السبت , ديسمبر 28 2024
محمد عبد المجيد

شهر رمضان والأب المجنون!

لو أنني علـّـمت أبنائي الثلاثة وهم من مواليد أوسلو أن صيام شهر رمضان من شروق الشمس إلى غروبها؛ أي قد يكون الصيام ثلاث ساعات إنْ جاء شهر البركة شتاء، أو 21 ساعة إذا تصادف مع منتصف الصيف، فأغلب الظن أنهم كانوا سيقولون إنَّ أبانا الذي أرسله القدر إلينا لمجنون.

لو كنت أقيم في أقصى الشمال؛ فأطلب منهم الصيام في فصل الشتاء عدة دقائق، وفي فصل الصيف 24 ساعة إلا عدة دقائق لحضرت الشرطة النرويجية وسحبت مني أبنائي ، بنفس تهمة الجنون.

لو أنزل اللهُ القرآنَ الكريم بعد اكتشاف الساعة والمنبه والآي فون، لأمر الله، عز وجل، أن نصوم شهر رمضان وفقا لساعة اليد أو الحائط أو الإذاعة؛ فتتحقق المساواة والعدالة ولا نتصادم مع العلوم، ولجلس رجال الدين في بيوتهم لتقشير البصل.

منذ عام 1982 وأنا ملتزم بفتوى الشيخ جاد الحق علي جاد الحق والعلماء الذين صاحبوه، والذي جددها أمامي شخصيا في مكة المكرمة.

وعندما ضاقت الدنيا وتفرق المسلمون في عشرات الفتاوي، ذهبتُ إلى العلم الحديث فأصبح صيامي وأبنائي ثابتا، صيفا وشتاء، فتحول شهر رمضان إلى بهجة وفرحة، وكانت عقارب الساعة أقرب لي من الشمس والقمر

(نهارا طبعا أو قريبا منه).

في كل عامين أو ثلاثة يخترع مسلمو الشمال توقيتا جديدا( مكة المكرمة، خطوط الطول والعرض، ألبانيا، البوسنة، الوطن الأم)! أعترف بأنني جعلت أبنائي يحبون شهر رمضان ويتحاورون مع أي نرويجي يسأل ساخرا عن الغروب والشروق.

هذا المقال ليس للنقاش فقد جادلت في هذه القضية عشرات السنين ولم أعد قادرا على الحديث فيها.

محمد عبد المجيد

طائر الشمال

أوسلو في 22 مارس 2023

شاهد أيضاً

الكنيسة القبطية

مرور 550 عامًا على نياحة البابا غبريال السادس : مصر بين القيادة الروحية والتحديات المملوكية

  د. ماجد عزت إسرائيل أوضاع مصر السياسية خلال فترة البابا غبريال السادس(1466-1474م) ، كانت …

تعليق واحد

  1. واحد من الناس

    حبيبى يا طائر الشمال ..أولا كل عام وأنتم بخير بمناسبة شهر رمضان ..ثانيا وقلت لك أنا من المدمنين قراءة ما تكتبه لأنك عقلانى وتحترم العقل . ثالثا والأهم : السلام على من اتبع العقل ونبذ النقل …لا يعقل أن يتحكم فينا من هم أموات وأفتوا فى زمانهم وبالوسائل البدائيه التى كانت متاحه أيامهم ولا نتقدم خطوه للأمام ..لماذا لا نستخدم الان الوسائل التى بين أيدينا ؟ لبل نحن انتقائيين أى نستخدم التليفون الخلوى أى المحمول والكمبيوتر ونركب الطائره الخ الخ ..ونتحدث عن الجلباب وبول الابل وجناح الذباب والحبه السوداء ؟ ولماذا لا نستخدم الساعه والتليفون للتوقيت وعلوم الفلك ونترك القمر والهلال والغروب ؟ ولماذا نستخدم كل الوسائل الحديثه فى حياتنا اليوميه ونتمسك بفتاوى وتفاسير القرن السابع مثل مدة الحمل أربع سنوات …ولا نستخدم DNA ونصر على أن الوزلد للفراش وللعاهر الحجر ؟ نكتفى بذلك وكل عام وأنتم بخير أنت وأمثالك . ..

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.