كان شاباً أميناً و من أجمل من عملوا معنا فى الغردقة و كنت أعتبره الذراع الأيمن لى كما يقولون ، وكنت كلما جئت أراه واقفاً على باب البازار فإذا رأنى يدخل مسرعاً قبل دخولى ،و لم أشك لحظة أنه يخفى أمراً مريباً ولم اعلق عليه و ذات مرة دخلت عليه و وجدته مشغل القداس من هاتفه فأسرع ليغلقه ،وقلت له لا تغلقه أكمل الاستماع قال والله يا شيخ بدأت فتح المحل ، وشغلت القرآن الأول فأبتسمت و ذات مرة وجدته يخبى الأنجيل فى مكان ما فى البازار
وقلت له ضعه فى أى مكان يعجبك لكم دينكم و لى دين ، وتعجبت لما علمت أنه يذهب لكنيسته مبكراً حتى يلحق بموعد فتح البازار ، وسمحت له بالتأخير يوم ذهابه لكنيستة ويوم أراد مرضى النفوس بِنَا سوء وقالوا للجهات الأمنية أننى من المتطرفين ،واستدعيت ذهب بنفسه رغم إعاقته و تردد عليهم و دافع عنى و قال أعمل مع الشيخ منذ سنوات و يشجعنى على الذهاب لكنيستى و لم يتركنى لحظة حتى خرجت
مكث معى خمس سنوات علمته الكثير و لم يقصر معى يوماً و لا رفع صوتاً ضدي ، و كان أخاً فاضلا أميناً و كان يقضى اجازته فى دير الأم سارة بنجع حمادى
حصل على ليسانس الآداب ، ولم يعمل بها و كافح ، وذات يوم قال وهو يحبس دموعه يا شيخ سأترك العمل معك بعد خمسة أشهر لأننى سأفتح بازاراً مع أصدقاء لى قلت لا حرج عليك هى سنة الحياة
قال أريدك أن تضمنى فى السوق عند التجار و سافرت خصيصاً إلى القاهرة من أجله وهو الآن من التجار المستوردين فى الغردقة مازال التواصل بيننا حتى اليوم إنه الأخ الفاضل الأستاذ عادل عياد من سوهاج له فى قلبى مكانة و محبة ما كان إختلاف الدين عائقاً أمام الود و الحب