إكرام متوفى كورونا
محمد توفيق جاد الله القباحى
بعدما أقيمت صلاة الجنازة بالمستشفى حيث تم وضع الكرب فى سيارة إسعاف وتوجهنا بها الى المقابر.
يسير معنا بعض الموتوسيكلات وطول الطريق لم تتركنا السيدة إلهام للإطمئنان على الحج على ودخلنا منطقة
بيت المتوفى الملىء بالكثير من الناس بجانب بكاء وعويل النساء أصر بعض أهل المتوفى على إقامة صلاة الجنازة
رغم إغلاق المسجد وتركنا مسافات بيننا وأقيمت صلاة الجنازة وتزاحم الناس على وداع الميت بشهامة أولاد البلد
وحملوا الكرب وكأنهم يقولون للكورونا نحن نتحداكى.
ولكن الكورونا تضرب حيث تشاء ومتى تشاء بدون مقدمات فلابد أن نأخذ الحرص منها ولا نعطيها الفرصة أن تتغلل بيننا كان البعض يلبس كمامات والبعض جوانتات ودخلنا الجبانة وتم وضع الكرب ( صندوق حمل الموتى )على الأرض وفجأة عم صمت رهيب وكأن القوم على رؤوسهم الطير
الملحد او التربى غير موجود أو تأخر أو لم يأتى وفتحت القرب مفتوحة “الفسقية”بعد كل هذا المشوار لا نجد ملحدا او تربى.
يالله تخيل ابوك او أخوك مغسل ومكفن ولا تجد من يدخله قبره وعم الصمت ولا احد يدرى كيف يتصرف اقتربت من الحج على وهمست له تأخر التربى أو الملحد ربما يكون خائف من الكورونا..استمر الصمت ربما ربع ساعة
فهمس لى الحج على قائلا قول لأبن المتوفى أننى أقدر انزله قبره وأقوم بتلحيده ، قول لى اتجاه القبلة أيه
فوضحت له اتجاه القبلة واقتربت من ابن المتوفى
وأخبرته أن الحج على مستعد أن ينزل بالجثة ويلحد والدك وهنا انتفض الابن بصوت عالى وكأنه ينقذ من هم عظيم..وصرخ…توكل على الله يا حج على..توكل على الله
ونزل الحج على ومعه شاب صغير السن فى العشرينات وتم وضعه وتلحيده
وهنا قام الحج بالتكفين والتلحيد كاملا لأول متوفى اشتباه كورونا يغسله اناس خارج العزل .
وانصرفنا ولكن
فى المرة القادمة نستكمل باقى الأحداث