التحقت عام 1967 بمدرسة الكاثوليك الإبتدائية بالأقصر..وفى أول أيام الدراسة لاحظت تجمع التلاميذ فى طوابير أمام غرفة تحت بير السلم لشراء ساندوتشات عم ميشيل فراش المدرسة وأذكر من بين التلاميذ الذين كانوا يشترون كما كبيرا من هذه الساندوتشات حمدى الليدر وابن خالتى شنوده لويز
كانت جدتى عفيفة وأمى تجهزان لى ساندوتش يتكون من ربع رغيف شمسى وبيضة مسلوقة وأحيانا ربع الرغيف هذا غائصا فى السمن والسكر
كان والدى يمنحنى وقتها قرشين أسبوعيا لشراء مجلة سمير ..وفجأة قررت خيانة سمير وتهته والرسام حاكم وقررت أن أوفر القرشين لشراء ساندوتشات عم ميشيل
ويالها من مفاجأة ساندوتشات من أطعم ماتذوقت ..كان عم ميشيل يبيعنا النصف رغيف المصرى الممتلىء بالطعمية والجرجير والبقدونس بنصف قرش
أما نصف الرغيف الفينو فقد كان يبلغ قرشا كاملا..بقى طعم ساندوتشات عم ميشيل مرتبطا بذاكرتى طوال عمرى.
فى بداية عام 1997 كنت أصطحب مجموعة كبيرة من الإيطاليين لرحلة يوم واحد من شرم الشيخ وذهبت لاستقبالهم فى المطار وحين وصلت المجموعة لم نجد أتوبيس الشركة فى البارك..
فتكرم أحد السائقين بتوصيلنا إلى فندق إيتاب ومن هناك حاولنا الإتصال بمنزل السائق فلم يرد فأخبرنى المندوب بأن علينا أن ننتظر لمدة ساعة أو ساعتين حتى يحصل على أتوبيس لعمل الزيارة نظرا لزحمة الموسم فطلبت من الفندق إعداد بعض الساندوتشات للزبائن أثناء الإنتظار وأبلغنى بأنه لايمكنه تجهيز هذا الطلب
وإلى جوارنا ضحك أحد العاملين وقال لى ساخرا هاتلهم ساندوتشات من أم رومانى؟ فقلت يالها من فكرة عبرت شارع سافوى ومضيت عند المطافى لدى أم رومانى.
والتى قامت بإعداد خمسين رغيف فى لمح البصر..وكان لساندوتشات الفول التى أعدتها مفعول السحر مع الزبائن..بعدها صرت زبونا دائما لدى أم رومانى
وفى أحد الأيام رأيت عم ميشيل فراشنا العظيم داخل محل أم رومانى فسألته ماذا تفعل هنا ياعم ميشيل..فأجابنى هو أنت ماتعرفش إن أم رومانى تبقى أختى..تذكرت على الفور طعم ساندوتشاته التى امتزجت ذاكرة ريحتها وطعمها مع طعم ومذاق ساندوتشات أخته أم رومانى..
الرحمة لروحيهما