الخميس , نوفمبر 21 2024
25 يناير

حمادة إمام يكشف : كيف سقط الميدان فى يد الثوار؟

القاهرة صباح يوم 26 يناير

” المشهد من داخل مجلس الوزراء”فى الوقت الذى تتعامل فيه وزارة الداخلية مع المظاهرات ، إلا أن الحكومة برئاسة د. أحمد نظيف كانت تلتزم بالصمت إزاء تلك الأحداث وإن كان رد الفعل الوحيد الذى اتخذته الحكومة هو إلغاء الإجتماع الذى كان مقررا عقده فى مدينة الأقصر للمجلس القومى للتنمية العمرانية وإكتفت فقط بعدة تعليمات عليا بنقل تلك الإجتماعات إلى القاهرة، وبالتحديد فى مكتب رئيس الوزراء بالقرية الذكية فى محافظة 6 اكتوبر

كما تم إلغاء إجتماع مجلس المحافظين والذى كان مقررا عقده اليوم الخميس فى محافظة قنا.

وفى الوقت الذى إلتزمت فيه الحكومة بتنفيذ أجندتها الخاصة بالإجتماعات المقرره بغض النظر عن نقلها من الأقصر وإلغاء الأخرى فى قنا يأتى ذلك إنتظارا لما يحدث من تطورات بشأن تلك المظاهرات

ورغم انعقاد اللجنة الخاصة بتطوير مدينة الأقصر بحضور وزراء الإسكان والتنمية الإقتصادية والثقافة، إلا أن رئيس الوزراء ترك الإجتماع للرد على بعض الإتصالالت “من جهات عليا”.

المشهد من داخل الميدان

من الواحدة ظهرا حتى الواحده صباحا 12 ساعة خرج فيها أشهر ميادين مصر وأكثرها أهمية من قبضة الأمن ليقع في قبضة المواطنيين الغاضبين الذين خرجوا ليطالبو بـ”العيش والحرية والعدالة الاجتماعية ” ، من منطلق أنه ” فاض بهم الكيل، من البطالة وعدم المساواة الاجتماعية واحتكار مجموعة من رجال الأعمال لثروات البلد من اراضي وممتلكات”.

ميدان التحرير الذي بدا وكانه ” إقليم تمتع بالحكم الذاتي”

شهد تأسيس لجنة إعاشة لتوفير الغطاء والطعام للمعتصمين ،واطلاق اذاعة داخلية لـ”دولة الميدان” من خلال ميكروفون تم تعليقه في اشارة المرور التي تتوسط الميدان ليتم اذاعة البيانات الثورية والأغاني الوطنية والابيات الشعرية التي تلهب حماسة المعتصمين اضافة الى اذاعة الاخبار خاصة بعد أن قام الأمن بالتشويش على شبكات الاتصالات الثلاثة لمنع التواصل بين المتظاهرين وفصلهم عن المنطقه المحيطة بهم .

المعتصمين الذين قرروا عدم الانصراف حتى يتم تنفيذ مطالبهم لم يكتفوا بذلك حيث قام بتنظيم مجموعات كبيرة تقف في الخط الامامي بمحازاة قوات الأمن المركزي لتعطيل تقدمهم للميدان ووالوقوف في وجههم في حالة الهجوم .

ونصب المعتصمون خيمة صغيرة لتكون بمثابة مستشفى ميداني يتلقى في المعتصمين العلاج بسبب الاعتداءات الامنية .”فات الكتيريا شباب ومش باقي الا القليل كلها 4 ساعات ويطلع الصبح ونبقى نجحنا ” قالها احد المعتصمين وهو يشجع مجموعة من زملائه على الاستمرار والصمود .

المشهد من داخل الكنيسة

كثفت أجهزة الأمن من تواجدها حول الكاتدرائية الكبرى بالعباسية ،قبيل بداية عظة البابا الإسبوعية، وذلك بعدما تلقت الكاتدرائية عدة رسائل غاضبة من أقباط الإسكندرية والعمرانية ومغاغة والعدوة، تعلقت بتصريحات عدد من الأساقفة والكهنة المقربين من الكاتدرائية الرافضة لمشاركة الأقباط فى مظاهرات “يوم الغضب” ، هذا وامتنعت الإيبارشيات، عن توفير حافلات لنقل الأقباط من المحافظات للكاتدرائية فى محاولة لتجنب غضب الأقباط.

وتصاعدت انتقادات رجال دين ونشطاء أقباط لموقف الكنيسة القبطية الرافض للمشاركة واعتبر القس الدكتور إكرام لمعى موقف بعض رجال الدين تراجعا عن جوهر رسالة المسيحية وقال ” الإنحياز للفقراء ورفض الظلم، بل وموت المسيح كان نوعا من المقاومة، والأية المحورية فى الإنجيل تقول:

وتعرفون الحق والحق يحرركم ، والحق هو العدالة والشفاية والمساواة”.

