الإثنين , ديسمبر 23 2024
عصام أبو شادى
عصام أبو شادى

معاهدة السلام بين الحقيقة والخيال

كتب عصام أبو شادى

عندما نشاهد الأفلام الوثائقية عن مراحل التجهيز لمعاهدة السلام بين مصر وإسرائيل، ونري منتجع كامب ديفيد وهو خليه نحل مابين كارتر والسادات وبيجن والوفود المصاحبة لكلا الأطراف والذي تمخض عن إتفاقيه كامب ديفيد في 78 فأعقبها في26 مارس 79 توقيع معاهده السلام بين مصر وإسرائيل وشهدت عليها أمريكا لأنها الراعيه لهذا الإتفاق ،بموجب تلك المعاهدة عادت سيناء عام 82كاملة لمصر، وتقاسم بسببها السادات وبيجن جائزة نوبل للسلام،

هنا لن أتحدث لماذا قاطعت الدول العربيه مصر وعزلها من الجامعة العربية كما لن أتحدث عن الرافضين لها من المصريين أنفسهم لكلا أسبابه،ولكن سأتحدث من واقع شاهدته وقد يكون وجهه نظر خاصه بي.

في 67 تركت مصر سيناء خاليه تماما بعد انسحاب الجيش المصري منها دون قتال لتستولي عليها إسرائيل،في ذلك الوقت لم نعرف سيناء ولم نراها ولم نعرف مساحتها، كانت كل معلوماتنا عن سيناء هي شمالها فقط القنطرة شرق، بير العبد،العريش،رفح،أما جنوبها فلم نعلم عنه شيء في ذلك الوقت.

ولكن مع مرور السنين والأيام تبينت لنا الحقائق، وعرفنا جميعا من هي سيناء عرفنا جنوبها وشمالها لنتفاجئ بالمساحة الشاسعه التي استولت عليها إسرائيل.

تلك الأرض المباركة التي شاهدتها بعيني من جنوبها لأوسطها لشمالها،وفي كل مرة أعبر فيها قناة السويس متجها إليها أتذكر شيئين هما عظمة الجندى المصري الذي قهر المستحيل ورفع عليها العلم المصري،والسادات الذي إستطاع أن يسترد تلك المساحات الشاسعه من فم الخنزير الصهيوني، فمهما كانت معاهدة السلام فيها من البنود المجحفه لمصر، فمازالت الجولان السورية المحتلة ماثلة أمامنا والمعترف بها حديثا الأن أنها أصبحت جزء من أراضي الكيان المحتل الصهيوني ، والتي ساعدت بنود تلك المعاهدة من وجود فراغ أمني في المناطق الحدوديه حتي العريش،والفراغ الأمني هنا هو عدم وجود قوات مسلحة حسب بنود الإتفاقيه،والتي مهدت لتلك المناطق أن تكون مرتعا للجماعات الإرهابيه الدوليه ومازالت عملية اقتحام جبل الحلال وما تم إكتشاف مابداخله المعلن فقط شاهدا عن هذا الفراغ الأمني ،وهذا مانعيشه اليوم في سيناء بعد أن أفشلت مصر المخطط الدولي لتقسيم الشعوب العربية مرة أخري.

ولكن من وجهه نظري أقول كما أقول دائما عن 25يناير رب ضارة نافعه،هكذا أقول أن وجود بعض الارهابيين في سيناء أنها الضارة النافعه التي ستعصف ببنود معاهدة السلام بين مصر وإسرائيل برغم كل التضحيات التي ندفعها من دماء أولادنا الجنود،فبعد خروج جزر تيران وصنافير من المعاهدة المطلة علي خليج العقبة والمتحكمه في ميناء إيلات بعد الإعتراف بأنها ملكا للسعودية برغم كل المعارضه التي مارسها البعض برفضه لهذا الإعتراف دون أن يكون لديه علم بإستراتيجيات الأمن القومي ،يتبقي من المعاهدة بعض البنود الخاصة بتواجد القوات المسلحة المصرية في سيناء وتسليحها، ولكن مع وجود إرهاب دولي في سيناء وبعد أن ظنوا أنهم كانوا قاب قوسين أو أدني أن تكون شمال سيناء جزءا من ولاية إسلاميه معترف بها أو جزء من غزة،كان للقياده السياسية الجديدة التي جاءت في أعقاب ثورة 30يونيو لتصحيح الأوضاع المصرية ككل فكان شعارها الأول حماية الأمن القومي المصري،اليوم تشاهدون مصر الجديده مصر الحديثة،اليوم تشاهدون جيوشنا وهي بكامل عتادها في سيناء لتطهيرها ولكل من سولت له نفسه المساس بحبة من حبات رمالها الطاهرة والتي رويت بدماء شهدائنا الأبرار علي مر العصور.

