بقلم أحمد بدوى الدسوقى
من رواية امام العرش حوار بين الحكام للكاتب العالمى نجيب محفوظ، انعقدت المحكمة بكامل هيئتها المقدسة فى قاعة العدل اوزوريس فى الصدر على عرشة الذهبى الى يمينه ايزيس وعلى يسارة حورس وعلى مبعدة يسيرة من قدمية تربع تحوت كاتب الالهة وعلى حانبى القاعة صفت كراسى مكسوة بقشرة الذهب الخالص تنتظر من سيكتب لهم الخلاص من القادمين.
اومأ اوزوريس الى حورس فصاح بصوت جهورى: الملك مينا
فأشار بعد ذلك الى تحوت الذى كان يقرأ من بردية كان يمسكها.
مينااعظم ملوك الاسرة الاولى حارب الليبين وانتصر عليهم وهاجم مصر السفلى وضمها الى مملكته الجنوبية واعلن نفسه ملكا على مصر كلها وتوج رأسه بتاج مزدوج .
فقال اوزوريس مخاطبا مينا هات ماعندك:
فقال مينا: ورثت مملكة الجنوب عن اسرتى وورثت معها حلم هو تطهير البلاد من الغرباء وخلق وحدة ابدية بين الشمال والجنوب وقالت لى زوجتى لاتدع الليبين يهددون عاصمتك ولاتدع الناس يمزقون الارض التى وحدها النيل.
فدربت الرجال الاشداء وصليت الى الالهة حتى تحقق على يدى النصر .
فقال اوزوريس
ازهقت من ارواح الليبين مائة الف.
– كانوا من المعتدين يامولاى.
-ومن ارواح المصريين مائتى الف .
-راحوا فدية للوحدة ثم حل الامن والسلام وتوقف نزيف الدم الموسمى من جراء النزاع على مياة النيل.
لماذا لم تقنع قومك قيل اللجوء الى السيف؟
-فعلت ولكن حقق السيف مالم مالم تحققة الكلمة فى اجيال.
-يقدم كثيرون هذا المنطق مداراة لايمانهم بالعنف.
-فقال مينا : استحوذ على مشاعرى مجد مصر وامنها .
-ومجدك الشخصى ايضا.
– لاانكر ذلك ولكن الخير عم البلاد.
-ولكن كان لاسرتك واعوانك اوفى نصيب منه وللفلاحين الحد الادنى.
– امضيت اكثر عهدى فى القتال والبناء , ولم انعم بحياة القصور ولم اهنأ بلذيذ الطعام والشراب ولم امس من النساء غير زوجتى وكان لابد من مكافأة الاعوان على قدر اعمالهم.
-ايزيس لاوزوريس:
مولاى يحاكم بشرا لا الهة وحسب هذا الرجل الشجاع انه زهد فى النعيم ووحد البلاد وطهر البلاد من الدخلاء ووفر للفلاحين الامن والامان.
عندئذ قال له اوزوريس اتخذ مجلسك على اول كرسى فى الجناح الايمن.
فمضى مينا الى كرسيه وادرك انه من اهل الجنة
والبقية تأتى
الوسومأحمد بدوى الدسوقى نجيب محفوظ
شاهد أيضاً
جورج البهجوري بنكهة وطن !!
بقلم عبدالواحد محمد روائي عربي فنان تشكيلي كبير عاصر كل نجوم الثقافة العربية محيطا وخليجا …