الخميس , أغسطس 15 2024
خالد محمود

المنهجية ..والنقدية ..وأشياء أخرى

كنت اتفهم ان اناسا في مقتبل العمر ، ومجتمعات في مقتبل تلمسها للطريق تخلط بين “رغباتها ” و”مشاعرها المعبأة والمعلبة ” وبين الكتابة ، او ان تصبح الكتابة هي لحظة لتقليب الاشياء قبولا ورفضا ، وليس لحظة لممارسة “العنف اللفظي ” في محاولة يائسة ومتوهمة لاغتيال مفكر معنويا او الحلم بازالة مشروع فكري بطروحاته وافكاره من الوجود.

لكن للاسف -هذا استمر ليصبح طريقة حياة . اقول هذا وانا اتامل كتابات البعض من اليمين الديني تجاه نسق فكري كامل في بلادنا يبدأ من طه حسين وامين الخولي ومحمد خلف الله وحتي نوال السعداوي و نصر حامد ابو زيد وفرج فودة.

اول مشكلة في تناول هؤلا ء الكتاب هو اهدار مبدأ اساسي في التفكير العلمي وهو تحاشي “الغائية ” ،، والذي يعني عدم استباق النتائج للنقاش .

فهؤلاء يريدون من الكتاب -كل الكتاب -ان يصلوا الى النتيجة التي في اذهانهم ، اذا لم ييصلوا اليها -اصدروا صك بطلان ابحاثهم ، طبعا وبعدها شهادة مرفقة بايمانهم او كفرهم ودرجة هذا الايمان والكفر.

ثاني مشكلة ، تقابلنا مع هؤلاء، هو عدم التفاعل مع صلب مشروع هؤلاء الكتاب ، واحيانا “صحفنة ” الموضوع وتحويله لمادة ابتذالية، وهذا اصبح له مناخ يترعرع فيه بعد وسائل التواصل.

مثال ذلك مثلا ، ترك كل الكتب التي كتبها فرج فودة ونقاشها، وابراز شهادة لواحد في اميركا قال في برنامج تلفزيوني انه ماعرفش ايه ، او مقال في صحيفة ايه نوهت لايه.

طبعا حين تتذكر هذا وتتذكر ابسط قواعد تتبعها موسوعة بسيطة مثل (ويكيبيديا) حين تؤرخ لكاتب او مفكر -فتاتي بسيرته الشخصية، وبجوهر كتباته واراءه ، ثم بكل الانتقادات التي تتعلق بصلب هذه الاراء _تدرك حجم المسافة في التناول.

ثالثا ..مستوي العنف اللفظي والشخصنة …فالمعلق -من هذا المعشكر -يدخل على الكاتب او الفكر ليغتاله فكريا وشخصيا ، متصورا انه يمكن ان يمحوه من الوجود ، ناسيا ان طه حسين وعلي عبد الرازق ونصر ابو زيد بقوا ولم ولن يذكر التاريخ اللمجهولين الذين حاولوا ولو تسجيل خدوش ، و مفرغا شحنة مفزعة من الكراهة ، عبر تسفيه الكاتب او المفكر اوالقول بانه ليس مفكر ولا كاتب من الاصل ناقل لهذه الافكار او الاتيان على سيرته الشخصية او او او ، وهنا تلعب نظرية (الاستحلال ) دورها ، فبما ان الكاتب المقصود “كافر ” في نظر هذا المعلق -فطببيعي انه بلا شرف ولا اخلاق ولا.

لان الاخلاق كلها من حق امير المؤمنين السيد المعلق .

لقد تفرجنا على هذا كله ، في حلقات ، تعاد وتزاد بلا ملل كل لحظة ، بل ان “العبث ” يصل لدرجة استخراج كتاب من مقابرهم مثل امين الخولي ( والذي بالمناسبة قدم في مؤتمر عالمي عام 36 19ورقة اثر الاسلام في اصلاح المسيحية ) لبنبشوه ويعيدوا التمثيل به لاختلافهم مع افكاره . عموما -المسالة مسالة وقت ، عقود من الزمن وسيختلف كل شيء ، واجيالنا التي كتب عليها تجرع الاستبداد السياسي ، عليها ايضا ان تشرب كاس العلقم لنهايته فتتجرع كاس الاستبداد الاجتماعي والثقافي والفكري ،، التاريخ يسير للامام – وسيتجاوز حظ اجيالنا العاثر

شاهد أيضاً

الدكتور عماد فيكتور سوريال يتحدث من خلال الجزء الثالث للأحوال الشخصية عن المرأة

23 رِيحُ الشِّمَالِ تَطْرُدُ الْمَطَرَ، وَالْوَجْهُ الْمُعْبِسُ يَطْرُدُ لِسَانًا ثَالِبًا. 24 اَلسُّكْنَى فِي زَاوِيَةِ السَّطْحِ، …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.