الأربعاء , أغسطس 14 2024
أخبار عاجلة
أنطوانى ولسن

من المسئول ؟

بقلم : أنطوني ولسن / أستراليا
تعريف التعليم :
التعليم هو الحصول على المعرفة ، والمعرفة التعليمية متعددة ، نظري وعملي .

الحصول على المعرفة يقتضي العمل والتفرغ لهذا العمل وقتا كاملا بمعنى آخر ، أن الطالب هو موظف أو عامل أو أطلق عليه ما تشاء من تسميات عليه أن يعمل حسب نظام وقواعد محددة .


إذا أعتبرنا التعليم هكذا ، إذاً علينا أن نبحث عن المسئول في هبوط مستوى التحصيل العلمي للمعرفة بين أبناء جاليتنا العربية .

هؤلاء الأبناء هل مقصرون في أداء وظائفهم التعليمية ؟ أو يقع اللوم على آخرين !.
قبل أن نبحث عن هذا يأتي سؤال ملح ومهم .

هل نحن فعلا نريد لأبنائنا أن يتعلموا ؟ إذا كانت الأجابة بالإيجاب

علينا أن نبحث ونحلل ونعرف الأسباب .
في رأي الشخصي يجب أن نقسم الموضوع الى النقاط التالية :


1_ الوالدان . 2_ الأولاد . 3 _ البيئة . 4 _ المجتمع .


الأب والأم


هما الركيزة الأساسية الأولى في تربية ونشأة الابن أو البنت ، إذا كان الأب من هذا الصنف من الرجال المنظم الدقيق في مواعيده والمخلص لعمله ، لا شك أن أبناءه سيشربون أول جرعة من المعرفة العلمية منه .

وإذا كانت الأم تعمل أو لا تعمل ، لأنه مع الأسف عمل المرأة في هذا العصر لا يشعر به الرجل

لأنها تعمل في الخارج وفي الداخل ، وكلا العملين لهما أهمية كبرى للمجتمع

وعلى هذا تقع عليها أعباء كثيرة منها أيضا منحهم الجرعات الكافية من المعرفة .


أذا كان الأب لا يعمل مثلا والأم أيضا ، نأتي هنا إلى أول درج في سلم الهبوط لأنهما ضربا مثلا للأبناء أول مثل يحتذي به ، لأن الأبناء ينشئون كسالى متخاذلين لا يعرفون أهمية جدية العمل .

وبالتالي عدم الإكتراث بالدراسة والتحصيل . وإذا كان الوالدان يعملان ، هذا جميل

والأجمل منه أن يظهر حبهما لعملهما ويشعر الأبناء أن عليهم وظائف أخرى في البيت لا تختلف

عن وظائفهم بعد انتهاء المواعيد المدرسية من واجبات تؤدى في البيت .


الأولاد


وهم صغار ليست عليهم مسئولية ، عندما يكبرون تكبر معهم طريقة تحمل المسئولية

وهنا أعود إلى بند الوالدين وأقول ، أن المسئولية تقع عليهما في المقام الأول إذا حدث أي تقصير

من الأبناء وهذا لا يعفي الأبناء من مسئولية اختيار الأصحاب الذين يجب أن يختلطوا بهم .


البيئة


وهي الحارة ، الشارع ، الحي ، الناس الذين نختلط بهم في حياتنا اليومية ، وهنا نجد انفسنا بالنسبة لجاليتنا أننا نحاول أن نعيش متقاربين بعضنا إلى بعض ، منعزلين عن معرفة ما يدور حولنا في بلد المهجر .

نصفنا يعيش راضيا عن حاله منكمشا في هذه البيئة ، لأنها درعه التي تحميه من غول المجتمع الاسترالي الذي يجهل لغته أولا ، وعاداته وتقاليده ثانيا .

والنصف الآخر يلعن اليوم الذي جاء فيه إلى هنا ويتمنى أن يعود إلى بلده لأنها هي الأصل وأم الدنيا وهي منبع الحضارة ، وهي الأرض المقدسة التي حباها الله بأنبيائه ورسله .

وبالتالي يعيش عيشة غير مستقرة ، يبذل قصارى جهده في جلب ما نشأ عليه في بيئته ، والاستماع الى كل ما يقال له عن المجتمع الجديد الذي جاء ليعيش فيه مع الأسف فأن نسبة كبيرة مما يقال له خاطئة ومبنية على نظريات وحجج واهية .


المجتمع


المجتمع هو مجموعة الناس الذين يعيشون في بلد واحد ، الذي يتجزأ الى مدن وأحياء والمجتمع الاسترالي هو مجتمع ” أنجلوساكسوني ” سواء رضينا بهذا أو لم نرض ، والتعددية الدولية موجودة هنا .

ما يشغل بالنا ، الاستقلالية العربية في النشأة والحياة .

نريد أبناءنا أن ينشأوا نشأة عربية كاملة ، وأن نبعدهم عن المجتمع العام في بيئة منحصرة في أحياء معينة نعيش ونتمركز فيها .


من هنا يأتي التمزق العقلي والفكري للولد ، لأنه يعيش في المدرسة وفي مجتمع متعدد الحضارات والثقافات والأديان أيضا .
في البيت هو في بيئة ليس بينهما أي أرتباط أو حتى اقتناع

البيت لا يعترف ولا يؤمن بالمجتمع .

قلق دائما ومتحفز دائما ، يريد أن يعوض نقص المعرفة بهذا المجتمع بالتقوقع وإطلاق الشائعات عليه وأنه مجتمع يتنافى مع أخلاقنا وعاداتنا وتقاليدنا .

يحتار الطفل عندما يكبر ويبدأ الهبوط التحصيلي في المعرفة ، أي في العلم .
أعود إلى سؤالي

من المسئول ؟ أنا لا أعرف ؟

فهل تعرفون

شاهد أيضاً

الدكتور عماد فيكتور سوريال يتحدث من خلال الجزء الثالث للأحوال الشخصية عن المرأة

23 رِيحُ الشِّمَالِ تَطْرُدُ الْمَطَرَ، وَالْوَجْهُ الْمُعْبِسُ يَطْرُدُ لِسَانًا ثَالِبًا. 24 اَلسُّكْنَى فِي زَاوِيَةِ السَّطْحِ، …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.