يُعرف الرجال بالمواقف.
والكاتب الصحفي الكبير الأستاذ مؤمن الهبَّاء واحدٌ من هؤلاء الرجال، في زمن عزَّ فيه الرجال، وقلَّ فيه الأساتذة المغاوير.
“الهبَّاء” أحد القلائل البارزين جدًا الذين يدافعون عن الإسلام ضد خصومه من الداخل والخارج، في وقت آثر آخرون وكثيرون فيه السلامة؛ خوفًا وطمعًا!! تبدو كتابات “الهبَّاء” في هذا المضمار تنويرية بامتياز.
يُلمُّ الأستاذ الكبير بتفاصيل القضية القديمة المتجددة إلمامًا واسعًا، يقبض عليها بيديه، يعرف ماذا يكتب ومتى يكتب، لا تنساب منه الكلمات خبط عشواء؛ فهذا ليس ديدن الكتاب الكُبار، و”الهبَّاء” أبرزهم على الإطلاق.
يمتلك “الهبَّاء” من الخبرات الواسعة والعقل الرشيد والأدب الشديد والرأي السديد؛ ما يجعله يمتلك خطابًا هادئًا واثقًا بعيدًا كل البُعد عن التشنُج والتعصُب والتطرُف والغلو والتشدُد، كما لا يخشى في الله لومة لائم.
خطاب “الهبَّاء” موسوعي عقلاني، وليس إقصائيًا ضيق الأفق كخطابات مَن يقفون على الشاطيء الآخر من النهر.
يتجسَّد “الهبَّاء” في مقالاته كلها خُلقًا إسلاميًا رفيعًا مُستمدًا من الهَدي القرآني والنبوي.
يجادل “الهباء” مُنتقدي وخصوم وكارهي الإسلام بالتي هي أحسن، فلا يقول إلا حُسنًا وسلامًا، ولا يصدر أحكامًا عنيفة ضد أحد، ولا يتوقف عند صغائر الأمور وتوافهها، بل يعرض أدلته وبراهينه بأمانة شديدة؛ تاركًا الحُكم للقراء.
مؤخرًا..أفرد الأستاذ الكبير مقالين مُهمين في زاويته: “عين العقل”، ولها من اسمها حظ موفور، بصحيفة “المساء” التي كان رئيسًا لتحريرها، عن أفكار وأطروحات أستاذ الفلسفة الإسلامية الراحل الدكتور حسن حنفي، تحدث خلالهما عن الرجل بإنصاف شديد، بعيدًا عن حالة القداسة الزائفة الخادعة التي أضفاها تلاميذه ومريدوه وصبيانه عليه دون وجه حق، كما كشف العوار الشديد الذي يكتنف جميع كتاباته ومؤلفاته عن الإسلام.
لم يكن حسن حنفي -على أي حال- مُنصفًا للإسلام، بل النقيض هو الصحيح تمامًا.
في 2010 أصدرتُ كتابي الأول: “ضد الإسلام”، وخصصتُ فيه فصلاً كاملاً عن أفكاره الخاصة بالإسلام، وتعرضتُ يومئذ لهجوم عنيف من صبيانه.
وفي 2020..كتبت مقالين بعنوان: “هل ألحد حسن حنفي؟”، وتعرضت أيضًا لهجوم مماثل.
كشف “الهبَّاء” في مقالين المهمين جدًا جانبًا من الأخطاء والخطايا التي وقع فيها “الفيلسوف حنفي” عندما تصدى لتفسير القرآن الكريم، وأوضح كيف أنه كان مُستهينًا أقصى درجات الاستهانة؛ حتى كثرت سقطاته التي لا يسقط فيها طالب علم صغير لا يجيد اللغة العربية.
“الهبَّاء” قدم حزمة من الأدلة الدامغة على تهافت كتاب “التفسير الموضوعي للقرآن الكريم” ذي الـ1089 صفحة، لصاحبه “الفيلسوف حنفي”؛ بما تضمنه من تأويل فاسد لبعض الآيات، وتفسير متناقض لبعض المفردات، وفهم مغلوط لبعض السياقات القرآنية، وتحميل الآيات بدلالات متعسفة لاتحتملها، ما يجعله كتابًا ساقطًا يجب مصادرته فورًا؛ درءًا لمفاسد جمَّة وأخطار جسيمة، لايُحمد عُقباها.
مناورات “الفيلسوف حنفي” امتدت أيضًا -كما يقول “الهبَّاء”- إلى السُّنة النبوية، حيث جمع فى كتابه “من النقل إلى العقل ” الأحاديث النبوية، ثم أخذ يفككها واحدًا واحدًا بكثير من الاستهتار والمراوغة الأسلوبية المعروفة عنه،
كما سخر من معجزات النبي والحوادث التي ذكرتها الأحاديث؛ لأنَّ عقله لم يهضمها.
كما سخر “فيلسوف الفلاسفة” من الدعاء، وقال: إنه “حيلة العاجز”، وسخر من التسبيح، ومن طقوس وشعائر الإسلام جميعها.
من أجل هذا وغيره الكثير، وتزامنًا مع اليوم العالمي لمكافحة الإسلاموفوبيا..يستحق الكاتب والمفكر الإسلامي الكبير مؤمن الهبّاء أن نقول له: أدام الله عطاءك ومتعك بموفور الصحة والعافية، وظللت جنديًا مُخلصًا في سبيل الدفاع عن دينه ضد كارهيه وحاسديه والحاقدين عليه، وأكثر الله من أمثالك.