كتب | سالم هاشم
نعم..وربما يتعجب القارئ من العنوان ولكن..أقول هى حقيقة ولا عجب فى ذلك..
فعندما تأتى بحجارة لبنة لم تتيبس بعد “فتنقش عليها أى شكل من الأشكال وتتركها ولو عدت بعد أعوام وأعوام ستجد النقش عليها كما دقته يداك تماما..
ولذلك قالوا تشبيها:التعليم فى الصغر كالنقش ع الحجر..وقد صدقوا
فالطفل لبنة مازالت فى مهدها تتقبل ما ينقش فيها لتحتفظ به طيلة حياتها وهى الحجر..
فما بالكم بالطفل الذى خلق خاملا فى صندوق رأسه عقل يعمل..
قد فطر على التطوير والإبتكار..
هكذا العقل الإنسانى لم يخلق عبثا ..
وكذلك الطفل أشبه تماما وذاكرته بجهاز الكمبيوتر يصنع كجهاز ..ولكى يعمل “يبرمج..
والبرنامج الذى وضع له هوا الذى يعمل به حتى (يسقط و ندوز) فيتوقف..
لكن الطفل يبرمج عقله فى صغرة ويمضى على ذلك بل يطور تلقائيا فى المناهج والسلوكيات التى تلقاها من حقول تدريبه وتعليمه فى المدرسة والبيت..
يظل يعمل الطفل مبرمجا بما تعلم حتى يشب ويشيب “
والكارثة أنه مثلما تعلم يعلّم..
وهنا كارثة لا ينتبه لها الكثير..كارثة عظمة..خطر قاتل..داء عضال..
يوما بعد يوم يستشرى فى مجتمعنا حتى أفسده عن بكرة أبيه..
نعم..
إنها كارثة أفسدت العقول فدمرتها تدميرا” فتحولت العقول سوسوا ينخر فى عظام الوطن حتى مرض على غير أوان..
إنه الغش فى المدارس..
الغش” الذى بات مشروعا فى مدارس مصر الحكومية والكل يتغافل عنها..بلا ضمير..فردى أو مؤسسى..
المدارس
الحكومية فى مصر والتى تضم معظم أبناء الشعب
لتتحمل مهام إعدادهم وتهيئهم كطاقات إيجابية تعمل على خدمة الوطن فى شتى نواحيه
“وأن يكونوا شعلة الغد التى تنير طريق التطلع والصعود
نحو القمة والحضارة والتى لا تقوم إلا بالعلم
فبغير العلم السليم لا تكون حضارة ولاتكون الأمم..
ودائما
تقاس القيمة الحضارية للأمم بعلمها وعدد علماءها..
ولايتأتى ذلك إلا بالتربية الصحيحة والتعليم السليم..
والجهة الأولى المنوطة بذلك هى المدرسة والمدرس أولا ثم البيت
ولأن المدرسة هى المسئول الأول فى ذلك فلها الأثر الأكبر
فى التهيئة والتى من المفترض ان تكون تهيئة صحيحة حتى تصح العقول المتلقية بها فتعمل على أساسها..
فإذ كانت التربية سوية مضى العقل سويا” ولو كان العكس لصنع العقل الكوارث القاتلة..
وللأسف
اليوم ساءت التربية فى المدارس” وفيها يتعلم الطفل أولى دروس الفساد التى تدمره ويدمر بها مجتمعه عندما يكبر ويصبح مسؤلا فى مجتمعه..
نعم ..فعندما يقدم المدرس على تعليم تلاميذه كيفية السرقة والسطو المبكر على غير حقة فيكون بذلك يلقنه أولى دروس الفساد..
يعلمه كيف يكون فاسدا..
ويتمثل
ذلك فى (الغش المدرسى) وأخذ حق ليس له..
شهادة نجاح ..
ينتقل بها التلميذ من مرحلة لأخرى ويتدرج فى صفوف التعليم حتى يصبح شابا جامعيا ويلحق بالألاف ويتخرج خاوي الرأس لا يتذكر ما مر به” ولا يعى من تخصصه شئ..
يقدمه المدرس كيانا مدمرا أجوف” ليكون عالة بل آفة فاسدة لو حلت بأى مكان…
والسبب فى ذلك” الغش” الذى بعث الكسل والذى تحول إلى شلل لدى الطلاب والذين تعودوا على سرقة النجاح بلا اى جهد” أو تعب استذكار بالبحث والتنقيب فى العلوم لتنمية المهارات فى العقول واكتساب معرفة تجعل من الفرد كيانا نافعا ومفيدا للمجتمع..
المدرس
عن قصد أو غير “عندما يساعد الطالب على الغش فإنه يصنع منه مخلوقا فاسدا لاينفع فى أى شئ ولا يقدم لوطنه سوى تطبيق ما ورثة وتعلم منه كيف يمتطى اكتاف غيره ويسرق غير حقه وينجح بمجهود الآخرين ….
مؤسسات الدولة كلها تئن من الفساد والتى تدار بسواعد التلاميذ الذين تعلموا أولى دروس الفساد” الغش والسرقة ونهب حق غير مشروع “على أيدى مدرسيهم فى المدارس
نعم فالتعليم فى الصغر كالنقش على الحجر.وقد أساء مدرسينا النقش..وتدفع اليوم مصر الثمن….
والمدرس هوا المسئول الأول عن فساد العقول بتقديمه الغش لتلميذه أو مساعدته عليه ولا يعى بذلك انه يقتله ويدمر المجتمع.