بيشوى بخيت
الكلمة دي اللي يسمعها من راهب ممكن يتعثر ويقول إزاي راهب يقول كده؟! الرد في نقطتين:الأولى: وهو قول المسيح “أَتَيْتُ لِتَكُونَ لَهُمْ حَيَاةٌ وَلِيَكُونَ لَهُمْ أَفْضَلُ” (يو١٠:١٠) أتى من أجل أن تكون لنا حياة من بعد الموت الروحي، حياة من أجل خدمة الآخرين بكلمة الخلاص والدفاع عنهم، حياة من أجل نشر ملكوت الله على الأرض.
الثانية: في فرق بين عبارة بحب الحياة وعبارة بحب النزوات والشهوات، حب الحياة ليست خطية لذلك نأكل ونشرب وعندما نتعب نذهب للطبيب.عبارة أنا بحب الحياة قالها قدس أبونا المتنيح صرابامون الشايب بعدما سمح بصلاة قداس عيد الميلاد لكل من يريد الحضور، فانتقد القرار خوفاً على الناس واعتذر عن الصلاة مع الشعب خوفاً على صحته وهو في السبعين من عمره.
إن صرخات هذا الراهب كانت من أجل الشعب المسيحي إذ قال مرة: “إن الدير قد امتلأ من نتانة رائحة موتى كورونا” وكان يطلب بغلق الكنائس نظراً للجهل بالمرض الذي يتصف به البعض.والشعور الديني بالحاجة إلى التقرب إلى الله في وقت الوباء أمر محمود، ولكن بحذر وبحكمة الحيات التي طالبنا الله الاقتناء بها.
أبونا صرابامون الشايب بجانب إيمانه بالعلم كان أميناً في حياته الروحية وأميناً في خدمته الليتورجية، وفي الصوم الكبير كان يصلي كل يوم قداس من ٣-٥م وهو راهب كبير في السن وعنده مشاكل في ظهره لكنه كان لأخر صلاة صلاها في الكنيسة أميناً أمام الله.
أبونا صرابامون الشايب كان قداسه بدون حجز لكنه كان يطلب أن يحضر الفرد قداسين فقط له طيلة الأسبوع، فالبتالي لا يحرمك من القدوم للقداس بنظام.
وكان قدسه يتبع النظام في كل كنبة (دكة) شخص واحد مرتدي كمامته.وفي كل قداس ينبه شعبه أن يلتزموا بالإجراءات الاحترازية من أجل سلامتهم.وماذا أيضاً؟كان أمينا في خدمته لمرضى كورونا، وكان يعرف بعض الأشخاص المصابين أو المخالطين ولا يحرمهم من التناول.بل كان يذهب للعزل لمناولة الآباء المصابين.
أبونا كان صوت صارخ بالوعي، صوت صارخ بالحق ليس خوفاً على نفسه وهو محب للتعمير بل من أجل سلامة شعبه.صلي عنا أيها الحبيب، ولتجد نفسك رحمة عند الرب.