د.ماجد عزت إسرائيل
كلمة “ثَلج” في قاموس اللغة العربية جمعها “ثُلُوج”، ومفردها “ثَلْجَة”؛ والثَّلج هو ما جمد من الماء، والطبيعة الجغرافية والمناخية لبلاد فلسطين كان نادرًا ما يسقط عليها الثَّلج، ولكنه في بعض الأحيان كان يسقط فوق سفوح جبال فلسطين ومرتفعاتها.
وقد ورد ذكر الثلج كثيرًا في الكتاب المقدس الذي كان يعد مصدرًا لهذه البيئة الجبلية للمياه فورد وصفه على أنه يشبه الصفوف “الَّذِي يُعطِي الثَّلْجَ كَالصُّوفِ، وَيُذَرِّي الصَّقِيعَ كَالرَّمَادِ.”(مز 147: 16).
وأيضًا”كَبَرْدِ الثَّلْجِ فِي يَوْمِ الْحَصَادِ..” (أم 25: 13) وهذا يعد أشارة إلى ما يؤتى به من الثلج أيام الحصاد لتبريد الماء للحصادين أو العاملين في المراعي والزراعة وحقوق الزيتون.
وكانت المياه التي يتم الحصول عليها بعد ذوبان الثلج ألين- إلى حد ما–من المياه العادية فقد ورد في سفر أيوب قائلاً:”وَلَوِ اغْتَسَلْتُ فِي الثَّلْجِ، وَنَظَّفْتُ يَدَيَّ بِالإِشْنَانِ” (أي 9: 30).
وللثَّلج رموز في الكتاب المقدس فهو رمز النَّقاوة والطَّهارة “«أَمَّا الآنَ فَصِرْتُ أُغْنِيَتَهُمْ، وَأَصْبَحْتُ لَهُمْ مَثَلًا!” (أي 30: 9). وأيضًا اللمعان فقد ورد بالمزكور قائلاً:”كَانَ نُذُرُهَا أَنْقَى مِنَ الثَّلْجِ وَأَكْثَرَ بَيَاضًا مِنَ اللَّبَن، وَأَجْسَامُهُمْ أَشَدَّ حُمْرَةً مِنَ الْمَرْجَانِ.جَرَزُهُمْ كَالْيَاقُوتِ الأَزْرَقِ.”(مرا4: 7).والجمال”عِنْدَ صَوْتِ رَعْدِهِ تَتَمَخَّضُ الأَرْضُ، عِنْدَ عَاصِفَةِ الشَّمَالِ وَزَوْبَعَةِ الرِّيحِ.” (سي 43: 18). والبياض “اسْتُرْ وَجْهَكَ عَنْ خَطَايَايَ، وَامْحُ كُلَّ آثامِي.” (مز 51: 9). والثلج يبعث البرودة، ومنظر الثَّلج في نزوله يشبَّه بالصُّوف الأبيض. وكان يرد ذكر كلمة الثَّلْجِ بطريقة مجازية، في وصفه بياض الأبرص “ثُمَّ قَالَ لَهُ الرَّبُّ أَيْضًا: «…. وَإِذَا يَدُهُ بَرْصَاءُ مِثْلَ الثَّلْجِ.” (خر 4: 6). وأيضًا عندما يصف لباس الله ولباس المسيح أو لباس الملائكة “وَكَانَ مَنْظَرُهُ كَالْبَرْقِ، وَلِبَاسُهُ أَبْيَضَ كَالثَّلْجِ.” (مت 28: 3). وكذلك كرمز للنقاوة “طَهِّرْنِي بِالزُّوفَا فَأَطْهُرَ. اغْسِلْنِي فَأَبْيَضَّ أَكْثَرَ مِنَ الثَّلْجِ.” (مز 51: 7).
واليوم الأحد الموافق22 يناير 2023م غطى الثلج كل الأركان المجاورة لدير السيدة العذراء والقديس موريس بهوكستر – ألمانيا ،وصار الدير لونه أبيض تماماً.