الجمعة , نوفمبر 22 2024
مصطفى عيد

كيفية البحث عن زوجة؟

بقلم .. مصطفى عيد

كثير من الرجال يتوقف عند اختيار الزوجة المناسبة له، وكذلك كثير من النساء تتوقف عند اختيار الزوج المناسب لها، فيبدأ في تفنيد المميزات والعيوب ويبحث في هذا وذاك، وطبعا مع الاستخارة والاستشارة وما إلى ذلك، ثم مع بعض المواقف ينتهي إلى قرار نهائي بالموافقة أو الرفض…

وطبعا هذه المميزات معروفة لدى الجميع، كالجمال والعقل والدين قبل ذلك، وغيرها من المميزات…
كما أن العيوب أيضا معروفة، ولكن…

الذي يخفى على كثير من الناس (رجالا ونساء) ما يسمى بالـ (soul mate) وهو أن تستشعر أن هذا الشخص هو توأم روحك أو المكمل لك، تقبله كما هو، ويقع في قلبك كما هو بكل مميزاته وعيوبه، تجد نفسك تقبل له أعذاره وتتغاضى عن عيوبه، وتستريح بمجرد النظر إليه، وترتاح بمشاركته مشاكلك أو العكس، حتى لو لم يعطك حلولا، تشعر أن مجرد وجوده في حياتك راحة ما بعدها راحة، إن آلمك أو كان قاسيا معك في بعض الأحيان تقبلت هذه القسوة بصدر رحب، دون غضاضة والعكس بالعكس فتجد المحبة والألفة والتجاوز عن الأخطاء من كلا الطرفين أصل ثابت لا يتغير بمرور الزمان، بل يزيد…

قد تشعر أن هذا النوع من القبول ثم الحب، شيء خيالي لا يوجد في زماننا، أو تسأل وهل يحدث هذا بمجرد الرؤية؟!!!

أقول لك:


لا، إنما الأمر كله أنه بداخلك نموذجا نمى في قلبك منذ صغرك، صفات خارجية معينة، مع صفات أخلاقية، وطباع وأسلوب تعامل وما إلى ذلك من الصفات، هي هذه الصفات التي قد لا تصل إليها بتحليل على ورق، وإن سئلت عنها ربما لا تدري ما تقول، لكن ما أن تراها حتى تشعر أنها هي هي، نعم هي هذه التي أتمناها ولا أرغب في سواها، وكذلك هي تراه هكذا ولا ترغب في سواه، تقبله هكذا…فهذه هي من يبحث عنها، وهذا هو من تبحث عنه…
النوع الأول:
لا بأس به تماما وقد يكون أنجح في كثير من الأحيان من النوع الثاني -خاصة في زماننا- لأنه يغلب فيه ابتداء العقل على العاطفة ثم بعد ذلك تأتي العاطفة فتقويه فيستمر الأمر ويزيد الحب مع الوقت ومع طول العشرة، وقد يفسد أيضا إن خلا من المشاعر وانقلب إلى روتين…

أما النوع الثاني:


فهو رائع جميل إلا أنه نادر العثور عليه، ويحتاج إلى صبر وصراحة مع النفس، وكثيرا ما يفسد في زماننا خاصة، لأن الكثير يقنع نفسه بأنها هي، ثم مع مرور الوقت إن وجد الأجمل أو الأكثر خلقا أو أشد أنوثة مال إليها، وهو ابتداء ضحك على نفسه فهو لم يعثر على شقيقة الروح هذه، إنما أقنع نفسه بأنها هي، ثم لم يلبث أن انكشف كذبه على نفسه…
وعلامة هذا الأمر ألا تر سواها، وأن تملأ عينك حتى تتمنى أن لو كانت جميع النساء هي…
ولن تجد الكثير من المناقشات والجدالات الداخلية بينك وبين نفسك في أهي هي، أم أني أوهم نفسي، أو تجد نفسك تحدثك ولكن فلانة التي تقدمت لها قبل ذلك أجمل، وفلانة لبقة في الكلام، وفلانة مثقفة، و …. إلخ
لن تجد عناء هذا كله…

والنوع الثاني -إن صح التعبيير والتمثيل به- أراه متجسدا في حب نبي الله صلى الله عليه وسلم لحبيبته وأمنا السيدة خديجة رضي الله عنها، والتي لم يتزوج في حياتها سواها، وعاش معها في سعادة وهناء، وقال عنها: إني رزقت حبها…

تمهل/ي لعل الله يكرمك بما تقر به العين ويسعد به القلب

شاهد أيضاً

الكنيسة القبطية

قومى استنيرى

كمال زاخر رغم الصورة الشوهاء التى نراها فى دوائر الحياة الروحية، والمادية ايضاً، بين صفوفنا، …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.