الأحد , ديسمبر 22 2024
Amal farag
أمل فرج

دماء مسلمة.. وانتفاضة غربية.. والمسلمون نائمون

كتبت ـ أمل فرج

يبدو أن مقتل الفتاة الإيرانية المسلمة مهسا أميني قد مر مرور الكرام على العرب، وفي المقابل، وفي مشهد غير متوقع لانتفاضة غربية، للعديد من الدول الأوروبية، ومواقف لشخصيات أوروبية عامة، وعقوبات تفرضها حكوماتهم على إيران؛ رفضا، وتنديدا بمقتل مهسا أميني؛ التي فقدت حياتها بسبب خصلات الشعر المتطايرة من غطاء رأسها الفضفاض.

ومن قبل أن أطرح المشهد، وكيف قرأته، وفي بادئ ذي بدء أؤكد لشعوب العالم أن موقف إيران وما فعلته مع الفتاة الضحية، التي لم تتجاوز 22 عاما، هو موقف لا علاقة له بالإسلام من قريب، أو بعيد، بل كان على المسلمين العرب، والداعين لله بحق أن يكون لهم موقف لوقف إزهاق الأرواح بغير ما أحل الله.

مظاهرات كندا احتجاجا على مقتل مهسا أميني الإيرانية

لا أنكر الحجاب في الإسلام، ولا أنكر أن له مواصفات حددها الشرع، ليس اضطهادا للنساء، وإنما حفاظا عليهن، ولكن قال تعالى:”لا إكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي”، فإن كان الله تعالى قد كفل للإنسان حرية اختياراته في الحياة حتى في العبادات، فمن أنتم أيها البشر لتزهقوا الأرواح كيف شئتم، وإلى أي شرع تستندون في إباحة اعتقال النساء غير المحجبات، وتعذيبهن حتى الموت؟! وأي شرع تختلقون؟!

وعلى صعيد آخر أين المسلمون؟! أين العرب في هذا المشهد الذي لم يلتقط صورة واحدة لموقف واحد من رمز من رموزهم، بينما تخرج شعوب كندا، وألمانيا، و تنتفض فرنسا بشخصيات عامة غضبا لموقف لا علاقة له بالإنسانية، قبل كل شيء، كما لم تظهر منظمة واحدة تشجب، وتندب على الأقل، كما اعتدنا حين يلوح أصحاب المواقف السلبية، أين منظمات حقوق الإنسان الدولية من كل هذا ؟!

مهسا أميني

أين موقف الدول العربية و الإسلامية في روح مسلمة أزهقت بالباطل، في غير ما حكم الله؟! بينما يفرض رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو حزمة من العقوبات على مسئولين إيرانين، وعلى مدار يومين على التوالي، من بينهم رئيس شرطة الأخلاق الإيرانية، التي اعتقلت الفتاة الضحية، وعذبت، وقتلت في معتقلاتهم، وبينما ينتفض عدد من شعوب أوروبا في مظاهرات داعمة للشعب الإيراني المعزول داخل بلاده، حين عطلت الحكومة الإيرانية عنهم استخدام الإنترنت، وقتلت العديد من المتظاهرين على خلفية هذه الواقعة، قررت شعوب أوروبا أن تكون صوت الشعب الإيراني المعزول، حين استغاث الإيرانيون بالمجتمع الدولي؛ لتصل أصوات استغاثاتهم للعالم؛ ليخبروا العالم أنهم قد طفح بهم الكيل من الأنظمة، و القوانين الإيرانية المتعنفة، واللاإنسانية.

كل ما أريد أن أقول أن الإنسانية لا تعرف عرقا، أو دينا، أو جنسا، أو لغة، يكفي أن تكون إنسانا حقيقيا لتشعر ببني البشر، وتتألم من أجلهم، وتنتفض لنصرتهم في ظلمهم، شكرا لكل إنسان في أوروبا خرج غاضبا من أجل امرأة مسلمة قتلت ظلما، وأسفا على شعوب ورموز المسلمين من دماء مسلمة تسيل دون مجرد كلمة أسف واحدة.

شاهد أيضاً

“غواني ما قبل الحروب وسبايا ما بعد الخراب ..!! “

بقلم الكاتب الليبي .. محمد علي أبورزيزة رغم اندلاع الثورة الفكرية مُبكِرًا في الوطن العربي …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.