فرنسيس أمين
برع العديد من أطباء مصر فى دراسة وتدريس علم المصريات وبصفة خاصة فى تاريخ الطب المصرى القديم وكان رائدهم فى هذا المجال هو الدكتور حسن كمال والذى تخرج فى كلية الطب فى أكسفورد وكان من أوائل خريجى مدرسة المصريات التى أسسها والده المرحوم أحمد باشا كمال..وسار على دربه عدد كبير من الأطباء مثل الدكتور نجيب محفوظ ونجيب رياض وبول غليونجى وفى أيامنا هذه الدكتورة سحر سليم والدكتور محمد الزناتى وغيرهم..
أما الدكتور جورج صبحى فقد ترك بصمة مميزة حتى يومنا هذا سواء فى علم المصريات أو فى تاريخ الطب المصرى القديم أو فى علاج الأمراض الباطنية وقد ولد عام 1884 وتوفى عام 1964.وقد زامل وعمل مع الدكتور E. Smith صاحب أشهر دراسات قديمة عن الطب المصرى القديم والتحنيط والمومياوات المصرية القديمة وكان أول مصرى يحصل على لقب أستاذ تاريخ الطب والأمراض الباطنية وقام بتدريس اللغة المصرية القديمة والقبطية والكتابة الديموطيقية بكلية الاًداب جامعة القاهرة وساعده إجادته وتبحره فى اللغات الحية
(كان يجيد سبع لغات )فى النشر العلمى بلغات متعددة..وقد حوت أعداد دورية JEAأشهر دوريات علم المصريات على العديد من مقالاته وأبحاثه فى اللغة والحضارة المصرية القديمة..وفى مقال نشر فى مايو 1930 بعنوان Miscellaneaكتب الدكتور جورج صبحى مقالا عن الملامح والسمات البشرية المتوارثة عند المصريين المحدثين عن أجدادهم فى مصر القديمة وتصادف أن أجرى وقتها كشفا طبيا دقيقا على شاب مصرى يدعى M.H.فى مستشفى القصر العينى وكان ضعيف البنية ويعانى من مرض السل ويبلغ من العمر عشرين عاما..
وفى ذات الوقت كان الكشف عن أحدتماثيل إخناتون بمعبد الكرنك أطلقوا عليه إسم التمثال الكاريكاتورى للملك وجد فيه الدكتور جورج صبحى تطابقا وتشابها تاما فى الملامح مع الشاب المصرى الذى كان يعالجه من السل فقام بنشر صور للشاب والتمثال بل وقام بإستبدال وجه إخناتون بصورة الشاب(فوتوشوب الثلاثينات)ليبهرنا بملامح متطابقة بين الشاب والملك..