حمادة إمام
في صيف 2005 وجدت نفسى في مواجهة لم أسعى اليها مع الرجل الأقوى بمصر في ذلك الوقت “صفوت الشريف” الذى نسجت حوله حكايات وأساطير جعلته شريك أساسي في كبرى قضايا الاغتيالات والتصفيات الجسدية ، وتلفيق القضايا الاخلاقية من الستينيات حتى أوائل الالفية الثانية
ففي مايو 2005 كنت ضمن مجموعة من الصحفيين وقع الاختيار عليهم لتلقى دورة تدريبية عن التغطية الصحفية لانتخابات مجلس الشعب التي كان مقرر ان تجرى في نوفمبر 2005 تحت رعاية صفوت الشريف رئيس مجلس الشورى في ذلك الوقت بمبنى المجلس الأعلى للصحافة بكورنيش النيل
وفى يوم افتتاح الدورة تفاجأنا بحضور صفوت الشريف والذى جلس في المقعد الرئيسي بصدر المائدة وشاءت الظروف أن أكون على يمينه في اول الصف الذى جلس فيه الصحفيين بينما جلس جلال دويدار، وصلاح منتصر وباقي معاونيه على يساره ، وعقب انتهاء مراسم الافتتاح تكلم صفوت الشريف عن التجربة الديموقراطية في مصر والتغيير الذى شهده المجتمع ثم ختم كلامة بفتح باب الاسئلة وبحكم ترتيب المقعد طرحت أول الاسئلة عن كيفية الانتخابات في ظل القيود المفروضة على الاحزاب في الحركة بالشارع والتضيق عليها ، وجهل المواطن بحقوقة وانشغاله بتأمين لقمة العيش فما كان منه الا أن رد على:
سيبك من كلام الناصريين بتاعك ده (( كان شعار جريدة العربي الناصري معلق على صدري)) بص للشارع وانت تشوف الحقيقة؟ وقتها كان على الاختيار بين أن أبلع سخريته في الرد او اثور لكرامتي ؟فاخترت الحل الثانى وقلت له : سيادتك تقدر تبص لميدان التحرير من مكانك هذا للتتأكد من كلامى.
غضب وتدخل من تدخل ثم اقفل باب المناقشة بعد أن نظر الى نظرة حرضت بداخلى كل غريزة التحدي والأصرار للنبش وراء قوة هذا الرجل .
ملف مقتل سعاد حسني
وزاد من اصرارى أن ملف موت سعاد حسني كان مازال مفتوحا والاتهامات تلاحقه وانقسم البحث عندى الى مرحتين قبل 2005 ، وبعد 2005 فقبل 2005 كان هو ضابط المخابرات موافى الذى سجن في قضية انحراف المخابرات ، ثم خرج في عام 1974 بصفقة مع السادات عرفت بصفقة الشرائط الجنسية بمباركة أمريكية ثم بدء رحلة صعوده وارتباط اسمه بمقتل الموسيقار عمر خورشيد بعد وشاية منه عند السادات ، ثم عاد اسمه للظهور في قضية انتحار ميمى شكيب التى اتهمت في أشهر قضية آداب عرفت مصر في تاريخها حتى الأن وامتزج فيها الجنس بالسياسة .
ثم تطوى صفحة السادات في يوم العرض ليصعد بقوة الصاروخ في عهد مبارك
لا يعرف احد على وجه التحديد سبب الربط بين صفوت الشريف وموت سعاد حسني وأدى تضارب الآراء حول موتها هل هو انتحار أم مجرد حادث سقوط عادي أو قتل مدبر ؟ إلى بلبلة الشهادات التى قيلت عن سعاد حسني وعلاقة صفوت الشريف بها والتى تكاد تقطع باليقين أن العلاقة بينهما قد انقطعت من عام 1964
وهنا يثور السؤال هل كان صفوت يمتلك اوراق ضغط على سعاد حسني ؟ الاجابة قد تجدها في أسباب الافراج عن صفوت الشريف عام 74 ، والصفقة التى عقدها مع الدولة بتسليم ما لديه من شرائط فهل كان يحتفظ بشرائط اخرى خاصة وأنه كان مسؤول في البدء عن عملية كنترول سعاد حسني !! فى 12 يونيو 1974 وصل للقاهرة الرئيس الامريكى نيكسون بدعوة من السادات فى استقبال خلدته سجلات البيت الابيض
الرئيس الأمريكى يكشف عن سر الأفلام الجنسية
فى هذة الزيارة قرر نيكسون مكافاة السادات بالكشف له عن مزيد من الأسرار عن سجلات المخابرات الامريكية عن فترة عبد الناصر ، وفى استراحه الهرم سال نيكسون السادات بشكل مفاجئ : هل تعرف حكاية الأفلام الجنسية ؟ ثم بدا نيكسون يحكى السادات نفى الكلام قائلا : أن صلاح قبض عليه وحرق كل افلامه الا انا نيكسون فاجأه ان هناك افلام واسماء لم تحرق ومازالت موجودة افلامها وهى خاصة ببعض الشخصيات العربية السادات من جانبه قرر اعادة التحقيق وفتح الملف مرة اخرى
