادة الديموقراطية، بل وعامة الشعب. 

وهى جوانب ظلت خافية حتى الآن، وكانت هى الفاعل فى تهيئة المناخ العام فى أعقاب الانقلابات الديكتاتورية لجر سقراط إلى المحاكمة بتهمة الإلحاد وإفساد الشباب والحكم عليه بتجرع السم فى سنة 399ق. م.

وقصة هذا الكتاب لاتقل إثارة عن موضوعه.

فقد كان المؤلف صحفياً مرموقاً من دعاة الحقوق المدنية وكانت مقالاته تنشر فى بعض الصحف الأمريكية الرئيسية مثل:

هاربرHarper، والأمة Nation ومجلة نيويورك ريفيو The New York Review of Books بالإضافة إلى مجلته الإخبارية التى كان يصدرها باسم Stone,s Weekly فى واشنطن بالإضافة إلى عدد من مؤلفاته الهامة.

 فلما أضطر إلى التقاعد نتيجة الذبحة الصدرية عام 1971، انصرف إلى دراسة حرية التعبير على اساس اعتقاد راسخ عنده مفاده أنه لا يوجد مجتمع فاضل مهما كانت مقاصده ومهما كانت ادعاءاته الطوباوية والمثالية اذا لم يكن رجاله ونساؤه قادرين على التعبيرعلناً عما يدور فى عقولهم.

وبعد ان قطع الكاتب شوطا طويلا فى دراسة ثورات الإنجليز ضد الحكم المطلق فى القرن السابع عشر، وهى التى ساهمت فى تطور النظام الدستورى الأمريكى، اكتشف انه لا يستطيع فهم هذه الثورات دون الإلمام الكامل بحركة الإصلاح البروتستانتية وكشف العلاقة الوثيقة بينها وبين الكفاح من أجل حرية التعبير.

وفى سبيل هذه الغاية رجع إلى الوراء للبحث عن جذورها فى كتب المفكرين المغامرين الذين وضعوا بذور حرية الفكر فى العصور الوسطى حين تم اكتشاف أرسطو عن طريق الترجمات العربية والعبرية وما لحق بها من شروح وتعليقات فى القرن الثانى عشر الميلادى.

 واسلمته هذه الترجمات إلى مصادرها الأولى فى أثينا القديمة، وهى اقدم المجتمعات التى ازدهرت فيها الديمقراطية وحرية التعبير بدرجة لم يصل إليها مجتمع سابق أو مجتمع لاحق حتى الآن.

وحين رجع إلى هذه الأصول، وجد انه من الصعب الوصول إلى استنتاجات فلسفية وسياسية صحيحة بالاعتماد على هذه الترجمات، ليس فقط لأن المترجمين كانت تنقصهم الكفاءة بل لأن المصطلحات الإغريقية لم تكن فى اغلب الأ حوال مطابقة لمرادفاتها فى اللغة الإنجليزية.

وبناء عليه، قرر الكاتب ان يدرس اللغة اليونانية القديمة، دراسة كافية تمكنه من حل معضلات النصوص الأصلية، وكما يقول مستر ستون، لأنه فى هذه الأصول فقط يمكن للباحث ان يقبض على دلالات الألفاظ بل وعلى  ظلال المعانى الكامنة فى مطاوى هذه الألفاظ دائما.

وقد استغرق هذا البحث سنوات طويلة. وكانت ثمرته هذا الكتاب المثير الرائع. والذى يصفه المؤلف بقوله:

“هذا الكتاب هو ثمرة هذا العذاب. لقد شرعت فى كتابته لكى اكتشف كيف أمكن لهذا الحادث المحزن أن يحدث (يقصد اعدام سقراط) ,لم استطع الدفاع عن الحكم عندما بدأت ولا أستطيع الدفاع عنه الآن .

