بقلم / ماجدة سيدهم
حملة التبرع بالأعضاء بعد الوفاة (سواء الوفاة طبيعية أو اثر حادث ، أو بالمشفى ) هي حملة إنسانية ومتحضرة جدا واللي غالبا دي رغبة ناس كتير أوي وأنا منهم ..
من سنين كنت في حوار مع طبيب و صديق بشأن رغبتي الملحة بالتبرع بكل أعضائي اللي تصلح لأي آخر يحتاج لها بعد وفاتي .. وكنت بشوف أن دا يسعدني في الإبقاء على حياة آخر هو في أمس الحاجة لها وفي نفس الوقت امتداد لي بالنبض في الجسد الآخر .. وقال صديقي أن التبرع بالأعضاء بيتخلف من شخص لآخر حسب السن (لان الخلايا بتقل كفاءتها مع تقدم العمر ) والحالة الصحية والتاريخ العائلي وحاجات تانية .. مش هاطول عليكو وتعالو نحكي شوية ..
*.أولا طرح قضية التبرع بالأعضاء بعد الوفاة في مصر مش جديدة وسبق طرحها وأيضا طيها لأن للأسف والمحزن للأزهر رأي آخر مخالف واللي خللى القضية راقدة في طي التجاهل والنسيان والتغافل والجمود لسنين ..يعني ببساطة بالرفض بهدوء من غير شوشرة ..
ثانيا ..عملية نقل الأعضاء من جسد المتوفي لجسد آخر مش سهلة أبدا .وعملية محتاجة دقة وسرعة ويقظة بالثانية ومهارة فائقة .. بمعنى أنه أكيد عندنا عدد من الحالات في قائمة الانتظار على مستوى الجمهورية في أمس الحاجة لمتبرع. . والمفروض كل الحالات المنتظرة دي مسجلة على سيستم عام شديد الدقة .. وكمان المفروض أن كل الحالات المتقدمة للتبرع مسجلة أيضا بكافة المشفيات وعلى تواصل وإنتباه سريع لأي جديد ..
ففرضا حصل حادث مثلا وكان المتوفي من المتبرعين بالأعضاء (بيكون معروف سواء مسجل ببطاقته او بقلادة و سوار تفيد أنه متبرع بالأعضاء ) . هنا هاطرح شوية أسئلة و بفرض أني بلغت فورا عن الحادث أو حتى عن الوفاة طبيعية او حصلت الوفاة بالمشفى..
* ..هل أنا مؤهل لوصول عربية الإسعاف فورا مع فريق طبي متميز لمكان الحادث وسط هذا التكدس والزحام والارتباك المروري لتصل السيارة لمحل الحالة المتوفاة ونقلها فورا للمشفى اللي فيها حالة الإنتظار والمجهزة طبعا والدخول السريع والمعد لإجراء العمليات الجراحية اللازمة من المتبرع للمستقبل حرصا على صلاحية العضو المنقول من التلف… فهل الطرق تسمح بهذا ..؟! .
* هل أنا مؤهل في حالة وجود حالة انتظار بأي من المحافظات الأخرى أن أقوم فورا بالاتصال بالمشفى المقصود بتلك المحافظة لتجهيز الحالة المرضية المنتظرة لنقل العضو المطلوب لها ظن المتوفي مع الاحتفاظ بكفاءة الانسجة والخلايا تماما خلال زمن النقل .. مع العلم حفظ الأعضاء المنقولة بالطرق الطبية المتعارف عليها يخضع لصلاحية الزمن الخاص بكل عضو لو تجاوزه تلفت أنسجته .. فهل لدينا مثلا طائرات إسعافية خاصة لنقل تلك الأعضاء بكفاءة وسرعة ودقة متناهية خاصة مع المسافات المتباعدة بين المحافظات ..
* هل لدينا الكفاءة والتعاون والتواصل الفوري كحالة طواريء (من دون أعطال.. ) بين كافة المشفيات فور إبلاغها بحالة وفاة لمتبرع بأي مكان لعمل كافة الاجراءات السريعة حفاظا على كفاءة أجهزة المتوفي وحرصا على حياة الحالة المرضية اللي في أول قائمة الانظار وعلى استعاد كامل لاتخاذ اللازم لإنقاذ حياتها ..
*هل الأراء الفقهية تقف عائقا أمام الإنسانية ..؟ أغلب الظن التصادم جاي أو قد يحدث المزيد من التجاهل ..لكن حتما الإنسانية تغلب
ويبقى السؤال الأهم .. رغم لكن رغم هذه السنين مازال السؤال قائما ومتفاقما .. هل احنا مؤهلين..؟..رغم ذلك التغيير قادم ..والإنسانية ستنتصر