رصد الخبير المائى الدكتور نادر نور الدين، فى دراسة خطيرة، صراع المياه باستخدام «اسطنبول» و«تل أبيب» لسد النهضة، وقال إنه من الواضح تماماً تأثر الفكر الإثيوبى بالفكر التركى وسلوكه نفس خطوات تركيا مع سوريا والعراق وهو ما وضح من إصرار إثيوبيا فى إعلان مبادئ سد النهضة على استخدام عبارة النهر العابر للحدود وموافقة المفاوض المصرى بسذاجة على الأمر، كما كان الإصرار واضحاً بأن المفاوضات خاصة بالسد الإثيوبى وإقراره فقط وليس له أى شأن بتقسيم المياه أو الحديث عن حصص مصر والسودان من المياه، ثم سينتهى الأمر بأنابيب السلام لبيع المياه لعُمان والمملكة العربية السعودية والكويت وإسرائيل وغيرها وقد بدأ الأمر فعلاً بالتعاقد مع الكويت على بيع ما يقرب من 300 مليون متر مكعب سنوياً من المياه وفضح الأمر مكتب الوسيط السويسرى سواء كان منفرداً أو بالاتفاق مع الإثيوبيين لتسريب النبأ والإعلان عند دخول عصر بيع المياه والاتجار فيها.
وأكدت الدرسة، قائلة: “ابحثوا عن الدور التركى وهو الأخطر فى إثيوبيا وادرسوا عدد زيارات المسئولين الأتراك إلى إثيوبيا والزيارات المضادة والإعلان الرسمى لرئيس وزراء تركيا الكاره لمصر بأن جاء إلى إثيوبيا لينقل إليهم الخبرة الإثيوبية فى بناء سد أتاتورك العظيم وكيفية السيطرة على الموارد المائية العابرة للحدود وفرض مبدأ السيادة المطلقة عليها كما تفرضها تركيا على سوريا والعراق وهو النهج الذى تنتهجه حالياً إثيوبيا تماماً، ولكن تركيا تفرضه بقوتها العسكرية على سوريا والعراق، بينما فى نهر النيل فإن ميزان القوة ما زال فى صالح مصر مهما أمدت تركيا إثيوبيا بالسلاح (آخر صفقة سلاح بين تركيا وإثيوبيا تقترب من مليار دولار)، وعلينا أن ندرك تماماً أننا نعيش هذه الأيام عصور السيطرة على المياه العذبة بالقوة العسكرية”.
وأشارت إلى أن الصورة الآن واضحة تماماً لسيطرة تركيا على منطقة الشرق الأوسط بإضعاف سوريا والعراق بالمياه تارة والحروب تارة ثم تكرار نفس التجربة مع مصر بإضعافها بالمياه أولاً ثم بدعم الإرهاب وإحاطتها بكافة الحدود المصرية فى غزة وليبيا والسودان واستخدام أطماع إثيوبيا فى المياه لخدمة الأطماع التركية فى الشرق الأوسط وخروج مصر من معادلة القوة فى الشرق الأوسط وأفريقيا.