أحمد فؤاد جويلى
في عام 1982 كنا نشكل حركة أدبية في أسوان تدعي أنها تكتب الشعر جمال الطاهر وأنا وبعض الزملاء .. اقتربت وقتها من الصرح الثقافي الذي شيده معنيً ومضموناً الراحل حسن فخر الدين مدير ثقافة أسوان .. .. عرفني جمال الطاهر بعدها بأشهر قليلة بزملاء الحركة الأدبية في أرمنت .. وكانت حركة ثقافية حقيقية ، وكان أغلب شعراء أرمنت يتفننون في شعر العامية المصرية إلا هذا الشاعر الأسمر النحيل .. كان يكتب قصيدة النثر .. قصيدة الفصحي المتطورة والمغايرة لما نكتبه .. ويصر عليها
ظل صديقي محمد كامل مصراً علي نهجه الخاص في الكتابة ، وعلي نبله الخاص في التعامل مع كل من يعرفه أو يقترب منه .
باعدت بيننا الأيام بسفري .. ثم اقتربنا ثم باعدت بيننا الإيام إلا من تعليق علي بوست أو رسالة ..
منذ أيام قرأت علي صفحة الصديق الدكتور النوبي عبد الراصي أن محمد كامل في العناية المركزة بمستشفي أرمنت .. طلبت من النوبي أن يرسل لي رقم تليفون محمد كامل .. فأرسل لي رقم تليفون عبد الرحمن ابن شقيقته والذي كان معه في المستشفي .
لا أعرف لماذا كنت أخشي الاتصال ولا يرد محمد كامل بصوته الطيب الهادئ وخجله الذي أعرفه .. ثم قررت أول أمس الاتصال .. واتصلت .. قال لي عبد الرحمن أن خاله يتحسن .. قلت له إريد أن أكلمه . قال لي : لكنه لا يتكلم ………… قلت له : سلم لي علي محمد .. قول له : احمد بيسلم عليك .. بعد ساعتين قرأت علي صفحة صديقي جمال الطاهر خبر موت محمد كامل ..
هكذا يأتي هذا العام بكل ما توقعناه وما لم نتوقعه من فراق الأحبه .
حاولت أن أهرب من الكتابة عنك يا محمد كما أهرب من الكتابة عن كل الذين سبقونا إلي هناك .. حاولت ولم أستطع .. رحمة الله عليك أخي وصديقي وزميل القلم في رحلة انكسرت فيها أقلامنا كثيراً وانكسرت فيها أحلامنا كثيراً ، وانكسر فيها خاطرنا أكثر مما يجب .. جبر الله خاطرك في الآخرة يا صديقي ورحمك برحمته الواسعة .