هاني صبري – المحامي
يستمر مسلسل الهجمات الدموية من جماعة بوكو حرام الإرهابية بحق المسيحيين في نيجيريا ، فقد نفذوا سلسلة هجمات يوم الثلاثاء الماضي على قرى في شمال شرق نيجيريا.
حيث توّجه عدد من المُسلحين إلى قرية فيلو في محافظة بورنو بحجة أنهم يريدون إلقاء خطبة دينيّة.
وكان السكان يُطعمون دواجنهم وقطعانهم عندما طلب منهم عناصر بوكو حرام أن يتجمعوا وبعدها أطلقوا النار باتجاههم فقتلوا 81 شخصاً على الأقلّ، بخلاف الجرحي ونهبوا جميع المتاجر وسرقوا الماشية.
فقد استهدف الهجوم وفق بيان صادر عن الجيش النيجيري نساءً وأطفالاً ورجال ونفذه بوكو حرام وتنظيم الدولة الإسلاميّة في شرق أفريقيا، التي يُنفذها مجرمون بحق المدنيين العُزل.
كما قام متشددون من تلك الجماعة يوم السبت الماضي من قتل 20 جندياً على الأقل وأكثر من 40 مدنياً وجرحوا مئات في هجومين بولاية بورنو في شمال شرق نيجيريا.
إن مسلحي جماعة “بوكو حرام” المتطرفة، يبثون الرعب في المدن التي سيطروا عليها في نيجيريا ويقتلون النَّاس بلا رحمة.
وعلى غرار ما كانت تنفذه جماعة “داعش” في العراق، من قتل المسيحيين وتهجيرهم، تقوم جماعة بوكو حرام بعمليات مماثلة في مناطق في نيجيريا، حيث تحولت عمليات القتل إلى مجازر بحق السكان وخاصة المسيحيين.
الجدير بالذكر أن بوكو حرام» هي جماعة متطرفة معادية للتعليم العصري، تسعى إلى تطبيق فهم متشدّد للشريعة الإسلامية في نيجيريا ، وأسست في عام 2002م بأحد مساجد مدينة مايدوغيري (عاصمة ولاية بورنو) بشمال شرقي نيجيريا، على يد داعية متطرف وخطيب يدعى محمد يوسف، واستطاع استغلال الفقر والتهميش في المناطق الشمالية من نيجيريا وأصبح له عدد كبير من الأتباع الذين تحولوا فيما بعد إلى مقاتلين أغلبهم من الشباب المحبطين من الدولة وسياساتها ، وتوفي مؤسس «بوكو حرام» في السجن عام 2009 م.
وتخوض بوكو حرام تمرداً مسلحاً منذ 2009 وخصوصاً في شمال شرق نيجيريا، وقائد الجماعة هو الإرهابي “أبو مصعب” وقد رصدت الولايات المتحدة مكافأة بقيمة سبعة ملايين دولار لمن يساعد في اعتقاله.
والمعلومات ضئيلة عن صلات بوكو حرام الأيديولوجية والمالية والعسكرية بحركات متطرفة أخرى، حيث يقول بعض الخبراء إن علاقة الجماعة بتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي هي الوحيدة المعروفة.
وهنا نشير بأنه منذ بداية تمرد بوكو حرام في 2009م تحول شمال شرق نيجيريا إلى بؤرة لجماعات إجرامية تثير الرعب بين السكان وتشنّ هجمات على المدنيين، وأدّت أعمال العنف هذه إلى مقتل نحو أكثر من عشرة الآلاف شخص، ونزوح نحو أكثر من 200 ألف آخرين، بحسب تقديرات لمجموعة الأزمات الدولية.
فعندما قتل مواطن أمريكي من أصول إِفريقية علي يد شرطي أمريكي، قامت الدنيا ، وعندما يقتل الآلاف المسيحيين في نيجيريا علي يد جماعة بوكو حرام الإرهابية لم يهتز الضمير العالمي ولَم يحرك ساكناً.
وبناء عليه نحمل المجتمع الدولي مسؤولية إنفاذ مسيحيو نيجيريا من الإبادة الجماعية والقتل علي أساس الهوية الدينية الذين يتعرضوا له، وأن يقوم مجلس الأمن الدولي بأعمال الفصل السابع منه لاستخدام القوة ضد جماعة بوكو حرام الإرهابية.
كما يجب علي الحكومة النيجيرية حماية مواطنيها من المسيحيين، ويضعوا حداً لهذه الجماعة المتطرفة، وعلي منظمة الاتحاد الأفريقي مساعدة نيجيريا للتخلص من جماعة بوكو حرام الإرهابية.