الأحد , ديسمبر 22 2024

كاتشب فن (5) مهرجان القاهرة السينمائي هدفه تسويق للدولة وليس نجومها !

الناقد الفني :محمود حجاج 

فكر قليلا  فى الغوص داخل نفسك وتوقف لحظة

عند القلب الألة العجيبة ،ولحظة اخرى

عند العقل الصندوق المغلق ستجد بينهما تصادم

واحيانا توافق، فإذا افترضنا ان القلب هو

وجبة سريعة جميلة وان العقل هو

الكاتشب لهذه الوجبة او العكس

وأمامك اختيار بين الاثنين فماذا ستختار؟!

بالطبع إذا كنت طفل ستختار الكاتشب

سيأخذك لونه الجميل وانسيابه الأجمل، وإذا كنت والد هذا الطفل

بالطبع ستختار الوجبة حتى تستكمل رحلتك،

هكذا  تكون الحياه   والسياسة

والفن هناك من يكون دوره  هو صنع الكاتشب

بشكله الجميل الأنسيابي  وهناك من يكون دوره هو صناعة الوجبة نفسها.

دعوني اتحدث معكم عن السينما والدراما والمسرح

وجبة فنية  فى ثاني مقالات”كاتشب فن” 

هناك من يقول الفن رسالة وهنك من يقول الفن

 وسيلة ترفيهية ليس اكثر من ذلك ،

ولكن فى اعتقادي ان الفن رسالة وترفيه وكثير من الاشياء الاخري ،

اذا الفن حياة  انسانية كاملة والانسان بطبيعته حياتة

ممكن ان تكون حياة جميلة  او ان تكون حياة بائسة .

دعونا نتذكر معاً بدايات السينما المصرية،

سنلاحظ الفرق الكبير بين الماضي و الحاضر ،

رغم أن بدايات السينما كانت مولود لحقبة زمنية صعبة جدا

سواء على المستوى المادى أو الأجتماعي أو حتى السياسي

وذلك يصحح لنا كثير من المفاهيم  أن  الفن ليس من الضرورى

أن يولد فى الرخاء، أو أن نجاحه يتوقف على تدفق الأمكنيات الباهظة،وذلك  يعكس ما نحن فيه رغم توافر كل الوسائل والظروف المتاحة  لصناعة سينما حقيقة وفن مؤثر  ينافس فى محيط السينما العالمية، ولكن ذلك يحتاج إلى عوامل كثيرة اولاً تغيير المنظومة الأنتاجية، فمثلا نجد الأن كثير من المنتجين وشركات الأنتاج هنا وهناك  ونجد ان محصلة الأنتاج  صفر، رغم انتاج أعمال كثيرة سواء سينمائية أو درامية، وذلك لأن كل شركة يهمها فى النهاية الربح السريع  والتواجد المستمر، فتكون النتيجة أن كل شركة تنتج عمل أو أكثر وذلك على حساب جوده العمل ،ونجد التنافس بين الشركات ليس على جودة المحتوى الفني ،ولكن يكون التنافس على  التواجد المستمر فى المواسم السينمائية أو الدرامية  بعمل او أكثر من ذلك ، فمن الممكن أن كل شركة  تنتج عمل واحد سنويا بتكلفة  ثلاثة أعمال مثلاً، عمل واحد يكون قادر أن  ينافس  على المستوى المحلى والدولي، أو يكون هناك دمج لمنظومة الأنتاج  تتحالف أكثر من شركة  لأنتاج  أعمال قادرة على المنافسة،أو يكون هناك ضوابط وقوانين تنظم العملية الأنتاجية، أن يكون لكل شركة عدد محدد من الأنتاج سنويا ، وأن تكون التكلفة لها ضوابط وفقأ للظروف الأنتاجية  والجوده، فهناك طرق كثيرة للخروج  للسينما العالمية ولكن الموضوع يحتاج فقط للتخطيط الجيد والرقابة المستمرة، ذلك جانب وهناك جوانب أخرى كثيرة، فمثلا ًعندما نتحدث عن الخسارة والمكسب للأعمال الجيدة، فنجد ايضاً أن هناك فرق بين الماضى والحاضر، اولأ أين  دور العرض السينمائية فى المحافظات والأقاليم ،نجد فقط التركيز على المدن الهامة  وذلك ينعكس بالطبع على  عامل المكسب والخسارة ، فعندما نشاهد  الدول الأخرى  نجد  ان الفن أستثمار جيد لبعض الدول ليس لأنهم أفضل منا فى الصناعة ولكن لأنهم  لديهم قدرة التخطيط والأدارة .

ننتقل إلى مهرجان القاهرة السينمائي ،نحن نعلم جيداً أن المهرجانات الدولية هي تسويق قبل أن يكون للفن هى تسويق للدولة القائمة عليه،  فالهدف من المهرجانات ليس فقط تسويق النجوم والأزياء، لذلك  تكون عملية التنظيم والأفلام المعروضة والخدمات المتوفرة للمشاركين من الدول الأخرى لها الأولوية والأهتمام، وأن تكون هناك تغطيات  بشكل مكثف بأكثر من لغه وتسويق جيد، بحيث يحقق المهرجان الهدف  الحقيقى له، تسويق الدولة وثقافتها وقوتها الناعمة وذلك هدف وطني  وليس تسويق لنجومها ، فعندما نتذكر فى الماضي مهرجان القاهرة السينمائي الأول، وذلك بعد حرب  أكتوبر بثلاث سنوات (16) اغسطس (1976) على أيدى الجمعية المصرية للكتاب  والنقاد السينمائيين برئاسة كمال الملاخ، الذى نجح فى إدارة هذا المهرجان لمدة سبع سنوات، وبعد ذلك تولى مسؤلية الأشراف عليه العبقري سعد الدين وهبة حيث أحتل  مهرجان القاهرة خلال هذه الفترة مكانة عالمية.

#كاتشب_فن #محمود_حجاج

شاهد أيضاً

“غواني ما قبل الحروب وسبايا ما بعد الخراب ..!! “

بقلم الكاتب الليبي .. محمد علي أبورزيزة رغم اندلاع الثورة الفكرية مُبكِرًا في الوطن العربي …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.