لكننى أردت ان اكتشف ذلك الذى لم يقله لنا افلاطون، لكى اعطى الأثينيين جانبا من القصة ولكى اخفف جريمة المدينة وامحو بهذه الطريقة، وصمة العار التى لحقت باثينا وبالديمقراطية من جراء هذه الحاكمة “

 فهذا الكاتب الامريكى يهتم بتبرئة سقراط وبتبرئة الديمقراطية وقدم فى كتابه دفاعا مجيدا عن حرية التعبير وعن الديمقراطية فى سياق يلائم مدينة أثينا فى عصر سقراط كما يلائم مجتمعنا المعاصر الآن.

 وخلاصة رأى الكاتب ان سقراط كان فى مقدوره الحصول على البراءة لو انه استند إلى مبادئ الديمقراطية الأثينية وحقه فى حرية الكلام. بمعناها الحقيقى، وكما كان يفهمها الأثينيون لكن سقراط أبى واستكبر ورفض ان يستخدم هذا الحق، المبنى على مبادئ المدينة الحرة التى كان يعتز بها كافة الاثينيين، وكان هو يهاجمها.

 ويدعم الكاتب رأيه بشرح مستفيض لنظام المحاكمة فنعرف منه أن هيئة المحكمة كانت تتكون من 500 عضوا من المحلفين. وبعد ان ألقى سقراط دفاعه المعروف جرت المداولة والتصويت.

وكانت النتيجة هى 220 صوتا إلى جانب البراءة، 280 فى جانب الإدانة بفارق ضئيل لا يزيد عن المتوسط سوى 30 صوتا اى بنسبة 6 % من الأصوات. ولو نجح سقراط فى تحريك هذه النسبة إلى جانبه لتعادلت الأصوات فى الجانبين.

وكان هذا التعادل يفسر لصالح المتهم فى المجتمع الأثينى، ويضمن لسقراط البراءة، الا ان سقراط تمادى فى استفزاز قضاته والتعالى عليهم خصوصاً حين أعلن ان كاهنة ديلفى The Delphic Oracle  قالت أنه يتفوق على جميع البشر فى المعرفة .

” وفى محاولة الدفاع ” لأفلاطون يعبر سقراط عن دهشته من ضآلة عدد الأصوات ضده فيقول: لم اكن اتوقع هذه الأغلبية الضئيلة ضدى، بل أغلبية كبيرة ” ويؤكد مستر ستون ان سقراط كان على حق فى هذا التوقع، لأن تعليمه كلها على مدى عمره المديد (70 عاماً) كانت معادية لنظام دولة أثينا الديموقراطى ولو كان عامة الأثنين غارقين فى الجهالة والتحامل والانحياز كما كان سقراط يظن، لما صبروا عليه حتى بلغ السبعين ليأتوا به إلى المحاكمة.

لقد تشرب الأثينيون الديمقراطية، وترسخ مبدأ حرية التعبير فى الحياة الفنية والسياسية على مدى قرنين من الزمان قبل سقراط، وكان سبباً فى ازدهار المجتمع الأثينى وتفوقه فى كل نواحى الحياة.

كان الأثينيون يرون حق سقراط فى الاختلاف معهم فيما يقول وما يعلم وكانوا مهيأين للوقوف إلى جانب تبرئته خصوصاً وأنه لم يثبت للمحكمة انه قام بأى عمل علنى ضد الحكومة.

ولو أذعن سقراط لنصائح أصدقائه وتلاميذه وهادن المحكمة لفاز بالبراءة، الا انه كان يريد ان يموت.

وكان يرى فى الموت اكتمال التحقق حيث تنطلق الروح من قيود الجسد وتصبح قادرة على تأمل الأفكار الخالدة التى لا تتغير. ولكى يثنت فى ذات الوقت احتقاره لعامة الأثنيين ونظامهم كله.

 كان الخلاف بين سقراط وعامة الأثينيين خلافاً جذرياً لم يكن محصورا فى نطاق الخلافات الفكرية المجردة، بل كان يتحدى الدعائم الأساسية للحكم الذاتى الذى كانوا يتمتعون به.

