الجمعة , نوفمبر 22 2024
رامي كامل

كيف نفهم الثالوث ؟

اعادة طرح

لما فهمنا ان خطيئة ادم كانت اختيار المعرفة المادية و ترك خلف ظهره المعرفة الروحية التى كانت معاشة مع الرب الاله فى جنة عدن نزل ادم “باختياره الحر” تحت احكام المادة و الحكم الاكيد فى المادة انها تموت فكان الحكم موتا تموت.

بدء فهم الثالوث ينطلق من تصريح الكتاب عن ارادة الله “لانه هكذا احب الله العالم” فارادة الله لخلاص البشر انطلقت من مبرر قوى لا جدال فيه وهو “الحب” بدون هذا الحب لا يوجد مبرر منطقى واحد لخلاص البشر فقوة الحب الالهى لنا هى ما اظهر ارادة الله و ان اراد الله فعل.

ان عودة ادم للمعايشة مع الله كما فى جنة عدن لم تعد ممكن بعد الاختيار الحر لادم الاول بان ينغمس فى المعرفة المادية فكان لابد من وجود ادم “ثانى” يرفع الحكم و يخرج من الماديات الى الروحيات فكان بالمنطق لا بد ان يكون تحت المادة “مثل ادم” و يملك القدرة للخروج من المادة.

لم يكن يصلح لمهمة الخلاص اى من نسل ادم فكلهم ورثوا اختيار ادم و خرجوا للحياة تحت المادة محاصرين فى كونهم نسل ادم صاحب الاختيار الاول ولا يصلح ان يكون ملاك او رئيس ملائكة فهذه الكائنات الروحية لا تدخل تحت المادة.

فكان الاختيار الوحيد المنطقى هو التجسد و لكن كيف نرى التجسد ؟ انه خروج الجوهر من الجوهر بمعنى ان لغتنا عاجزة عن وصف عملية تمت لمرة واحدة فى تاريخ الكون ان يتجسد الاله لخلاص البشر فنصفها بما يقرب الامر لعقلنا.

خروج الجوهر من الجوهر لا يكسر الجوهر بل يظل الكل واحد لكن نصف الجوهر المتجسد بالابن وهكذا وصفه الانبياء فى نبوات العهد القديم.

لماذا موت الابن ؟ ان كان الخلاص يتم بالتجسد فلماذا الموت ؟ لان الحكم على من هم تحت المادة كان حكم الموت فى المادة و كل مادة مصيرها الموت فكان كسر الحكم “الموت” هو اعلان اطلاق حرية الاختيار من جديد

وكانت النبوة قبل تجسد الابن هى “اين شوكتك يا موت” قاصدا اين الحاجز المانع للبشرية.

هل يتجسد الاله و يأكل ويشرب ؟ كما شرحت ان النزول تحت احكام المادة كان ضرورة لنفاذ ارادة الاب وبالتالى كان نزول الابن “الاقنوم الثانى فى الجوهر” تحت المادة و كل احكامها طبيعى فياكل و يشرب ويضحك و يسير وسط الناس.

بتمام الخلاص على الصليب والخضوع للحكم المادى “الموت” و كسر الحكم المادى “القيامة” تم بناء الجسر بين من هم تحت المادة “الجالسون فى الظلمة” والروحيات “رأوا نور عظيم” وهذا اكثر ما يرفضه الشيطان ان يعترف بوقوع كل هذا “التجسد و الصلب و القيامة” فيصور للناس انهم سوف ينتقلوا من مادة الى مادة فيها قصور

وانهار و خضرة و هذا تصور ضد المنطق فان كنت سوف أموت واخرج من المادة فكيف يعيدنى الله للمادة ومتع المادة و احكام المادة.

بعد تمام الخلاص ارسل لنا الاب “الجوهر” الروح القدس “الاقنوم الثالث فى الجوهر الواحد” ليكون فينا دوما

و يكون الطريق مفتوح لكل من يقبل خلاص الله فيقبل الروح القدس “الدائم فينا” ليرشدنا الى طريق الروح دوما كى لا نعيد اختيار ادم الاول “الانسان العتيق” بل نكون دوما فى طريق ادم الثانى.

كتب فى سجن طرة سبتمبر ٢٠٢١

شاهد أيضاً

الكنيسة القبطية

قومى استنيرى

كمال زاخر رغم الصورة الشوهاء التى نراها فى دوائر الحياة الروحية، والمادية ايضاً، بين صفوفنا، …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.