جمال رشدي
اقام بنك مصر مبنى فخم وضخم كأول فرع للبنك في الرياض بالمملكة العربية السعودية، وسيكون الافتتاح قريبا، فما هي الأهداف وخطة عمل تحقيقها.؟”خطوة تأخرت سنوات كثيرة، ولكن خيرا لها انها تحققت، بالطبع هناك أهداف اقتصادية لتلك الخطوة، وبالطبع أيضا من المفترض أن تكون هناك استراتيجية عمل تعمل على تحقيق تلك الأهداف، وبما انني متواجد في المملكة العربية السعودية واعمل داخل البنوك منذ سنوات طويلة ، فربما تكون اطروحات كلماتي لها بعض الفوائد التي تخدم أهداف بنك مصر.
أولا، القطاع المالي في المملكة متقدم للغاية ويضارع افضل النظم المالية في العالم، وما يميزه انه منذ سنوات طويلة وبالتوازي مع كل مؤسسات المملكة تم تحويل هذا القطاع إلى إدارة الرقمنة والحوكمة بكل جوانبه المختلفة،
ففي الغالب العميل لا يتعامل مباشر مع أفرع البنوك الا في حالات استثنائية لأن كل التعاملات تتم إلكترونيا عبر التطبيقات الذكية التي تتميز باليسر والسهولة مع مختلف الجوانب الخدمية، فمتاح ان تقوم بتنزيل تطبيق البنك وتقوم بفتح حسابك إلكترونيا وتستخدم هذا التطبيق في كل تحركات احتياجاتك المالية بدون اي عواذق أو معاناه
والسؤال المطروح هل بنك مصر عندما قرر ان يفتتح له فرع في المملكة وصل إلى ذلك الحد من التقدم التقني الذي يسمح له بمنافسة البنوك المتواجدة على أرض المملكة؟ فإن كان يمتلك تلك الميزة فعليه ان يعتمد على عنصر بشري ابن ثقافة تلك التقنية، لان الاعتماد التقليدي على عنصر بشري غير مواكب أو مصاحب لتلك التقنية سيكون عامل سلبي مؤثر لتواجده وتنافسه في السوق السعودي
مثال : انا متواجد للعمل في احد البنوك الأجنبية الكبرى والمتواجد منه أفرع كثيرة في مصر، واعمل في منتج “فتح حساب” للجالية المصرية وجميع الجنسيات الأخرى في البنك بمصر بشروط وإجراءات ميسرة ورائعة وجاذبة، فمعظم أبناء الجالية المصرية الذين يأتون لي لفتح حساب في مصر لديهم حسابات في البنوك المصرية ولكن يشتكون من الروتين وطريقة التعامل وعدم توافر مميزات التقنية الرقمية والإجراءات العقيمة التي تواجههم عند الاحتياج لتحديث الحساب أو التحويل، أو التواصل مع خدمة العملاء، أو ما يحدث من خصومات شهرية وسنوية من أموالهم بدون توضيح الأسباب
فهل ذلك سيكون متواجد في بنك مصر بالرياض؟
منذ شهور ارسلت رسالة الي المسئولين وعلى رأسهم الاستاذ محمد الاتربي واوضحت خطورة ان يأتي بنك مصر للرياض بدون الاستعداد الكلى للعمل بالرقمنة وان ذلك سيؤدي إلى رد فعل سلبي على تواجد البنك في الرياض.
لو نجح البنك في التواجد داخل دائرة الرقمنة ومعه عنصر بشري ابن لثقافة الحوكمة والرقمنة، فيلزم أن يكون القائمين على الأمر لديهم ثقافة متسعة للاستقراء والتخطيط لكيفية الاستفادة من التواجد، فالبنوك السعودية لا تعمل في النظام الإدخاري الا بشكل محدد وقليل جدا وبنسبة ربح لا تذكر
وهنا استفادة بنك مصر عن طريق شهادات الاستثمار ذات العائد العالي والتي يبحث عنها المستثمر السعودي كوعاء إدخاري امن ومضمون، بعيدا عن تعقيدات المدفوعات والمصروفات التي يتحملها المستثمر في أعماله التجارية
وتمثل عليه عبء مالي كبير ربما يؤدي إلى اختلال ميزانه التجاري بين المكسب والخسارة في نهاية العام المالي، هؤلاء شريحة تمثل ما يقرب من ٦٠٪ من المستثمرين السعوديين، فلو عمل بنك مصر على استهدافهم سيكون ذلك ربح كبير جدا للاقتصاد المصري يقدر بعشرات مليارات الدولارات سنويا.
وهناك جانب اهم اخر وهو منتجات التمويل والتي عملت فيها بالبنوك داخل المملكة لسنوات طويلة.
لو وضع بنك مصر خطة ذات تحفيز وتحتوي على مميزات لنجح في جذب قطاع كبير من الجالية المصرية بالمملكة والتي تقدر باثنين مليون ونصف مواطن مصري، تلك المنتجات تتمثل في تمويل شخصي بتحويل راتب أو بدون تحويل،.
تمويل عقاري بكل مشتقاته، تمويل سيارات، بطاقات ائتمانية… الخ من المنتجات الأخرى.الذي ذكرته يحتاج الي خطة عمل ذات رؤية تعايش حقيقي داخل المجتمع السعودي، واتمنى ان لا يتم وضع الخطة من نظريات التعامل المالي المصري حتى لا تصطدم بواقع عدم نحقيق الأهداف المرجوة، الأهم هو العنصر البشري ان يكون ابن بيئة الثقافة السعودية