لسنا دعاة فتنة أو تشهير أو اصطياد أخطاء الغير وأنما الأمر تجاوز الحد فيما يتعلق بالفنون في المنشأت العامة. أنها فضائح متكررة لا نكاد نفيق من واحدة حتى نجد أخرى… ماهي اليد الآثمة التى تكرر هذه الخطايا المروعة والتي مازالت تمارس كوارثها ابتداء من لوحات فنية مسروقة من فنان عالمي توضع في محطة مترو أو استنساخ تمثال مسروق أيضا ينصب في ميدان عام أو رسومات مشوهة لتراث قديم بيد شخص متواضع الموهبة
من هو المسئول الذي يسند الأمر الى غير اهله ؟
اتمنى ان نصل إليه ويعزل من منصبه وكفانا فضائح عالمية يندد فيها فنانون عالميون بهذه السرقات المخجلة.. حتى اذا نجونا منهم وقعنا في فنانين هواة يشوهون ماضينا وحاضرنا معا
والمسألة الأخطر ماهي رسالة اللوحة الفنية المشوهة التي رسمت في ميدان المال وحي رجال الأعمال بالعاصمة الادارية ؟ نعم للفن رسالة وغرض يهدف إليه فماذا كان يقصد من هذه اللوحة ؟
اللوحة تصور استقبال حاكم بلاد بونت (الصومال أو اريتريا أو المنطقة جنوبي باب المندب) وزوجته المسماة عاتي للبعثة المصرية البحرية التي ارسلتها الملكة حتشبسوت لاستجلاب البخور والعطور والتوابل وجلود الفهود الخ الخ.. فهل المسألة تتعلق بالاستيراد والمعاملات التجارية ؟
إذا كان الأمر كذلك لا بأس ويتناسب مع حي رجال الاعمال وأن كان هناك من الرسومات المصرية القديمة ماهو أفضل من ذلك وتعكس الفكرة وتجسدها خيرا من ذلك..
هنا الفنان المسكين الذي نفذ هذا الرسم القديم واوقعه سوء حظه فيه يصور زوجة حاكم بونت كما صورها الفنان القديم مكتنزة اللحم لكنه اختصر مؤخرتها الضخمة وهو ما كان مثار تهكم الفنان القديم على جدران معبد الملكة حتشبسوت بالدير البحري حتى أنه كان هناك من الفنانين من كانوا يتدربون على الرسم ويتركون اسكتشات فيها نفس منظر زوجة الحاكم الثمينة..ولأن الشخص الذي اسند إليه رسم المنظر غير محترف أو أن المسئول لم يستشر احد المتخصصين فإنه فاته تفصيلة في غاية الأهمية في ثوب هذه المرأة..
اذا نظرت للصورة الاصلية سوف تجد أن النصف السفلي من المرأة لا ترتدي فيه مايسمى بالجيب أو الجونلة كما أخطأ وصورها الفنان الحديث وانما ترتدي بنطلونا وهو ظاهر للعيان إذا نظرت أعلى القدمين وهو ما يعد أول بنطلون في التاريخ يمثل على الآثار المصرية القديمة في عهد الملكة حتشبسوت
مشكلة مصر الآن هي اسناد الأمر إلى غير أهله وهو مؤشر خطير يؤذن بعواقب وخيمة إذا كان هذا هو الديدن في كافة المجالات.. آية الأمة المتحضرة هو التخصص الدقيق واختيار الأنسب لكل مجال.
واشهد الله أني ما كتبت هذه السطور الا ابتغاء كل الخير لبلادنا العظيمة التي نكره لها أن يمسها أحد بشطر كلمة والله على ما أقول شهيد.