د./ صفوت روبيل بسطا
نحتفل هذه الأيام بالذكري والسيرة العطرة ، ذكري إنتقال أبونا وراعينا البابا شنودة إلي السماء .وإن كنت لا أفضل هنا كلمة ذكري ! ، الذكري عندما نتذكر شخص عزيز غاب عن عنينا وتأتي سيرته بين الحين والأخر أو عندما نتذكره في ذكراه السنوية ، أما البابا شنودة أبدا لم ولن يكون ذكري لا يمضي يوم ولا أحد فينا يشاهد أو يسمع أو يقرأ عن البابا شنودة سواء علي القنوات أو الميديا أو الكتب .البابا شنودة يعيش فينا ومعنا ، في بيوتنا وفي أشغالنا وفي نقاشاتنا ، تعاليمه وأرائه وأقواله حاضرة دائما علي ألسنتنا ، وعندما نتحير أو نتسائل ولا نجد الأجابة السليمة والمقنعة نجدها في عظاته أو في كتبه (سنوات مع أسئلة الناس) للبابا شنودة.
٩ سنوات مرت علي غياب البابا شنودة ولكنه أبدا لم ولن يغيب عن فكرنا ولا من قلوبنا .من مدعاة فخرنا أننا عشنا في أيام وحبرية البابا شنودة (العظيم) بل من مدعاة فخرنا وإعتزازنا أننا أبناء البابا شنودة وأبناء الكنيسة القبطية الأرثوذكسية العظيمة .قداسة البابا شنودة نشرت مؤخرا بوست علي الفيس بوك عن (قديسين شهر مارس) ومنهم كمثال : البابا كيرلس والبابا شنودة وأبونا فلتاؤوس وأبونا بيشوي كامل ..إلخ) فأرسل لي أحد الأصدقاء بسؤال (خبيث)! ما معناه متي تم الاعتراف بقداسة هؤلاء الأباء من المجمع المقدس؟
وكان قصده البابا شنودة الثالث بالذات ! فكان هكذا ردي عليه …سلام يا صديقي العزيز بالطبع ليس كل الأباء لم يمر علي نياحتهم ال 50سنة ليتم الاعتراف بقداستهم كما هو متبع في كنيستنا القبطية الأرثوذكسية العظيمة وقوانين المجمع المقدس.
وكما تعلم هذا عن القوانين الكنسية التي نقرها ونحترمها ونعمل بها ، أما عن إيمان الشعب القبطي العظيم المحب لأبائه ومن نبض ورأي هذا الشعب يتم الحكم علي الأب إذا كان قديس من عدمه ولا ينتظر للقرار الكنسي بالأعتراف به .
أنه إيمان وثقة البسطاء الذين يحسون بالأب وقداسته وبركته الواضحة من خلال خدمته الصادقة المملوءة بالروح القدس انه إيمان لا يحتاج إلي قرار مجمعي بل نابع من القلب .
وكمثال للقديسين الذين أعترف بهم الشعب القبطي بقداستهم حتي قبل نياحتهم في إستفتاء شعبي كنسي فاق الوصف كان أبونا القديس العظيم مثلث الطوبي والرحمات (البابا شنودة الثالث) … لم ينتظر الشعب القبطي قرار المجمع المقدس لأعلان قداسة البابا شنودة ، ولم ينتظر الشعب نياحته ليبدأ في تجميع أعماله وأقواله ومعرفة قداسته من عدمه !! الشعب القبطي عرف وأحس بأبوة وعظمة وقداسة البابا شنودة من قبل نياحته بسنين كثيرة وأثناء حبريته المباركة بل أكاد أجزم تعلق الشعب بالبابا شنودة من أيام ما كان علماني (أ./ نظير جيد) وراهبا أبونا أنطونيوس وأول أسقف للتعليم وبطريركا للكنيسة لما رأه فيه من نقاء وصدق وقوة إيمان وفوق الكل أبوة صادقة .
وظهر هذا جليا عندما كان يلتف حوله الشعب يهتف ويصفق والنساء تزغرط والكل فرحان يوم إجتماع الأربعاء ، كل هذا كان تعبير عن حب ومحبة متبادلة بين الأب وأبناؤه حتي أخر لحظة من حياته المباركة علي الأرض .
كما لم ينتظر الشعب القبطي قرار المجمع المقدس لأعلان قداسة البابا كيرلس ، وكما أيضا لن يستطيع أحد أن يعترض علي أن أبونا فلتاؤوس قديس عظيم ، ولا أحد يعترض علي أن أبونا فانوس قديس عظيم ولم يمضي علي نياحته خمس سنوات وليس خمسون سنة .
أنه قرار شعب قبطي عظيم يا صديقي العزيز قبل أن يكون قرار المجمع المقدسكل سنة وأنت أبونا وحبيبنا وشفيعنا في السماء يا بابا شنودة