د.ماجد عزت إسرائيل
البابا شنودة الثالث هو البطريرك رقم- 117 (نوفمبر 1971– مارس 2012م) اسمه العلماني (قبل الرهبنة) نظير جيد روفائيل- ولد في(3أغسطس1923م) بقرية سلام التابعة لمحافظة أسيوط، تلقى تعليمه الأولى الأبتدائي والأعدادي، بمدارس عديدة من مدن مصر بسبب طبيعة عمل أخيه الأكبر التي فرضت عليه الانتقال من مكان لآخر.
وقد إلتحق بالمرحلة الثانوية بمدرسة شبرا الثانوية، ثم إلتحق بجامعة الملك فؤاد الأول، وتخرج في قسـم التاريخ،
في عام 1947م، ثم إلتحق بكلية الضباط الأحتياط بسلاح الأشارة بالقـوات المسلحة
وفي أواخر منتصف القرن العشرين ذهب للرهبنة بدير السريان بمنطقة وادي النـطرون، بمحافظة البحيرة
وتمت رسامته راهبـاُ، ثم أسقفاً للتعليم العام، بيد صاحب القداسة البابا كيرلس السادس- البطريرك رقم 116(1959-1971م)
ثم بطريريكاً ليصبح البطريرك رقـم (117) في 14 نوفمبر1971م، وقد تنيـح (توفي) في يوم السبت الموافـق17 مارس 2012م
بعد أن قـضي على الأرض نحو(14 يـوم و7 شهور و88 عامًا)، ودفن في مزار خاص بوادي النطرون
بدير الأنبا بيشوي العامر ببرية شيهيت في يوم( 20 مارس 2012م).
ومن الجدير بالذكر إن فترة حبريته عاصر كل من الرئيس “محمد أنور السادات”(1970-1981م)
والرئيس ” محمد حسني مبارك“( 1981- الذي تنحي عن السلطة في 11 فبراير 2011م).
على الرغم من هزيمة مصر لإسرائيل في 6 أكتوبر 1973م، واِنتعاش الحياة في ظل سياسة الاِنْفِتاحٌ
الاقتصادي ،إلا أن الفتنة الطائفية استمرت ضد الأقباط، فمع أوائل عام 1979م
أحرقت كنيسة قصرية الريحان الأثرية بمصر القديمة، في( 18مارس1980م)
وقام طلاب جماعة الإخوان المسلمون بالجامعات والمدن الجامعية وخاصة جامعتي الإسكندرية وأسيوط
بالاعتداء على الطلاب الأقباط، وفي(17 يونيو1981م) نشب عنف طائفي عنيف بين الأقباط والمسلمين
في أحداث عرفت تاريخياً بـ “الزاوية الحمراء” (امتداد شبرا مصر من ناحية غمرة)
استمرت لمدة ثلاثة أيام متتالية، ووصل عدد القتلي طبقا للتقرير الحكومي إلى 17 قتيلا و112 جرحي
كما تم إلقاء قنبلة على كنيسة مسرة بمنطقة شبرا مصر تسببت
في قتل ثلاثة وأصابة (59) من شعب الكنيسة.
وفي الأول من سبتمبر1981م،اعتقل نحو ما يقرب (1536)
وزج بالسجون العديد من الأساقفة وآباء الكنيسة، والعديد من السياسين والمفكرين
واختتم السادات في آخر أيامه خطابه العدائي للأقباط، بمقولته الشهيرة
“أنا رئيس مسلم لدولة مسلمة” بل قام في4 سبتمبر1981م، بإلغاء قراره رقم 2782 لسنة 1971م
بتعيين البابا “شنودة الثالث” بطريركاً لكرسي الكرازة المرقسية، وتعيين لجنة من خمس أساقفة
لإدارة الكنيسة، ولم يكتف بذلك بل قام بنفي البابا “شنودة الثالث” إلى دير الأنبا بيشوي بوادي النطرون
(محافظة البحيرة)، وأَخضَعَه تحت الإقامة الجبرية، وحاول تغييره بآخر، ولكنه فشل.
وقد ظل المتنيح قداسة البابا شنودة الثالث في منفاه حتى يناير 1985م أي بعد رحيل السادات بنحو
خمسة سنوات. وفي معظم المحاضرات التي قام بإلقائها أكد على إن فترة وجوده بالدير ما بين
(1981-1985م) كانت أكثر فترات انتاجه العلمي حيث أصدر(140) كتابًا.
وللأسف الشديد رحل دون أن يكتب مذكراته.
حقًا”كَانَ مَحْبُوباً عِنْدَ اللهِ وَالنَّاسِ، مُبَارَكَ الذِّكْرِ، فَآتَاهُ مَجْداً كَمَجْدِ الْقِدِّيسِينَ” (سفر يشوع بن سيراخ 45: 1، 2).