كان طبيعى ان يسأل السادات عن سبب اهتمام الامريكان بهذه الافلام فكان الرد هو شكوى هذا الشخصيات من عمليات ابتزاز يتعرضوا وتهدد مستقبلهم السياسى
السادات يبحث عن الضباط الذين تورطوا فى الأمر
فى 14 مايو 74 أمر السادات بالبحث عن الضباط الذين تورطوا مع صلاح نصر فى هذه العمليات ، ووعدهم بالإفراج عنهم مقابل الحصول على هذه الشرائط فكان أول من تقدم بكل ما تحت يده من أوراق وأفلام وصور وقدمها للسادات “صفوت الشريف “الذى افرج عنه فى احتفالات اكتوبر 74 ، وعين رئيس القسم الداخلي في الهيئة العامة للاستعلامات التي تعد واجهة التعامل مع الإعلام الأجنبي، والمؤسسة الثالثة في المنظومة الإعلامية المصرية بعد وزارة الإعلام واتحاد الإذاعة والتلفزيون
وعند تشكيل السادات الحزب الوطني في 1977، انضم الشريف إلى لائحة المؤسسين 29 فبراير1968 عهدت محكمة الثورة للمستشار عبد السلام حامد التحقيق مع محمد صفوت الشريف لسؤاله عن وجود علاقة بين صلاح نصر وبين سعاد البابا المعروف باسم سعاد حسني ؟
ج : ترددت شائعات عن علاقات نسائية لصلاح نصر وحسن عليش فقد ذكر لي أحمد الطاهر في أوائل 1967 أو أواخر 1966 أنه علم عن طريق صلاح شعبان بإشاعة أن هناك علاقة بين صلاح نصر وسعاد حسني
وأن هذه الشائعة تتردد في نادي من نوادي الكرة وذلك لأن صلاح شعبان له نشاط في الكورة وأخبرني أحمد الطاهر بأنه أبلغ حسن عليش بهذا الأمر
بعد سبع سنوات من ابعاده عن الجهاز الحكومي عاد صفوت الشريف للعمل الحكومي مرة أخرى وأسند إليه فى عام 1975 مسئولية الإشراف على الإعلام الداخلي فى هيئه الاستعلامات وتدرج في مناصب الهيئة التي تعد مسئولة عن التوجيه والرقابة الإعلامية في البلاد حتى عُين رئيسا لها عام 1980
ثم وزيرا للدولة وبعد أقل من عامين تولى حقيبة الإعلام في يناير1982 حتى عام 2004 حيث ابعد في تغير وزارى وعين رئيس لمجلس الشورى ومع عودته للحكومة من سجين لوزير ظل اسم سعاد حسني مرتبط به بشكل خاص وبكافة الاعمال والتدابير القذرة بشكل عام وما من قضية او شائعة الا واسمه ارتبط بها وطالته الشائعات واتهم بانه مهندس عمليه التخلص من سعاد حسني في يونيو2001
في 15 فبراير الماضي صدر قرار بريطاني قضائي بإعادة التحقيق في قضية مصرع المواطنة المصرية “سعاد محمد كمال حسني البابا” عقب طلب تقدم به محامٍ بريطاني من أصل فلسطيني يدعي “أمجد سلفيني” بناء علي توكيل رسمي من أسرة المجني عليها موثق بالسفارة المصرية بلندن حضر لمقر قسم “الجرائم الغامضة” بجهاز سكوتلانديارد البريطاني ، وقدم ورقة تفسير جنائي حصل عليها من المحامي المصري “عاصم قنديل” أقنعت قسم التحقيقات الغامضة بضرورة فتح التحقيق من جديد نظرا لوجود بينات وشواهد بارزة تثبت أن موكلته قتلت ولم تنتحر كما جاء في حكم محكمة “كورنر كورت” النهائي من يوم 31 يوليو 2003 .
وفي مارس 2011 ظهر العقد الرسمي لمذكرات سعاد حسني نسيت صديقتها “نادية يسري”-
التي كانت تستضيفها في شقتها علي حد أقوالها الجديدة – أن تسلمه لسلطات التحقيق أول مرة كشف أن سعاد حسنى وقعته في أول يناير عام 2000 مع دار النشر البريطانية الشهيرة “راندوم هاوس”
وذكر العقد أنها وقعته في حضور ممثل دبلوماسي عن شخصية عربية خليجية نافذة قررت تمويل المذكرات.
لم يجد فريق التحقيق أي صفحة من تلك المذكرات المفقودة التي كانت السبب الرئيس وراء الجريمة فتغير أسلوب التحقيق وسعت سكوتلانديارد بكل أجهزتها للبحث عن تلك المذكرات خاصة بعد أن علموا أن هناك 12 شريطاً بصوتها سجلت عليها ملخص المذكرات فقدت هي الأخري
مصادر ومراجع
الاهرام عدد 25 فبراير 1968ملف القضيه رقم 1974جنح قصر النيل
نجوم لهم تاريخ …عبد الله احمد عبد الله
المرأة والسلطة.. عادل حمودة
توأمه الجنس والسلطة نوال السعداوى