دور أجهزة الأمم المتحدة في فض النزاعات الدولية مما لا شك فيه أن الدول حين ينشب بينها نزاع ما، فإنها تتخذ الطرق السلمية سواء الدبلوماسية أو السياسية تسوية لهذا النزاع، ولا تلجأ إلى سبيل الحرب انطلاقًا من سعي المجتمع الدولي في الوقت الراهن نحو الحل السلمي حفاظًا على السلم والأمن الدوليين.
وثمة فارق واضح بين النزاع القانوني والنزاع السياسي، فالنزاع القانوني هو منازعة حدودية مثل قضية طابا أو إخلال بالتزام دولي مثل نقض معاهدة أو خلاف حول تفسير معاهدة من المعاهدات أو خرق الحياد.
أما النزاعات السياسية، فهي نزاعات يطالب فيها أحد الأطراف
بتعديل قانون قائم.
وجدير بالذكر أن أي نزاع يحمل الشقين معًا، يكون نزاع قانوني
إذا غلب عليه الجانب القانوني.
أما إذا غلب عليه الجانب السياسي وصف بأنه نزاع سياسي
ونرى أن كلاهما نزاع يعرض السلم والأمن الدوليين للخطر.
مما يدفع أطراف النزاع دفعًا إلى تسوية خلافاتهم بالطرق السلمية وصولاً إلى حل يرضي جميع الأطراف، ويحفظ الأمن والاستقرار لطرفي النزاع. ومن ثم السلام العالمي.
عزيزي القارئ لقد لجأ المجتمع الدولي إلى فض المنازعات الدولية بالطرق الدبلوماسية أو السياسية من خلال المفاوضات أو الوساطة أو المساعي الحميدة أو التحقيق أو التوفيق. ولم يتوقف الأمر عند ذلك فحسب، فنجد أن بعض من أجهزة الأمم المتحدة تلعب دورًا مهمًا في تسوية تلك الخلافات بالطرق السلمية أيضًا، فلكل عضو بالأمم المتحدة أن ينبه الجمعية العامة إلى أي نزاع أو موقف قد يؤدي إلى احتكاك دولي، وكذلك كل دولة ليست عضو بالأمم المتحدة وجب عليها أن تنبه الجمعية العامة إلى أي نزاع تكون طرفًا فيه، إذا كانت تقبل مقدمًا في خصوص هذا النزاع التزامات الحل السلمي المنصوص عليها في ميثاق الأمم المتحدة، وبرغم هذا التدخل المباشر للجمعية العامة.
إلا أن ما تصدره بشأن تلك المنازعات مجرد توصيات ليست لها صفة إلزامية، وعلى الدول أطراف النزاع احترام تلك التوصيات وتنفيذها تحقيقًا لمقاصد وأهداف الأمم المتحدة.
التي سبق للدول أن وقعت عليها وتعهدت باحترامها وتطبيقها. أما مجلس الأمن، فيتخذ الحل السلمي للمنازعات إما بدعوة أطراف النزاع إلى حل منازعاتهم سلميًا بإحدى أو بعض الوسائل الدبلوماسية أو السياسية أو اللجوء إلى المنظمات الإقليمية أو غير ذلك من الوسائل التي يراها أطراف النزاع.
وقد يلجأ المجلس إلى أسلوب أكثر تحديدًا بأن يوصي بما يراه ملائمًا من الإجراءات أو طرق التسوية كأن يحدد للأطراف الوسيلة التي يراها ملائمة.
ولا تغيب المنظمات الإقليمية عن المشهد، حيث تنهض بدور في تسوية النزاع سلميًا، فيتم لجوء الدول أطراف النزاع إلى تلك المنظمات أو بالإحالة إليها من جانب مجلس الأمن.
وتجدر الإشارة هنا إلى أن الدول الأعضاء في الأمم المتحدة والداخلة في تلك المنظمات فرض عليها أن تبذل كل جهدها لتدبر الحل السلمي للمنازعات المحلية عن طريق المنظمات التي هي عضو فيها، وذلك قبل عرضها على مجلس الأمن. السلام اسم من أسماء الله الحسنى، وبنو آدم مهما تعاظمت خلافاتهم، ففي النهاية يتم اللجوء إلى السلام، فكل نزاع يبدأ بخلافات بسيطة لا ترقى إلى مرتبة الحرب، ولكن تتصاعد حدتها حتى تصل إلى الحرب.
لكن لا تستمر الحرب للنهاية، ويلجأ أطراف النزاع إلى الحل السلمي لإنهاء ما تبقى من خلاف.
أنه السلام الذي فقده العالم في بقاع كثيرة في أرجاء المعمورة، فالتمسك به هو دائمًا وأبدًا الخيار الأمثل.
هويدا عبد المنعم دكتور قانون دولي عام مستشار أكاديمي قانوني مجموعة جاستس الدولية
مع تحيات إدارة جاستس الدولية للاستشارات المستشار/ نشأت محمود عبدالعليم