وفيما يلي نص إلغاء قرار تعين البابا شنودة الثالث1981م، وأيضًا قرار إعادة تعين البابا شنودة 1985م
نص : إلغاء قرار رئيس الجمهورية رقم 2782 لسنة 1971 بشأن تعيين الأنبا شنودة بابا للإسكندرية وبطريركا للكرازة المرقسية
وفي يوم 2 ستمبر1981 قرر الرئيس الراحل محمد أنور السادات إلغاء قرار تعين الأنبا شنودة بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة, ورقم هذا القرار491 لسنة 1981.
وها نصه كما نشر في الجريدة الرسمية – العدد 36 (تابع) في 3 سبتمبر سنة 1981, ص10:
« قرار رئيس جمهورية مصر العربية, رقم 491 لسنة 1981, رئيس الجمهورية, بعد الاطلاع على المادة 74 من الدستور
قرر
المادة الأولى: يلغى قرار رئيس الجمهورية رقم 2782 لسنة 1971 بشأن تعيين الأنبا شنودة بابا للإسكندرية وبطريركا للكرازة المرقسية.
المادة الثانية: يشكل لجنة بالمهام البابوية من الأساقفة الآتي بيانهم:
1 – الأنبا مكسيموس أسقف القليوبية .
2- الأنبا صموئيل أسقف الخدمات العامة وكنائس المهجر .
3- الأنبا أغريغوريوس أسفف البحث العلمي والدراسات القبطية العليا ومدير المعهد العالي للدراسات القبطية.
4- الأنبا أثناسيوس أسقف بني سويف والبهنسا .
5- الأنبا يؤانس أسقف الغربية وسكرتير المجمع المقدس.
المادة الثالثة: ينشر هذا القرار في الجريدة الرسمية, ويعمل به من تاريخ صدوره, صدر برئاسة الجمهورية في 4 ذي القعدة سنة 1401 (2 سبتمبر 1981) أنور السادات».
فذهب البابا شنودة من اليوم المذكور إلى دير الأنبا بيشوى – وادي النطرون وبقي هناك حتى يوم 3 يناير لسنة 1985, وشملت قرارات التحفظ على 8 أساقفة بسجن المرج
وهم:
1- زنزانة رقم 1: الأنبا بيشوي مطران دمياط.
2- زنزانة رقم 3: الأنبا أمونيوس أسقف الأقصر، الأنبا بموا خوري إبيسكوبس دير الرزيقات.
3- زنزانة رقم 6: الأنبا بنيامين أسقف المنوفية، الأنبا فام أسقف طما.
4- زنزانة رقم 22: الأنبا تادرس أسقف بور سعيد
5- زنزانة رقم 23: الأنبا ويصا أسقف البلينا، الأنبا بيمن أسقف ملوي
بالإضافة إلى 22 قسيسًا، ومجموعة من مؤمني الكنيسة القبطية الأرثوذكسية.
ولكن عندما تنيح الأنبا صموئيل واختير الأنبا باخميوس خلفًا للمنتقل في اللجنة التشكيلية
فصدر قرار رئيس جمهورية مصر العربية رقم 714 لسنة 1981 وها نصه كما نشر في الجريدة الرسمية
العدد 52 في 24 ديسمبر لسنة 1981، ص 3407:
« رئيس الجمهورية بعد الاطلاع على الدستور؛ وعلى قرار رئيس الجمهورية رقم 491 لسنة 1981؛ ونظرًا لانتقال الأنبا صموئيل إلى رحاب الله
قرر
المادة الأولى: يضم الأنبا باخميوس أسقف البحيرة إلى عضوية اللجنة المشكلة للقيام بالمهام البابوية بقرار رئيس الجمهورية رقم 491 لسنة 1981 المشار إليه.
المادة الثانية: ينشر هذا القرار في الجريدة الرسمية ويعمل به من تاريخ صدوره، صدر برياسة الجمهورية في 21 صفر سنة 1402(17 ديسمبر سنة 1981) حسني مبارك».
نص قرار عودة البابا شنودة لكرسيه
وقد قرر الرئيس محمد حسنى مبارك بعودة البابا شنودة لكرسيه وذلك في يوم 3/5/1985, وها نصه كما دون في جريدة الوقائع المصرية – العدد 2, الصادر بتاريخ 10 يناير سنة 1985, ص83:
«قرار رئيس جمهورية مصر العربية
رقم 6 لسنة 1985
بإعادة تعين بابا الإسكندرية و بطريرك الكرازة المرقسية
رئيس الجمهورية
بعد الاطلاع على الدستور,
وعلى قرار رئيس الجمهورية رقم 2782لسنة 1971بتعين بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقصية؛
وعلى قرار رئيس الجمهورية رقم 491لسنة 1981بالغاء قرار رئيس الجمهورية السابق ذكره؛
وبناء على ما عرضه علينا وزير الداخلية؛
قرر
مادة 1- يعاد تعين الأنبا شنودة الثالث بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية.
مادة 2-على وزير الداخلية تنفيذ هذا القرار
صدر برئاسة الجمهورية في 11ربيع الثاني 1405(3 يناير 1985) حسنى مبارك».