خالد محمود
ونحن نختم ليلة يوليه ١٩٥٢…..نشير إلى ثلاث أخطاء منهجية سريعة يقع فيها الناصريون المتشددون في نقاش المرحلة
أولا …عدم اعتبار التجربة الناصرية جزء من حراك عالمي ضم الكتلة الاشتراكية وحركة التحرر الوطني…وبالتالي نالها من مزاياه كما نالها من عيوبها…ومن مزاياه تحرر واستقلال نسبي من الاستعمار
وسياسات اجتماعية أكثر انحيازا للطبقات الدنيا ومن عيوبه الديكتاتورية وعبادة الفرد.
ومن ثم….فالناصرية لم تكن رسالة خارقة هابطة من السماء…ولا إبداعه سياسية لفرد…هي جزء من هذا الحراك وهذا الزمن يمتدح بامتداحه وينتقد بنقده ..ولما كان العالم كله يفلب هذه الفترة نقديا فمن حق الحركة الوطنية المصرية أن نفعل الشيء نفسه. الخطا الثاني…هو إهمال التطور الإنساني الطبيعي ..ونسبة كل شيء للتجربة. .فالمصريين كانت ستدخل لهم الكهرباء بناصر أو بالنحاس أو حسنين حسني…لأن هناك شيء اسمه التطويرية وشيء اسمه الثورية…والا بهذا المنهج سننسب تغير شكل المنازل أو دخول الانترنت لهذا النظام
أو ذاك.
الخطا المنهجي الثالث…أن الناصرية يجب أن تتكامل مع منتقديها …الليبرالي يعرف أن خصومه متحفظين على الرأسمالية المتوحشة …والماركسي يعرف أن خصومه متحفظين على شموليته وحتمياته …وليس في هذه التحفظات ..مؤامرة …ولا عمالة …ولا ثأرية ..ولا مرض نفسي …ولا ولا….ولا.
على الناصري أن يتخيل فقط أن هناك غير ناصريين في الحياة لهم مناظير غير منظوره .
لأن الله خلق عقولنا مختلفة … كما أن علينا أن ندير المشهد تكامليا لا اقصائيا ….لأن الأمر أصبح هذا أو الطوفان.
هذه ثلاث نقاط مهمة من وجهة نظري. ( التي نادرا ما تكون صحيحة) طبقا لتعبير صديقي الصحفي الفلسطيني الجميل محمد عايش الذي كان يختم به نقاشاتنا لتأكيد مبدأ النسبية في الرأي.
هذا والله اعلم