وكان أول هذه الخلافات واشدها يتعلق بطبيعة المجتمع الأنسانى: هل هو مدينة حرة Polis كما يعتقد الإغريق؟ ام هو مجرد قطيع من الأغنام كما يزعم سقراط؟

 كانت الكلمة الأغريقية بوليس Polis ومشتقاتها تحمل دلالات مختلفة. فأن تكون مواطنا فى مدينة حرة فهذه شارة الشرف والكرامة. وحين بدأ ارسطو كتابه” السياسة بافتراض ان الإنسان حيوان سياسى ” كان يرى ان الإنسان وحده دون سائر المخلوقات – هو الذى يمتلك الصفات التى تؤهله للحياة الاجتماعية وكان معظم الإغريق ” يرى ان دولة المدينة هى أرقى صورة لهذا المجتمع، حيث يستطيع الإنسان ان يحقق ذاته، وان يبرز قدراته الشخصية فى ارقى صورة ممكنة سواء كان شاعرا تراجيديا او كوميديا او متحدثاً لبقا مثل سقراط”

 وخلاصة القول ان المدينة بالمعنى الإغريقى كانت ” مجتمع الأحرار ” وهو ما يميزها عن غيرها من أشكال المجتمع الانسانى الأخرى. فالمدينة تحكم نفسها بنفسها.

فالمحكومون هم الحكام، والمناصب الرئيسية يتم شغلها عن طريق الانتخابات، فى حين يتم شغل المناصب الأخرى بالقرعة، التى تعطى جميع المواطنين فرصة للمشاركة فى حكم مدينتهم.

كانت هذه الأمور تحكم اثينا فى حياة سقراط،

 وحول هذه الأسس والمقومات اختلف سقراط وتلاميذه مع عامة الأثنيين. فالسياسة فى أثينا وفى دول المدن الإغريقية عامة، بل فى ظل الحكم الجمهورى فى روما، كانت نوعاً من الصراع الطبقى بين حزبين، اتفق فيه الطرفان على الحكم بواسطة المواطنين.

وكان الخلاف بينهما يدور حول حق المواطنة. هل يجب تقييد هذا الحق كما تفعل النظم الأوليجاركية؟ ام يجب توسيعه كما تفعل النظم الديمقراطية.

هل تحكم المدينة بواسطة الأقلية ام بواسطة الأكثرية؟ وهو ما يعنى الأغنياء أم الفقراء؟

   لكن بالنسبة للطرفين فأن السياسة وهى قوام حياة المدنية، توجد فى الحكم الذاتى. وكانت معارضة الحكم الذاتى، لا تعنى معاداة الديمراطية فقط بل تعنى أيضا معادة السياسة بمعناها الواسع وهذا هو موقف سقراط.

 لم يكن سقراط اوليجاركيا او ديمقراطياً بل وقف بعيداً عن الطرفين. كان مثله الأعلى، كما عبر عنه تلاميذه، هو الحكم ليس بواسطة القلة أو الكثرة، لكن بواسطة ” الشخص الذى يعرف اكثر “.

ولابد ان مواطنوه قد رأوا فى هذا رده إلى الملكية بشكلها المطلق.

وخصوصاً ان سقراط كان يرى ان المجتمع البشرى ما هو الا قطيع من الأغنام يحتاج إلى راع يقوده، وليس للراع ان يستشير الرعية، بل يصدر الأمر وعلى الآخرين الطاعة.

 وكان الدفاع عن الحكم الملكى، يضع صاحبه فى تناقض تام مع نظام المدينة الحرة، ففى أثينا القرن الخامس والرابع، كان الدفاع عن الحكم الملكى يبدو خروجاً عن المألوف كما فى أمريكا القرن العشرين – بل كان جنوناً كبيراً وشذوذاً ينذر بالخطر.

ومما زاد الأمر سوءاً ان سقراط كان معجباً بدولة إسبرطة التي كانت تحكم حكما ديكتاتوريا مستبدا لا يسمح للمواطنين بحرية التعبير أو بالمشاركة في الحكم.

