تذكر أول راتب حصلت عليه وتصوراتك بأنه إذا زاد قليلا ستتمكن من القضاء على شبح “الإفلاس”، ولكن كلما زاد راتبك زادت احتياجاتك وزاد عدد الأيام التي تدخل في دائرة “أزمة أخر الشهر”.
الأزمة الحقيقة ربما لا تكون في حجم راتبك، لكن في ممارساتك الخاطئة التي تزداد مع زيادة دخلك، فالتخطيط أهم كثيراً من حجم الدخل. نحن مختلفون في احتياجاتنا ولكن علينا أولا خلق توازن بين الدخل والإنفاق.
تقسيم الدخل
أول الأخطاء التي تقع فيها هو الإنفاق بصورة تفوق مستوى الدخل، إذ يهتم الفرد باحتياجاته، التي ربما يمكن الاستغناء عن جزء منها، أولا، دون الأخذ في الاعتبار مستوى الدخل.
وهنا عليك تقسيم دخلك إلى ثلاثة محاور، الاحتياجات الأساسية مثل: السكن، الطعام، المواصلات، وفواتير الخدمات الأساسية. وثانيا: الديون، وثالثا: الفائض الذي يقسم بين احتياجات فرعية، والطوارئ.
جميعنا لدينا بند “التعاملات البنكية”، وممارستنا فيه تحدد ما إذا كان سيعود بالنفع أم الضرر، فإذا كنت ممن يتم تحويل راتبهم على البنك، وتفضل إجراء الشراء بالكروت، عليك مراجعة التقرير البنكي الشهري، لتتأكد أن عمليات الشراء تتناسب مع حجم الأموال المتوفرة، فربما تدخل في رحلات مطولة من التسوق في بداية الشهر ومع حلول منتصفه تفاجأ بأن راتبك نفد.
أكثر خطورة
وهناك شكل أخر يعد أكثر خطورة على مستقبلك المالي، وهو التعامل بنظام “الفيزا”. يلجأ البعض للفيزا خوفا من الإفلاس قبل نهاية الشهر، وتسوية الدين مع بداية الشهر التالي.
هذه الطريقة ربما تسهل عملية الشراء، وهو ما يدخلك في ديون قد تعجز عن سدادها، وربما لا تنتبه وسط مهامك اليومية لمراجعة التقرير البنكي، ولا تسدد ديونك في الميعاد، مما يتسبب في تراكم الفوائد وزيادة الديون.
عندما نحصل على راتبنا في بداية الشهر غالبا ما نؤجل دفع الديون، وهو تصرف خاطئ يزيد من أعباء الديون لأننا قد نتذكرها بعد نفاد أموالنا.
اختيار السكن
الكثير يحلم بمنزل كبير وأثاث فاخر ومنطقة سكنية راقية، ولكن اختيار السكن المناسب هو جزء من خطة النفقات التي تحافظ عليك بعيداً عن “لإفلاس”، فربما تدفع أموالا طائلة في الحصول على منزل كبير وفاخر رغم أنك تعيش بمفردك، أو أنكما زوجان في بداية زواجكما لا تحتاجان منزلاً كبيراً.
كما أن اختيار المكان المناسب للسكن يوفر لك بندا أخر في الإنفاق، وهو تكاليف المواصلات التي تشغل جزءا ليس قليلا من الميزانية.
تأمين المستقبل
كثيراً ما نتجاهل “التأمين”، الذي يوفر لنا أموالا طائلة في المستقبل إذا وقعت أمور مفاجئة. وأحيانا نفاجأ بمواقف تسبب اضطرابا في الميزانية، وأحيانا يدفعنا الأمر للاستدانة لمدة طويلة.
ولا توفر كل جهات العمل تأمينا اجتماعيا للعاملين فيها للحصول على راتب التقاعد “المعاش”، وهي مشكلة يقع فيها الكثير، لأن أغلب الشباب لا يفكر في مصدر الدخل في حالة عدم الاستمرار في العمل. وهنا عليك اللجوء إلى شركة توفر التأمينات الاجتماعية بدفع مبلغ شهري بسيط يتناسب مع دخلك، ويمكنك من الحصول على راتب شهري عند التقاعد.
أخيرا، إذا قررت اقتناء سيارة عن طريق قروض السيارات في البنوك، فمن الأفضل اختيار سيارة تحقق لك الدور الأساسي المرجو منها، وأن تعرف أن السيارات المصنعة لمزيد من الرفاهية لا يجب بالضرورة أن تكون ضمن خياراتك.