الإثنين , ديسمبر 23 2024
الدكتور عبد الله هيكل

مدينة الأصدقاء ..

للأصدقاء حكايا لا يملها الزمن ولا يمحوها التكرار .. فالصديق وقت الضيق .. شدة الألفة تزيل الكُلفة .. صحبة الأخيار تورث الخير، وصحبة الأشرار تورث الندامة .

قال الله تبارك وتعالى فى كتابه العزيز :” الْأَخِلَّاءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ ” وقال الحبيب المصطفي صلي الله عليه وسلم :” إنّما مثل الجليس الصالح والجليس السوء كحامل المسك ونافخ الكير، فحامل المسك إمّا أن يحذيك وإمّا أن تبتاع منه وإمّا أن تجد منه ريحاً طيبة، ونافخ الكير إما أن يحرق ثيابك وإمّا أن تجد منه ريحاً خبيثة ” فلنرى أهمية الأصدقاء على لسان الكافرين .. قال الله تعالى فى كتابه العزيز على لسان الكافرين :” يَا وَيْلَتَىٰ لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلَانًا خَلِيلًا ” فالصديق الصالح نعمة من الله على عباده .. الصديق الصالح يحث صاحبه على عمل الخير .. الصديق الصالح هو الكريم الوفيَّ تدوم صداقته وتستمر مودته فى حالة العسر قبل اليسر .. يعيش فى السعة والرخاء ويعاني معك البأساء والضراء .. فالصديق مرآة لصديقه .. فإن كان صالحاً فله .. وإن كان سيئاً فيبليه ببلائه ويرديه بوبائه .. فلنختار من ينفعنا فى الدنيا والآخرة .. صاحب المروءة والوفاء .. إذا خدمته صانك وإن صحبته زانك .. ينشر حسنتك ويطوى سيئتك .. لا يكونوا من الذين قال الله عنهم :” إِنْ تَمْسَسْكُمْ حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ وَإِنْ تُصِبْكُمْ سَيِّئَةٌ يَفْرَحُوا بِهَا ” لا يكونوا من الذين : يسمعوا عنك الخير يخفوه .. وإن سمعوا عنك الشر أذاعوه .. قال الحبيب المصطفي صلي الله عليه وسلم :” إِنَّ أَحَبَّكُمْ إِلَيَّ أَحَاسِنُكُمْ أَخْلَاقًا, الْـمُوَطَّئُونَ أَكْنَافًا, الَّذِينَ يَأْلَفُونَ وَيُؤْلَفُونَ, وَإِنَّ أَبْغَضَكُمْ إِلَيَّ الْـمَشَّاؤونَ بِالنَّمِيمَةِ, الْـمُفَرِّقُونَ بَيْنَ الْأَحِبَّةِ, الْـمُلْتَمِسُونَ لِلْبُرَآءِ الْعَنَتَ ” فالصداقة هدفها سامي وغاية نبيلة .. مبنية على البر والتقوي وتجنب الإثم والعدوان .. قال الله تعالى فى كتابه العزيز :” وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يَالَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلًا . يَاوَيْلَتَى لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلَانًا خَلِيلًا .

لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءَنِي وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلْإِنْسَانِ خَذُولًا ” وماذا ننتظر من صديق السوء بعد وصفه من معلم البشرية صلي الله عليه وسلم بنافخ الكير .. لا تجني من خلفه سوى الأذى والخسران .. فإن لم يكن وفاق ففراق .. فالوحدة خير من جليس السوء .. وكل قرين بالمقارن يقتدى .. أخاك من واساك .. فالصداقة ليست مجرد الموافقة على طلب صداقة .

الصداقة روح تظهر فى كلمة طيبة .. الصداقة بسمة وقت الفرحة ودمعة وقت الحزن .. الصداقة تعنى الحماية وقت الحاجة .. تعنى السند والإحترام .. تعنى حفظ وصون للأسرار .. ومن هنا كانت مدينة الأصدقاء .

شاهد أيضاً

“غواني ما قبل الحروب وسبايا ما بعد الخراب ..!! “

بقلم الكاتب الليبي .. محمد علي أبورزيزة رغم اندلاع الثورة الفكرية مُبكِرًا في الوطن العربي …

2 تعليقان

  1. محمد المزروعي

    اخذ حقوق الناس من خلال التبرعات والتربح تحت غطاء العمل الخيري صفة ذميمة تدل على خبث السريرة

  2. انت محتال ولازم الرقابه تاخد دورها مع امثالك يا عبد الله هيكل انت نصاب نصبت علي كام واحد لحد دلوقتي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.