الأحد , نوفمبر 24 2024
الكنيسة القبطية
البابا شنودة الثالث

في ذكرى رحيله : البابا شنودة الثالث (1971-2012م) أيقونة في الوجدان العربي!

د.ماجد عزت إسرائيل

  البابا شنودة الثالث هو البطريرك رقم- 117 (نوفمبر 1971– مارس 2012م)  اسمه العلماني (قبل الرهبنة) نظير جيد روفائيل، وقد ولد في3 أغسطس1923م، بقرية سلام التابعة لمحافظة أسيوط ،

تلقى تعليمه الأولى الأبتدائي والأعدادي،بمدارس عديدة من مدن مصر بسبب طبيعة عمل أخيه الأكبر التي فرضت عليه الانتقال من مكان لآخر.

وقد إلتحق بالمرحلة الثانوية بمدرسة شبرا الثانوية، ثم إلتحق بجامعة الملك فؤاد الأول، وتخرج في قسـم التاريخ، في عام 1947م، ثم إلتحق بكلية الضباط الأحتياط بسلاح الأشارة بالقـوات المسلحة،

وفي أواخر منتصف القرن العشرين ذهب للرهبنة بدير السريان بمنطقة وادي النـطرون، بمحافظة البحيرة، وتمت رسامته راهبـاُ،ثم أسقفاً للتعليم العام، ثم بطريريكاً ليصبح البطريرك رقـم (117) في 14 نوفمبر1971م، وقد تنيـح (توفي) في يوم السبت الموافـق17 مارس 2012م، بعد أن قـضي على الأرض نحو 14 يـوم و7 شهور و88 عامًا، ودفن في مزار خاص بدير الأنبا بيشوي العامر ببرية شيهيت في يوم( 20 مارس 2012م).

وفي أواخر القرن العشرين نال البابا شنودة الثالث مكانة كبيرة لدى المسلمين على مستوى مصر والعالم العربي لمواقفه الوطنية البارزة، نذكر منها على سبيل المثال رفضه التطبيع مع إسرائيل، وزيارة القدس إلا مع المسلمين، وإيمانه التام بالحقوق المشروعة للفلسطنيين، فلقبوه بـ ( بابا العرب) ولايزال يعرف بهذا اللقب.

وقد ساهم البابا شنودة الثالث في تقوية جسور المحبة بين المملكة العربية السعودية ومصر،حيث ذكر الدكتور”مصطفى الفقي” في حوار مع جريدة الأهرام المصرية بعنوان” خزائن واسرار البابا” قائلاً:”جاء الأمير”سلمان آل سعود” وزير الدفاع السعودي (أمير الرياض في ذلك الوقت)

واتصل بالرئاسة وقال لي: سأقيم معرض “الرياض اليوم” ولي طلب أن يكون قداسة البابا شنودة الثالث موجودا، فأدركت أهمية هذا الرجل الذي تمكن من حل “الحساسية التاريخية” للأقباط والعروبة” وقد زارت الأميرة” بسمـة آل سعود” البابا لدعوته للمشاركة في الهيئة الدولية التي تنظمها لمساعدة الشعوب خاصة المرأة والطفل، وأعربت عن سعادتها بزيارته وواصفة إياه، بأنه بابا العرب،كما حرص سفير السعودية لدى مصر”حمد قطان” على التواصل الدائم مع البابا.

ونعت المملكة العربية السعودية قداسة البابا شنودة الثالث بعد رحيله قائله “ينَعْيُ شعب بلاد الحرمين ببالغ الحزن والأسى سماحة البابا شنودة الثالث، بطريرك الكنيسة الأرثوذكسية المصرية، الذي وافته المنية أمس السبت، سائلين الله له الرحمة والمغفرة

ويتقدم شعب بلاد الحرمين في هذا المصاب الجلل لكل الإخوة المسيحيين عامة والمصريين خاصة بأحر التعازي وصادق المواساة،إنا لله وإنا إليه راجعون، الحق فوق القوة والأمة والوطن فوق الحكومة، كما هو معروف، سبحان الله وبحمده،لا حول ولا قوة إلا بالله”، وقدم سفيرها بالقاهرة التعازي لأعضاء المجمع المقدس والقائمقام البطريركي.

كما حرص الرئيس الفلسطيني “ياسر عرفات“على زيارة البابا شنودة الثالث،عندما كان يأتي إلى مدينة القاهرة، تقديراً لقداسته على إيمانه ومساندته للشعب الفلسطيني، وشارك وفد من السلطة الفلسطينية في تقديم واجب العزاء بالكاتدرائية المرقسية بالقاهرة.

كما دعا الرئيس الليبي معمر القذافي قداسة البابا شنودة الثالث في أوائل أكتوبر 2003م، لتسلم قلادة جائزة القذافي الدولية لحقوق الإنسان، لهذا العام تقديرا لمواقفه الوطنية وإسهاماته الفكرية في ترسيخ التسامح الديني والحوار البناء بين الأديان ‏

وأكد” نوري حميدي” المنسق العام للجنة الشعبية الدولية لجائزة القذافي أن تكريم المتنيح البابا شنودة الثالث هذا العام جاء تقديرا لمواقفه من قضايا الحرية والسلام وتقديرا لمكانة مصر وشعبها ورئيسها السابق “محمد حسني مبارك‏”، ووصف الرئيس الجزائري السابق”أحمد بن بيللا” ورئيس اللجنة الدولية لجائزة القذافي تكريم البابا شنودة الثالث، بأنه يعد تكريما للعلاقات التاريخية بين مصر وليبيا، ويعد تكريما لمصر بكل قـدراتها وطموحاتها ودورها في محيطها العربي والإفريقي والإسلامي والمسيحي.‏

ودعا سمو الشيخ” محمد بن زايد آل نهيان” رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة قداسة البابا شنودة الثالث، لأفتتاح كاتدرائية الأقباط الأرثوذكس في أبوظبي، فألقي خلالها  محاضرة أشاد فيها بمناخ التسامح الديني وأجواء المودة والتعايش الإنساني والحضاري، التي تنعم بها دولة الإمارات، مما جعلها مكاناً آمناً، ومُفضّلاً لكل محب للإنسانية والسلام

وبعد رحيله نعته دولة الإمارات المتحدة حكومة وشعباً على لسان سمو الشيخ” محمد بن راشد آل مكتوم  قائلاً: “…. إننا نشاطركم الحزن العميق برحيل البابا شنودة، الذي كان مثالا لرجل الدين الذي يؤمن بالتسامح والتعايش بين الطوائف والأديان، ويحرص على وحدة الشعب المصر الشقيق”.

وفي 17 مارس2012م تنيح قداسة البابا شنودة الثالث– البطريرك 117(1971-2012م)، وإذاعت شتى الفضائيات العربية والأجنبية خبر نياحته قائلة:

“توفي بابا العرب”، واعربت مؤسسة الرئاسة عن حزنها لوفاته، وحضر وفد من الرئاسة برئاسة “محمد حسين طنطاوي”، والفريق “سامي عنان” لتقديم العزاء للقائمقام البطريركي الأنبا “باخوميوس”، وأعضاء المجمع المقدس.

شاهد أيضاً

لماذا تصلي الكنيسة على المنتقلين !؟

جوزيف شهدي في الايمان  الارثوذكسي أن الكنيسة الموجودة على الارض تسمي الكنيسة المجاهدة وأن أبناءها  …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.