مختار محمود
أظهر الجزء الثالث من مسلسل “الاختيار” الرئيس شخصًا ملتزمًا دينيًا.
كما إن كثيرًا من قرارات الرئيس تعكس خلفيته الدينية المنضبطة. توجيهاته الأخيرة بالاهتمام بمساجد آل البيت وغيرها من بيوت الله العامرة تؤكد عمليًا عدم تعاطيه مع محاولات البعض تشويه هوية مصر واختطافها. ويبدو أن بعضهم فهم إلغاء الحكم الصادر بالحبس 5 سنوات ضد المحامي المغمور أحمد عبده ماهر؛ بعد ثبوت إدانته بازدراء الإسلام على نحو مغلوط، فذهبوا بإساءتهم للإسلام إلى أبعد مدى؛ خاصة في ظل تمكينهم إعلاميًا وماديًا.
المشاغب أحمد عبده ماهر قبل إلغاء حكم سجنه كان يَدِّعي المرض، بل وزعم أنه أصيب بالعمى، ولكنه فور إلغاء الحكم ارتدَّ بصيرًا وأصبح بصره أكثر حدةً من زرقاء اليمامة.
لم يلزم الباحث بعد إلغاء الحكم عن الشهرة داره، ولم يبلع لسانه، ولم يغمد قلمه الحاقد المسموم، بل زاد في تطرفه وغلوه وشططه؛ وكأنه ضمن أنه صار مُحصنًا فوق القانون وفوق القضاء.
خلال الأيام القليلة الماضية..وظف الشيخ الخَرِف حسابه الشخصي على موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك” لإثارة الجدل ونشر الأكاذيب وترويج الافتراءات. المذكور يتخذ من تاريخ الإسلام هدفًا لسهامه.
لا همَّ له سوى الطعن في صحابة الرسول الكريم.
هو يدرك جيدًا –مثل أقرانه- أن تجريح الجيل الأول من المسلمين هو تجريح مباشر للإسلام نفسه.
هذه معادلة محسومة؛ إذ كيف تختار السماء، أو يتخد النبيُّ الكريم رجالاً دون المستوى لتأسيس الدين الخاتم؟
القرآن الكريم تحدث بإكبار شديد في مائة موضع أو يزيدون عن شمائل صحابة الرسول الكريم وفضائلهم وورعهم وتقواهم وزهدهم في متاع الدنيا وتطلعهم إلى الآخرة.
يشيح أحمد عبده ماهر بوجهه عن كل ذلك ويسلك مسلكًا شيطانيًا في تشويه الصحابة المقربين من النبي الكريم، لا سيما الخلفاء الراشدين منهم، ومَن اُصطلح على تسميتهم بـ”العشرة المُبشرين بالجنة”.
خاض خامل الذكر خلال الأيام القليلة الماضية في سيرة أمير المؤمنين عمر بن الخطاب ونفى عنه صفة العدل؛ مستندًا في ذلك إلى روايات شيعية ساقطة تارة، وعلى كتابات استشراقية ملفقة تارة أخرى.
اتصف ابن الخطاب بأخلاق عظيمة وشيم نبيلة، كان أعظمها على الإطلاق: العدل.
يعلم أحمد عبده ماهر أنه عندما ينسف صفة العدل عن “عمر”، فإنه بذلك يكون قد أسقط أسطورته الشامخة وصورته الناصعة في قلوب المسلمين وغيرهم. نفس الأسلوب الماكر انتهجه أحمد عبده ماهر أيضًا في الحديث عن ثالث الخلفاء الراشدين عثمان بن عفان المشهور بفضيلة الحياء؛ حيث نفى هذه المكرمة عنه، وأهال على سيرته التراب، وأظهره في صورة الحاكم الفاسد المتجاوز في كل شيء.
وتزامنًا مع هذه السخائف والسخائم.
.يخوض أحمد عبده عن جهل في آي القرآن الكريم، ويصدر أحكامًا قاطعة، ولكنها ساقطة.
الخطيئة التي يتقاطع أحمد عبده ماهر فيها مع مرتزقة التنوير هى ديكتاتوريتهم ؛ حيث يرون أنفسهم على الحق المبين، وغيرهم في الضلال يعمهون، ألا إنهم في الفتنة سقطوا. الفتنة نائمة، لعن الله من أيقظها، وأحمد عبد ماهر وأترابه يصنعون الفتن ويشعلون نيرانها.
المؤسف في الأمر أنهم يدسون اسم الرئيس طول الوقت في كتاباتهم ومنشوراتهم؛ ربما لتخويف منتقديهم، أو لإظهار أنفسهم في موضع القوة والحصانة..
فهل هذا يُرضي الرئيس؟ أظن..لا.