وبالتالي لم يكن فى اسبرطة مكان لسقراط وامثاله من المفكرين والفلاسفة والفنانين.

لم يكن بها معبد كالبارثينون او مسرح. كانت اسبرطة وكريت صحارى ثقافية فى بلاد الإغريق القدماء.

 وكان إعجاب سقراط بإسبرطة مصدرإزعاج للأثنيين، لأن نموذج اسبرطة كان مثار إعجاب شباب الأريستوقراطية المترفة، الذين كانوا يحتقرون الديمقراطية، ويشعرون بالازدراء والحسد نحو التجار والحرفين من أبناء الطبقة الوسطى الذين كانوا يحققون الثراء ويتنافسون على تبوأ مراكز الصدارة التى كان يحتلها ملاك الأراضى من الاريستوقراطيين القدماء.

ورغم أن سقراط كان ابناً لأحد قاطعى الأحجار، الاانه اصبح معبودا عند ابناء الاريستوقراطية الذين اخذوا يشعرون بالاغتراب فى أثينا، وكان من بين هؤلاء أفلاطون وزينوفون وهما من أعداء الديمقراطية والطبقة الوسطى.

وفى غضون العقد الأخير من حياة سقراط، وفى أعقاب الهزائم العسكرية التى حاقت بأثينا، قام هؤلاء الاريستوقراطيون بثلاثة انقلابات عسكرية بالتآمر مع اسبرطة. 

ونجحوا فى إسقاط الديمقراطية مرتين وأقاموا حكماً ديكتاتورياً إرهابياً هدد حياة الناس وممتلكاتهم بصورة لم يسبق لها مثيل.

وقع الانقلاب الأول 411 ق . م، ووقع الثانى فى 404 ق. م بتحريض مجموعة الثلاثين التى كان يقودها كريتياس وشارميدز وهما أقارب أفلاطون ومن تلاميذ سقراط.

ومن المؤسف ان سقراط لم يتخذ موقفاً واضحاً ضد هذه الانقلابات ولم يحتج على عمليات الإعدام التى كانت تتم دون محاكمة لبعض الأغنياء لأخذ أموالهم لدفع نفقات الفرقة الاسبراطية التى احتلت أثينا.. ولم يهرب للأنضمام إلى المعارضة ولكنه استعلى على الطرفين.. وظل مقيماً فى المدينة.

ويؤكد مستر ستون ان البقاء فى المدينة اثناء هذه الانقلابات كان يعتبر عاراً وهذا ما سجلنه المرافعات القانونية فى الجيل التالى.

ولا شك ان هذا قد أوغر نفوس الأثينيين ضد سقراط وزاد تحاملهم عليه اثناء المحاكمة وكما يقول الكاتب لولا هذه الانقلابات الاريستوقراطية التى قام بها تلاميذه لما جئ بسقراط للمحاكمة: ورغم خلافاتهم الشديدة معه.

كانت الفكرة الإغريقية السائدة، تعطى احتراماً للرجل العادى، وكانت آراء سقراط تحتقره، وهو خلاف غير قايل للحل.

وقد انعكس هذا الخلاف على العداوة بين سقراط وبين السوفسطائين. كان سقراط يعلم ان الفضيلة هى المعرفة ولاسبيل للوصول الى هذه المعرفة حتى بالنسبة لسقراط نفسه الذى كان يعلن فى تواضع غريب أنه يعرف شيئاً واحداً وهو أنه لا يعرف شيئاً. وبالتالى فأن عامة الأثينين لا يمكنهم الوصول إلى شئ من المعرفة وتبعا لهذا فليس بإمكانهم المشاركة فى حكم المدينة.

وكان السوفسطائين يقومون بتعليم الناس الفضيلة والمعرفة.

ومن هنا جاءت الخصومة التى ألقت بظلال التعتيم الظالم على هذه الفئة من المعلمين حيث يقرر مستر ستون أن كلمة سوفسطائى كانت إلى ذلك الوقت ممتدحه وغير مستهجنه.

