يتغذى البجع من ضمن أطعمته على الأفاعي، التي تجعل دمه ترياقاً ضد السموم، فهو يشفي صغاره حين تلدغهم الحيَّات، بأن ينقر جنبه لينزف ومن دمائه تتساقط قطرات الترياق في أفواه صغاره لينجوا من الموت وكأنه ولدهم من جديد .
يذكرنا هذا بسُم الخطية الأولى الذي أماتتنا بالروح قبل موت الجسد، وكان الصليب الذي أختاره طواعية يسوع الإبن الكلمة المتجسد، ليُطعن جنبه عليه طواعية ليشفينا من الموت الأبدي، وكما كانت رموز هزيمة الإنسان بالفردوس ثلاثة:
1- “عذراء” هي حواء.. 2- ” شجرة” معرفة الخير والشر.. 3-” موت” عوقب به آدم ونسله.
كذلك إنتصرالإنسان بنفس هؤلاء الثلاثة، حين تجسد السيد المسيح من”عذراء” هي مريم و رُفع على عود ” الصليب”، فالشجرة القديمة قادت آدم ونسله للجحيم، أما الشجرة الثانية” عود الصليب” أعادت الإنسان للحياة الأبدية بعد أن ولد ميلاده الثاني الجديد، وبدلاً عن موت آدم الأول الذي ماتت فيه كل البشرية، مات آدم الجديد”الإنسان يسوع” نيابة عنا ليحيينا معه في أبديته، لنتسائل مع بولس الرسول” اين شوكتك ياموت اين غلبتك يا هاوية”.
– ذُكر البجع لأول مرة كرمز للمسيح في أسطورة بالقرون الأولى تقول أن صغار البجع ماتت جوعاً وبعد ثلاثة أيام وصلت الأم ومزقت صدرها بمنقارها حزناً عليهم، فإنسكبت دمائها على صغارها فأعادتهم للحياة، فتذكرنا هالأسطورة بالدم الذي وهب الحياة للموتى دم الحمل المقدس الحقيقي الذي قُدم على الصليب، لهذا نجد أن طائر البجع كان أحد الرموز التي أستخدمت للتعبير عن سر التناول ” الإفخاريستيا” منذ القرن الأول للمسيحية، فهو يرمز للسيد المسيح الذي أسس بعشائه الأخير سر الإفخاريستيا، و منحنا دمه على الصليب لنخلص بدمه ونحيا معه الحياة الأبدية.
كما في “فردوس دانتي للكوميديا الإلهية”، يذكر بيته الشهير” النشيد 52 ، البيت 311 ” و يسمي المسيح بـ “بجعَ الإنسانية “. ثم جاء المؤرخ الإيطالي بينفينوتو رامبالدي مِن إيمولا الإيطالية، وشرح هذا البيت عن المسيح بقوله : « لقد سمي بالبجع لأنه شق صدره من أجل خلاصنا ، كالبجع الذي يعيد بدم صدره الحياة الى ذريته .
وفي كتاب عن الحيوانات ألفه ليوناردو دافنشي يصف البجع بأنه يحب صغاره إلى ما لانهاية، و عندما يجدهم في العش و قد قتلتهم الثعابين ، يمزق صدره و يغسلهم بدمه كي يعيدهم إلى الحياة.
لهذا نجد رسوم البجع شائعة في نقوش وشعارات الكنيسة ، و ما تزال تنقش ُ على كؤوس القرابين المقدسة .