ونحن فى الأهرام الكندي ننشر سيرة حياة عدد من المطارنة – الأساقفة – والرهبان – والكهنة بشكل يومى سواء انتقلوا من حياتنا إلى الحياة السمائية ، أو مازالو معنا ننعم بمحبتهم وبخدمتهم ، نفعل ذلك لكى ننقل للشعب القبطى سواء داخل مصر أو خارجها فضائل هذه الشخصيات ، وكيف أنها كانت تسعى جاهدة إلى ترسيخ التعاليم المسيحية ، وكيف أنها كانت تقاوم الشيطان الذى كان يتجسد أمامهم فى كل شىء ، وكيف كانت خدمتهم ، وكيف كانت حياتهم ، ونحن نفعل ذلك أطل علينا اسم جناب الأنبا مرقس أول أسقف قبطى لافريقيا فى القرن العشرين فى عام 1949
الصورة للأنبا مرقس أول أسقف قبطى لافريقيا فى القرن العشرين فى عام 1949
وصلت رسالة للبابا يوساب الثانى من قس بجنوب افريقيا يدعى القس كالبخ ( 1869-1952) وهو يتبع الكنيسة المشيخية ، وكان الطلب أن تعود كنيسة جنوب افريقيا إلى حضن الكنيسة الافريقية الأولى الكنيسة القبطية
فاوفد لهم البابا يوساب القمص أيوب الأنبا بيشوى فى نفس العام ، وهناك وفى جنوب افريقيا قضى عشرة أشهر يدرس الأحوال ويتجول بين الشعب الراغب فى الانضمام للكنيسة القبطية ويقال أنه وجد عشرات الالاف يرغبوا
فى الانضمام للكنيسة القبطية وكان أبونا أيوب يجيد الإنجليزية والفرنسية وأمينا لمكتبة البطريركية
وفى عام 1950 رسمه البابا يوساب أسقفا على جنوب افريقيا ونيجيريا باسم الأنبا مرقس وانشئت الكنيسة مكتبا لترجمة الكتاب المقدس وكتب الخدمات الكنسية إلى اللغات الافريقية المتعددة
وسافر الأنبا مرقس مرة أخرى إلى جنوب افريقيا فى سبتمبر 1950 ومعه رهبان وشماس :
القمص شنودة الأنبا بيشوى ، والقمص أسحق الأنبا بيشوى ، والشماس عزيز
واحضروا معهم كتب الطقس والبخور وأدوات المذبح وتوالت أخبار الأسقف وإيبارشته الوليدة
وكانت تستقبل بفرح فى الكنيسة الأم ولكن بعد عام وفى سبتمبر 1951 اضطر الأنبا مرقس للعودة فقد رفضت الحكومة العنصرية عمله وسط القبائل ورفضت منحة ترخيصا للكنيسة أو تسجيلا لها ، وعاد نيافته وأقام فى دير الأنبا بيشوى وتنيح فى حادثة غامضة عام 1952 أما القمص اسحق الأنبا بيشوى فقد استمر حتى عام 1969
وكان يجول يكرز بين الشعب قدر طاقته ويقدس الأسرار مرة كل شهر وكان عدد الشعب حوالى 5 الاف نفس والعجيب أنه عندما زار الأنبا انطونيوس مرقس جنوب افريقيا فى عام 1977
وجد شعب جنوب افريقيا القبطى مازال محافظا على إيمانه