وأضاف “نعرف أن الكنائس لم تصدر بيانات رسمية، لكن أى تراجع عن رفض الظلم والتصدى له، هو تراجع عن المسيحية، نحن مستاءون للغاية من القيادات التى طالبت بعدم المشاركة، لأن الكنيسة كأى مؤسسه بها الفقراء الذين يعانون أنا شخص منتمى للكنيسة لكننى أشعر بالظلم واحتاج للمساواة، الشعب له حق مبدئى فى أى مكان فى العالم بالنضال من أجل حريته وحقوقه، والكورة الأن فى ملعب الحكومة”وفى غضون ساعات من تصريحات الكنيسة عن مظاهرات الغضب أطلق نشطاء أقباط مجموعة إلكترونية باسم “حركة كلنا أقباط”

حذروا خلالها الأقباط من الإنصياع وراء التنبيه الذي تذيعه أحد القنوات المسيحية التى وصفوها بالمشبوهة، والذى يطالب بعدم مشاركة الأقباط وقالت الحركة “هذه التحذيرات لا تستهدف سوى نشر الفرقة بين المسيحيين والمسلمين المصريين تنفيذا لأجندة الأمن العدو الأول لمجمل الشعب المصر”.

المشهد من الخارج الصورة عند الامريكان

فيما بدا انه موقفا غربيا أكثر وضوحا بعد ستة أيام من بدء الاحتجاجات المصرية المطالبة باسقاط نظام الرئيس حسني مبارك، دعت واشنطن الى انتقال منظم الى الديمقراطية في مصر بينما اعتبرت فرنسا ان “التغيير” يغلق البابا امام المغامرات.

فمن جانبه، قال الرئيس الأمريكي باراك أوباما أن على الرئيس مبارك إجراء “إصلاحات حقيقية” ابعد من مجرد تشكيل حكومة جديدة، في ظل استمرار الاحتجاجات الشعبية المصرية المطالبة بإسقاط النظام الحاكم.

وجدد أوباما تأكيد “معارضة (الولايات المتحدة) للعنف” وكذلك دعوته إلى “ضبط النفس ودعم الحقوق العالمية ودعم إجراءات عملية تمضي قدما بالإصلاحات السياسية في مصر”، بحسب بيان للرئاسة الأمريكية.

وفي ذات السياق، دعت وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون الى انتقال منظم الى الديمقراطية ، مشيرة الى ان الخطوات التى اتخذها مبارك حت ىالان “غير كافية”.

ونفت كلينتون الحديث عن قطع المساعدات الامريكية لمصر، لكنها عبرت في ذات الوقت عن “رغبة واشنطن في ان يكون لشعب مصر فرصة لتقرير مستقبله”.

وفي تعليقه على ما تشهده مصر وتونس من اضطرابات، دعا الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزى حكام العالم بتبني التغيير من أجل إغلاق الباب أمام “كل المغامرات”، مشددا على وقوف بلاده “بصداقة واحترام إلى جانب التونسيين والمصريين في هذه الفترة العصيبة”، معربا عن تفضيلها لـ”التغييرات السلمية” للنظام الحاكم.

أعلنت كل من الولايات المتحدة وتركيا والكويت والسعودية والعراق وبلجيكا واليونان أمس بدء عمليات إجلاء رعاياهم من مصر في ظل فوضى امنية غير مسبوقة.

وأعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي أمس أن إسرائيل تريد حماية السلام مع مصر والاستقرار بالمنطقة.

ففي تصريحات للصحفيين لدى افتتاح جلسة مجلس الوزراء الأسبوعية قال نتنياهو إن “السلام مع مصر يستمر منذ أكثر من ثلاثة عقود.

هدفنا أن تستمر الأمور على هذا النحو.. جهودنا ترمي إلى الحفاظ على الاستقرار والأمن في المنطقة”.

وأوضح “نتابع باهتمام كبير ما يحدث (في مصر) وبحثت ذلك أمس مع الرئيس (الأمريكي) باراك أوباما ووزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون”.

وياتي ذلك فيما تواصلت المظاهرات في عدة عواصم عربية وغربية دعما لثورة الشعب المصري.

مشهد نهاية يوم 26 يناير من داخل مبنى أمن الدولة

مساء يوم 26 يناير وردت معلومات لجهاز مباحث أمن الدولة أن هناك 34 من قيادات جماعة الإخوان المسلمون تنوى القيام بحركات أثاريه وسط الشارع مستغلين الاحداث والاضطرابات التى يشهدها مصر وعلى الفور صدر قرار بإعتقال مجموعه ال34 التى ورد ذكرها في التحريات وبدأت على الفور عمليات القبض .

الكاتب الصحفى حمادة إمام

شاهد أيضاً

الكنيسة القبطية

قومى استنيرى

كمال زاخر رغم الصورة الشوهاء التى نراها فى دوائر الحياة الروحية، والمادية ايضاً، بين صفوفنا، …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.