الوحدة التي يطلبها الرب يسوع من أجلنا ليست هي الوحدة في العمل أو المبادئ أو التوجهات السياسية، وليست هي وحدة المشاعر والآمال والطموحات، فهذه جميعها مآلها للزوال.
هي وحدةٌ فريدةٌ لا تخضع لقوانين الطبيعة والأعراف الدولية، وحدةٌ أولاً بين المؤمنين جميعاً: «لِيكونوا وَاحِدًا مِثْلما نَحْنُ واحِد» (يو17: 11)، ثم وحدة سماوية أبدية.
إنها وحدةٌ في الثالوث الأقدس: «لكي يَكُونوا بأَجْمعِهم واحِدًا؛ فكما أَنَّكَ أَنتَ، أَيُّها الآبُ، فيَّ وأَنا فيكَ، فَلْيكونوا، هُم أَيضًا، فينا» (يو17: 21).
فكما أننا في سر الإفخارستيا، أي سر التناول من جسد الرب ودمه، نصير واحداً بعضنا ببعض: «فبما أَنَّ الخُبْزَ واحدٌ، فَنَحْنُ، الكثيرينَ، جَسَدٌ واحد؛ لأَنَّا جميعًا نَشْتَرِكُ في الخُبْزِ الواحد» (1كورنثوس 10: 17)
هكذا أيضاً فإن الروح القدس الذي هو روح الوحدة في الكنيسة، فإنه يوحدنا معاً، كما يوحدنا أيضاً بالله: «فإِنَّا جميعًا قَدِ اعْتمَدْنا بروحٍ واحدٍ لجَسَدٍ واحدٍ، يهوداً كُنَّا أَمْ يونانيِّينَ، عَبيدًا أَمْ أَحْرارًا، وسُقِينا جميعًا من روحٍ واحد» (1كورنثوس 12: 13).
(الأنبا إبيفانيوس الشهيد رئيس دير الأنبا مقار) الكنائس الأرثوذكسية الشرقية والكنيسة الكاثوليكية في مدينة فيينا بالنمسا عام 2016م
غريب اطلاق لقب شهيد على المقتول … اصبحتم مثل السلفيين …