بقلم / ماجدة سيدهم
* ورقم آخر يضاف إلي موسوعة الانحطاط الأخلاقي بقرية شبرا البهو و فضيحة آدمية جديدة بضواحي المحروسة ..حين تخرج الكتل البوهيمية المنتشرة حول بؤر غياب الوعي والقانون فهذا ليس إلا نتيجة وإفراز عفن لحالة العبث والفوضى اللاخلاقية والانغماس في وحل الفجر وطين السفالة و بلا أدنى قيم أو وازع أو ضمير ..
* كورونا دا فيرس وليس حالة تلبس بالدعارة لحتى يهتاج حولها الرعاع وينتفض كل فحول القرية تضامنا مع صراخ المصونات المغتسلات بالماء والصابون رغبة في رجمها ..وذلك برفض دفن جثمان طبيبة هي ضحية مهنتها بعد مخالطتها لمرضى كورونا ..
بل ومن قبل أصر سكان إحدى البنايات بكل العنف بطرد طبيبة التزمت سكنها حرصا منها ألا تخالط أحدا بعد علمهم بإصابتها بالفيرس بلا أية نخوة أو شرف وكأنها متهمة في كل قضايا الآداب مجتمعة ..
* في الوقت اللي بينقح العرق الديني على المجتمع المؤمن واللي غضب واستنكر بشدة حالة الكفر المتبع ببلاد الغرب بحرق الجثث المصابة لديهم هو نفسه المجتمع اللي اثناء ما بيناقش ضرورة التزام الصلاة ودفن الجثث المصابة بكورونا في المحروسة وفقا للشريعة ..هو نفسه اللي بيرفض بشدة استلام أي جثث لذويهم أو دفنهم بمقابرهم ..
بل والألعن هو نفسه المجتمع المختل عقليا واللي جمع مابين خوفه من العدوى فالتزم إلى حدا ما بالنظافة والمطهرات وماببن خوفه من الدراويش فاتخذ من الأدعية وسيلة للحماية وأيضا خوفه من موروثه الديني فيخرج في كل مرة ليتظاهر ضد الفيرس باعتباره عدوا لله وخطرا على سلامة معتقده ..
مخترقا بكل نطاعة هيبة الدولة وقوانين الحظر الملزمة ..
لكن ماذا لو كانت هذه الطبيبة رفضت التعامل مع أي من المرضى خشية العدوى مثلا ..لكان خرج نفس الحثالة يتهمون كل الأطباء بالتقصير والدولة بالتقاعس والحقنا ياسيسي وعاوزين حقنا.. ماهذا المجتمع المتفسخ والمشوه ومنتهي الصلاحية ..ماهذا التشتت في الالتزام بموروث ديني خالي تماما من الرحمة
الطبيبة النبيلة المتوفاة ليست ضحية إصابتها بفيرس كورونا لكنها ضحية مجتمع مريض بفيرس العدم ..
ياسيادة القانون ..هذا هو أغلب المجتمع بكل وضوح ..لا يعرف يمينه من شماله . وأنت تعلم ومتيقن من ذلك جيدا .. فلما كل هذا التهاون مع مجتمع يستهين بقوتك .. يستغل عدم الزامك ولايحترم مناشدتك ولايهاب عقوباتك ..
لذا اتهمك أنا المواطن الرافض لكل أشكال الفوضى بتساهلك وعدم حضورك الصارم بكل شبر في سلوك شوارعنا ..أرجوك الساحة لك ..فكل الشعوب المتحضرة التزمت القانون بلا تهاون أو تفاوت ..تذكر جيدا أننا في أمس الحاجة إليك ..كفانا مهازل ..