منير بشاي
صلب المسيح مع لصين أحدهما كان يمثّل معظم الناس الذين شكّوا في المسيح عندما رأوه مصلوبا وسخروا منه. هذا اللص قال للمسيح “إن كنت أنت ابن الله فخلّص نفسك وإيانا.
” أما اللص الآخر فكان على درجة غير عادية من الإيمان. وكان يعرف حقيقة نفسه فوبّخ زميله وذكّره أن كلاهما يستحقان ما حدث لهما أما المسيح فلم يفعل شيئا يستحق هذا الحكم. ثم وجّه كلامه للمسيح المصلوب وقال “اذكرني يا رب متى جئت في ملكوتك.
” روعة إيمان هذا اللص جعلته يرى في المسح ربا مع أنه حسب الظاهر كان كمجرم ينفذ فيه حكم الإعدام. كما رأى المسيح ملكا مع أنه حسب الظاهر كان كضعيف مسمّر على الصليب.
لا عجب أن المسيح أكرم هذا الإيمان وسط مشهد الصلب ليقول له “اليوم تكون معي في الفردوس”.هذا اللص استطاع أن يسرق الملكوت في آخر لحظة من حياته. “… ملكوت السموات يغصب والغاصبون يختطفونه” مت ١١ : ١٢