د.ماجد عزت إسرائيل
ألقى صاحب القداسة البابا تواضروس الثاني يوم الأربعاء الموافق ٢٥ توت ١٧٣٩ش../ ٥ أكتوبر ٢٠٢٢م. عظته الأسبوعية من كنيسة السيدة العذراء والقديس الأنبا بيشوي بالكاتدرائية بالعباسية.
وواصل قداسته الحديث في قاموسه عن “الاحتواء وصوره، وقد أشار قداسته إلى تعريف كلمة “الاحتواء” من خلال حروف الكلمة والتي تتكون من:
أ- الإحساس بالآخر، أن يكون الإنسان لديه حساسية للآخر، وأن يشعر الزوج بمشاعر زوجته وكذلك الزوجة تشعر بما يواجهه زوجها، وأيضًا احترام شعور الآخر.
ح- الحب والحوار، حب الآخر والحوار معه، سواء بين الزوجين أو بينهم وبين أولادهم، وإظهار الحب وإعمال الحوار في الكلام.
ت- : التلاقي والتواجد والتواصل في حالة الأزمة، “فَمَنْ يَعْرِفُ أَنْ يَعْمَلَ حَسَنًا وَلاَ يَعْمَلُ، فَذلِكَ خَطِيَّةٌ لَهُ” (يع ٤: ١٧).
و- : الوداعة والاتضاع، في حالة المشاكل لا يغضب الإنسان، بل يكون هادئًا ووديعًا وفي حالة اتضاع، “«مَنْ كَانَ مِنْكُمْ بِلاَ خَطِيَّةٍ فَلْيَرْمِهَا أَوَّلًا بِحَجَرٍ!»” (يو ٨: ٧).
أ- : استمرار وأمان، استمرار حالة الاحتواء، ببث الأمان في الأسرة واحتواء المواقف الصعبة.
كما استعرض قداسة البابا صور الاحتواء من خلال الشخصيات التالية:
١- ألقانة وحنة أم صموئيل، احتواء الزوج لزوجته في وقت الألم النفسي، “أَمَا أَنَا خَيْرٌ لَكِ مِنْ عَشَرَةِ بَنِينَ؟” (١صم ١: ٨)، فبعبارة واحدة تستطيع أن تحتوي ضعف الآخر.
٢- إبراهيم ولوط، واحتواء أبو الآباء لابن أخيه، “«لاَ تَكُنْ مُخَاصَمَةٌ بَيْنِي وَبَيْنَكَ، وَبَيْنَ رُعَاتِي وَرُعَاتِكَ، لأَنَّنَا نَحْنُ أَخَوَانِ. أَلَيْسَتْ كُلُّ الأَرْضِ أَمَامَكَ؟ اعْتَزِلْ عَنِّي. إِنْ ذَهَبْتَ شِمَالًا فَأَنَا يَمِينًا، وَإِنْ يَمِينًا فَأَنَا شِمَالًا»” (تك ١٣: ٨ ، ٩)، احتواء الكبير للصغير.
٣- استفانوس والراجمين، “«يَا رَبُّ، لاَ تُقِمْ لَهُمْ هذِهِ الْخَطِيَّةَ»” (أع ٧: ٦٠)، “وَكَانَ شَاوُلُ رَاضِيًا بِقَتْلِهِ” (أع ٨: ١)، وباحتواء استفانوس لموقف الرجم واستشهاده جذب شاول الذي صار أعظم كارز في تاريخ المسيحية، بولس الرسول.
٤- أبيجايل ونابال، “مُبَارَكٌ عَقْلُكِ، وَمُبَارَكَةٌ أَنْتِ” (١صم ٢٥: ٣٣)، “اَلْجَوَابُ اللَّيِّنُ يَصْرِفُ الْغَضَبَ، وَالْكَلاَمُ الْمُوجعُ يُهَيِّجُ السَّخَطَ” (أم ١٥: ١)، احتواء أبيجايل لحماقة زوجها وغضب داود النبي كان له تأثير في تهدئة الموقف.
٥- بولس الطرسوسي وبرنابا، احتواء برنابا لاختلاف الرأي مع بولس الرسول، وخرجت رحلتين تبشيريتين بدلًا من واحدة.
٦- الابن الضال وأبوه، احتواء الأب لابنه بكل عيوبه، مثل احتواء الله للخطاة، “وَإِذْ كَانَ لَمْ يَزَلْ بَعِيدًا رَآهُ أَبُوهُ، فَتَحَنَّنَ وَرَكَضَ وَوَقَعَ عَلَى عُنُقِهِ وَقَبَّلَهُ” (لو ١٥: ٢٠)، وكذلك احتواء الأب للابن الأكبر “وَلكِنْ كَانَ يَنْبَغِي أَنْ نَفْرَحَ وَنُسَرَّ، لأَنَّ أَخَاكَ هذَا كَانَ مَيِّتًا فَعَاشَ، وَكَانَ ضَالُا فَوُجِدَ” (لو ١٥: ٣٢).. ومثال آخر، القديسة مونيكا أم القديس أغسطينوس، بدموعها التي ظلت أكثر من ١٨ سنة جذبت ابنها، وتاب وعاش حياة نسكية، وأيضًا ربحت زوجها.