مختار محمود
لا حُرمة لدماء المسلمين وأعراضهم في قاموس التنويريين المصريين ذوي الضمائر الحية والقلوب المفعمة بالإنسانية والخير والنور والجمال.
لا ضيرَ عندهم في أن يُقتل مسلم، وتُغتصب مسلمة، ويُحكم بالإعدام على رضيع مسلم.
المباديء عندهم قابلة للتجزئة والتقطيع والتغيير والتبديل.
يواجه المسلمون في عديد من الدول صراعاتٍ غير متكافئة ومجازر دموية وسط صمت عالمي مريب ومُخزٍ. مؤخرًا..اشتدَّ البلاء على الأقلية المسلمة في الهند التي تواجه جرائم عنصرية غير مسبوقة منذ ستينيات القرن الماضي.
المنصَّات الإخبارية العالمية تناولت الأسبوع الماضي على استحياء شديد واقعة مؤلمة، عندما أعدم شرطيٌّ مسلمًا بالنار من المسافة صفر.
الواقعة على مأساويتها مرت بردًا وسلامًا على دعاة الحق والعدل والإنسانية من أهل العلمانية وحاملي أختام التنوير في بلادنا، فلم تنتفخ أوداجهم ولم تجرِ الدماء في عروقهم ولم تنفعل أقلامهم غضبًا على إخوة لهم في الإنسانية.
الغضب كل الغضب لا يكون إلا عندما يكون الضحايا غير مسلمين.
عندئذ.. يلطمون الخدود ويشقون الجيوب ويستبقون التحقيقات ويصدرون الأحكام الجائرة ويسلكون مسلك النائحات المستأجرأت، فنراهم في كل وادٍ يهيمون؛ كذبًا وتزييفًا وتدليسًا بحق الإسلام: دينًا وشرعة ومنهاجًا وتراثًا وعلماءً.
هذا الفئة الضالة من أهل المكر والدهاء، تتعامي أبصارها وبصائرها عما يتعرض له المسلمون في دول شرق آسيا وغيرها من مذابح ومجازر يومية، ولا تكاد تسمع لهم همسًا.
هم العدو فاحذرهم. كان مقطع فيديو يُظهر عددًا من أفراد الشرطة الهندية يتعقبون مسلمًا ثلاثينيًا من ولاية “أسام”، ويدهسون جسده النحيل، بعدما أطلق أحدهم الرصاص عليه من المساحة صفر، قد أثار موجة غضب عارمة، خلال الأسبوع الماضي. وتحت وسم “الهند تقتل المسلمين”.. أطلق نشطاء مسلمون حملة إلكترونية محتجة على هذه الواقعة المخجلة، ومستنكرة ما يتعرض له المسلمون على أيدي الهندوس، ودعوا إلى نجدتهم وتوفير الحد الأدنى من الأمان والحماية لهم.
ولأنَّ الأرقام أصدق أنباءً من الكلام المرسل، فإنَّ ذاكرة التاريخ تسجل وتوثق أرقامًا مفزعة عن الجرائم الإنسانية بحق المسلمين فى الهند، مثل: مجزرة “نيلي” التي راح ضحيتها نحو 1800 مسلم، ومجزرة “كالكتا” التي أسفرت عن سقوط 100 مسلم وإصابة أكثر من 480 مسلمًا، وغيرهما من المذابح التي يتجاهلها العالم، كما يتغافل عنها أدعياء الحق والخير والإنسانية في بلادنا؛ نصرة للباطل وخصومة للحق.