الناقد الفني :محمود حجاج
فكر قليلا فى الغوص داخل نفسك وتوقف لحظة عند القلب الآلة العجيبة ،
ولحظة أخرى عند العقل الصندوق المغلق ستجد بينهما تصادم
واحيانا توافق، فإذا افترضنا ان القلب هو وجبة سريعة جميلة
وان العقل هو الكاتشب لهذه الوجبة او العكس وأمامك اختيار بين الاثنين فماذا ستختار؟!
بالطبع إذا كنت طفل ستختار الكاتشب سيأخذك لونه الجميل وانسيابه الأجمل،
وإذا كنت والد هذا الطفل بالطبع ستختار الوجبة حتى تستكمل رحلتك،
هكذا تكون الحياة والسياسة والفن هناك من يكون دوره
هو صنع الكاتشب بشكله الجميل الأنسيابي وهناك من يكون دوره هو صناعة الوجبة نفسها.
دعوني أتحدث معكم عن السينما والدراما والمسرح وجبة فنية فى ثاني مقالات”كاتشب فن” هناك من يقول الفن رسالة وهنك من يقول الفن وسيلة ترفيهية ليس أكثر من ذلك ،ولكن فى اعتقادي ان الفن رسالة وترفيه وكثير من الأشياء الأخري ،إذا الفن حياة انسانية كاملة والإنسان بطبيعته حياته ممكن أن تكون حياة جميلة او ان تكون حياة بائسة .
لم ينسى احد منا رائعة السينما المصرية وفيلم القاهرة 30 والمناضل الوطني “على طه” الذي جسد دوره الفنان الراحل الموهوب “عبد العزيز مكيوي” ،ربما لم يعرف اسمه الكثير ولكن عندنا نرى ملامحه فى اي مشهد نجد انفسنا نعرفه جيدا ، ونشعر من ملامحه المصرية بأنها ملاح مناضل وطني وذلك ما عكسته أدواره فى السينما ،هذا الشاب الذي لمع بريقه فى الستينات فى أدواره مثلا فيلم القاهرة 30 ولا وقت للحب ولا تطفئ الشمس وغيرها من الأعمال الأخرى المتميزة،ولد الفنان المثقف عبد العزيز مكيوى عام 1934 وحصل على بكالوريوس الفنون المسرحية عام 1954
واستكمل بعد ذلك مسيرته وزرع مكانته بين الكبار، ولكن كلنا نعلم قواعد الوسط الفني وسرعة التغيرات فيه ما بين حين والأخر ، لا احد يظل على حاله احيانا يكون الجميع حولك وفجأة تجد نفسك وحيدا لا احد ينتظرك ، هكذا ما حدث مع الفنان المثقف فى ايامه الأخيرة البائسة ، حيث كان الشارع ارحم له من الأشخاص والتسول كان ارحم له من الاتصال بصديق
ظل ما بين رصيف والاخر بشوارع الإسكندرية حتى تعرف عليه احد الأشخاص صدفة ونشر صورته وتعاطف معه الجميع واصبح حديث وسائل التواصل الاجتماعي والصحف، فتحركت بعد ذلك نقابة المهن التمثيلية برعايته فى الأيام الأخيرة ونقل الى أحدى دور المسنين حتى توفي يوم الأثنين18 يناير ورحل عن عالمنا على طه.
#كاتشب_فن #محمود_حجاج