ففى هومر نجد أن كلمة صوفى Sophie تشير إلى نوع من المهارة، وكانت كلمة Sophists تطلق على العامل الماهر والفنان البارع، وسرعان ما جرى استعمالها لوصف أصحاب المواهب الإلهية كالشعراء والموسيقيين.

وكان الحكماء السبعة فى بلاد الإغريق يسمون بالسوفسطائيين، وكذلك يطلق الاسم على الفلاسفة السابقين على سقراط، وصار هذا اللفظ من أسماء الشرف التى تطلق على معلمى الخطابة والفلسفة من اليونانيين.

 وهنا يكشف المؤلف عن وجود تحامل طبقى قوى فى عداء سقراط للسوفسطائيين.

إذ كانوا فئة من المعلمين الذين وجدوا لهم سوقاً رائجة بين أفراد الطبقة الوسطى من الحرفين والتجارالذين مكنتهم ثروتهم من اكتساب الأسلحة، والمشاركة كجنود مشاة مسلحين فى الدفاع عن مدينتهم، ونتيجة لذلك اكتسبوا نصيباً من القوة السياسية، واخذوا يتحدون قوة الاريستوقراطية القديمة من ملاك الأراضى فى احتلال المواقع القيادية فاتجهوا إلى تعلم فن الخطابة والمناظرة حتى يمتلكوا ناصية الحديث المؤثر فى مجالس الحكم وفى المحاكم.

كانوا يطمعون أيضا فى الشاركة فى مجالات الثقافة والفنون. وكان السوفسطائيون يقومون بدور المعلم لأفراد هذه الطبقة.

 وكان من الأسباب الرئيسية لعداء سقراط للسوفسطائيين هو أنهم كانوا من أوائل المفكرين الذين أكدوا المساواة الأنسانية بين البشر. والمؤلف يعتبر الفيلسوف السوفسطائى أنتيفون توأم جيفرسون واليعاقبة، لأنه ندد بنبالة المولد ولم يعترف بأى فروق للتميز بين الإغريق والبرابرة، وحسب قوله ” لأننا جميعاً حسب الطبيعة قد ولدنا متساويين فى كل النواحى، سواء بسواء البرابرة والهللينيون ” كما أكد على ” اتفاق المحكومين ” على أمور مجتمعهم بقوله ” ان قوانين الطبيعة قوانين إجبارية، لكن قوانين المدينة التى تختلف من مكان إلى آخر ون هى قوانين يصل إليها البشر بالاتفاق فيما بينهم.”

“وكما يقول المؤلف بالتأكيد على اتفاق المحكومين، وعلى أن البشر قد خلقوا متساويين يكون أنتيفون السوفسطائى قد سبق إعلان الاستقلال الامريكى، وهو أول منظر لدولة الرفاهية فى التاريخ. لقد اصطدم سقراط صداماً حاداً مع معاصريه.

لكن صدامه ظل على المستوى الفكرى. وتجاوز وتعدى على أقدس المبادئ الاثينية وهى حرية الكلام لكنه لم يرتكب فعلاً عدائياً ضد المدينة. ولهذا فأن المؤلف يتأسى بشدة لمأساته ويرى أنها كانت مصادرة خالصة للفكر.

” أن الأفكار ليست فى هشاشة البشر، فهى غير قابلة للكسر.

ولايمكن ان ترغم على شرب السم لقد عرف سقراط ان أفكاره سوف تحيا بعد موته وكذلك مثله، ولكن أثينا سوف، تحمل عار موته” 

ترجمت هذا الكباب ونشر مرتين في المجلس الأعلى للثقافة وهيئة الكتاب

شاهد أيضاً

الكنيسة القبطية

قومى استنيرى

كمال زاخر رغم الصورة الشوهاء التى نراها فى دوائر الحياة الروحية، والمادية ايضاً، بين صفوفنا، …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.