ولكن هل يحق لمصر أن تعلن أن سيناء خالية من الإرهاب،،؟

فمن وجهه نظري لن تعلن مصر هذا الأن ،وإلا ستقف أمامها إسرائيل والمجتمع الدولي بإخلاء سيناء من القوات المسلحة حسب بنود معاهدة السلام ،وترجع ريما لعادتها القديمه وسيكون فيها الارهاب أشرس مماكان،ومصر بقواتها المسلحة بمقدورها أن تقضي علي هذا الإرهاب في التو واللحظه، ولكن لن تعلن مصر عن تطهيرها برغم كل تلك التضحيات التي قد تكون شبه يوميه علي رمالها إلا بعد أن تكتمل بناء البنية الأساسية لسيناء مع البنية العسكرية والتي لن تتراجع فيه مهما كانت الضغوط ،وقتها لن يكون لقوات حفظ السلام المتواطئة مع التنظيمات الإرهابية مكاننا في سيناء بعد أن تكون البنية العسكرية قد أتمت تمركزها بعتادها في سيناء هذا من جهه،ومن جهه أخري تنميتها وهذا ما تأخذه القيادة السياسية علي عاتقها بعد أن تم رصد المليارات لأول مرة لإعمار سيناء بعد تجاهلها طيلة سنوات طويلة. فماهي الا خطوات قريبه جدا لنعلن أن سيناء خالية من الإرهاب مع احتفاظ مصر بكل قواتها وعتادها في كل شبر في سيناء وهذا ما يقلق إسرائيل ويجعلها تتحدث عن أنتهاك مصر لبنود معاهدة السلام،هنا أتكلم عن البنود التي تكبل مصر في حقها،في الحفاظ والدفاع عن أرضها ووضع قواتها كما يحلوا لها دون أن يكون عليها رقيب.

أما عن السلام بيننا وبين اسرائيل هي معاهدة، ولكن قريبا جدا ودون أن تشعروا ستكون بنود معاهدة السلام في خبر كان.

شاهد أيضاً

“غواني ما قبل الحروب وسبايا ما بعد الخراب ..!! “

بقلم الكاتب الليبي .. محمد علي أبورزيزة رغم اندلاع الثورة الفكرية مُبكِرًا في الوطن العربي …

تعليق واحد

  1. زعفران ابن زعبوط

    أغلب المقال عبارة عن كلام عروبى حنجورى وعنتريات ما قتلت ذبابة ..الكاتب يردد وبكل وقاحة : فم الخنزير الصهيونى ..الكيان الصهيونى ..المعاهدة سوف تصبح فى خبر كان …الخ الخ . يا سيد هناك القدر الأدنى من لغة الخطابة ولغة الكتابة ولا يليق بمن يكتب أن يتدنى عن هذا اقدر الأدنى . اسرائيل دولة ومعترف بها من العالم كلة واذا كان لديك كراهية دينية تجاة اليهود فهذة قباحة ولكن لا تسمح لك بأن تكتب هكذا فى مقال للقراء وأنت المسئول عن التثقيف . ثم أن هذا الكيان الخنزيرى بينك وبينهم معاهدة دولية ويجب احترامها ..وفى حالة عدم احترامها فأنتم الخاسرون ..هذا الكيان الخنزيرى هزم أربع جيوش عربية عدة مرات ولو دخلنا معهم فى حرب سوف ننهزم عدة مرات …وما هو عيب معاهدة السلام ؟ صدعتونا بأن الرسول محمد عمل معاهدة صلح مع اليهود …انت تعتقد أن الناس لها ذاكرة السمك ؟ على فكرة أنا لا أدافع عن اسرائيل فهم لا يحتاجون للدفاع عنهم ولكن فقط لا أحب الشعوذات والمهاترات والعنتريات التى ما قتلت ذبابة .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.