جمال رشدي
كلاكيت كل مرة ، مجدي ملك مظلوم مع قلمي، فكثير ابتعد أن اكتب عنه، والسبب هو علاقتي الأخوية به ، فحروف كلماتي ربما تكون مجروحة عند الكثيرين عندما اكتب عنه، وفي نفس الوقت ما يفعله من انجازات غير طبيعية تجعل قلمي مجبر علي تسطير حروف الإشادة والتقدير لما يفعله.
قبل الانتخابات البرلمانية للبرلمان الحالي همست في أذنه، وقلت له يا صديقي ستكون في البرلمان وستصبح ظاهرة برلمانية تاريخية، وكلماتي هذه نابعة من تقدير لكل ما يملكه من قدرات خارج إطار التكوين الطبيعي للانسان، بجانب أن تلك القدرات هي موروث لمكتسبات شخصية عمرها عقود من الزمان عاش فيها مجدي ملك كل ثقافات المجتمع المصري السلبية والايجابية، مما جعلته يمتلك لسان الفلاح الفصيح وعلم العالم والمسئول الكبير، فهو الفلاح الذي زرع وحصد وشون الغلال، وعلي بعد خطوات تجده شيخ العرب الذي يجتمع حوله الجميع لكي ينصف المظلوم ويردع الظالم وينشر السلام والمحبة بين الجميع، وعلي الجانب الأخر هو الذي يعتلي منبر الندوات والمؤتمرات لينشر الوعي والتثقيف داخل رسالة وطنية لكل المواطنين.
وفي البرلمان كان مجدي ملك الفلاح الصادق، الذي صرخت صوامع الغلال المغشوش وطلبت منه النجدة، وكان علي الموعد بمنجل القوة والشجاعة ليحطم هذا الغش الفاسد ويكشف عورته للجميع، ويشهد البرلمان مولد ظاهرة برلمانية جديدة ومختلفة ومتفردة، وكم من الاستجوابات والمقترحات التي قام بها وكم من المشروعات والإعمال الذي أتي بها إلى ابناء دائرته .
ولكن ليس كل ذلك مهم، ولكن الأهم والغير طبيعي أن يكون مجدي ملك مؤسسة خدمية كبيرة من المفترض أن يتوافر بها عشرات الموظفين لأداء الأدوار والمهام علي كل الجبهات وفي كل الجوانب ، ولكن المفاجأة التي اطرحها عليكم أصدقائي القراء، أن مجدي ملك فقط هو الذي يقوم بتلك المهام فعلي مدار الساعة خطوط تلفوناته لا تنقطع، ربما مئات الاتصالات تأتيه من كل حدب وصوب، واجده في كل ذلك علي علم بشخصية من يتصل وعلي معرفة ومتابعة كاملة بطلبه ومشكلته ، كل ذلك وهناك مئات وآلاف الطلبات التي تأتيه من كل مكان أيضاً، والذي طلبت منه مراراً وتكراراً أن يأتي بمساعدين له لكي يتولوا تخليص طلبات المواطنين من الجهات المختصة، ولكن رده كان انه يريد أن يتابع مشكلة المواطن بنفسه ووجهاً لوجه حتى لا يضيع حقه.
كنت إجازة في مصر وتقابلت معه للسلام عليه لم نستطيع استكمال الحديث في موضوع ما، فما بين زوار مكتبه من المواطنين وما بين الاتصالات التي لا تنقطع علي مدار الساعة وما بين مهامه في الوجبات الاجتماعية والزيارات لأبناء دائرته كل ذلك وأنا أتابع بكل اندهاش كيف يكون هذا الرجل بتلك القوة والفاعلية والتركيز والنشاط علي مدار ساعات اليوم.
ما ذكرته شئ غير طبيعي جعلني أشفق عليه كثير، وأخيراً تم انتخابه وكيلا لمجلس الشعب عن لجنة الزراعة ، وبما أن مجدي ملك هو الفلاح الذي حرس الأرض وزرعها وحصد القمح وشونه، وهو أيضا المفكر والباحث الذي يمتلك رؤية علمية لكيفية النهوض والتطوير وإحداث تنمية زراعية مستدامة وشاملة فكل هذا سيكون إضافة للمكان وتشريف للكرسي.
وفي هذا المقال أقول للسادة المسئولين في النظام المصري، أن مجدي ملك هو ابن الثقافة العملية المصرية، وليس ابن النظرية العلمية، لان هناك فرق كبير جداً ما بين هذا وذاك فجميع مؤسسات مصر المختلفة والمتنوعة تحتاج إلي مجدي ملك ابن الحالة المصرية، الذي عاش بداخلها وتلامس معها ويعلم عنها كل شئ.
وهناك مئات الآلاف مجدي ملك لو أتيحت لهم الفرصة أن يكونوا في مواقع المسئولية، لاختلف الوضع تماماً ولذهبنا إلي التشخيص السليم للمشكلة، والدراسة والتقييم الصحيح للعلاج، ومن ثم نضع أرجلنا علي طريق البناء والتطوير.
لا أطالب أن يصبح مجدي ملك وزيراً للزراعة لأني أخاف عليه من بيروقراطية مؤسسات الدولة، بل أطالب أن يكون مجدي ملك مطلب ورؤية نظام لكيفية النهوض بكل مؤسسات مصر.