البعض يظن ان البشر يتفوقون علي الله!
دار نقاش بيني وبين صديقة مسلمة على درجة كبيرة من العلم والثقافة فسألتها:
هل يمكن ان يكون لديك فضيلة تتفوقين فيها على الله؟
قالت: مستحيــــــــــــل، وبالتأكيد لا…. وألف لا.
سألتها: هل ممكن ان تكتبي هذا وتوقعين عليه؟
قالت: نعم.
واعطيتها ورقة فكتبت عليها بلا تردد:
انا فلانة الفلانية اشهد واعترف واقر انه لا توجد فضيلة لدى او لدى أحد من البشر ممكن ان نتفوق بها على الله، ثم وقعت باسمها
اخذت الورقة منها وسألتها:
هل تفضيل الآخرين عن النفس فضيلة ام رزيلة؟
قالت: بالتأكيد فضيلة.
سألتها: هل التضحية بالنفس على أي درجة من الدرجات هي فضيلة ام رزيلة؟
قالت: بالتأكيد فضيلة.
سألت هل تفضلين ابنك على نفسك في الكثير من المواقف.
قالت دائما افضله عن نفسي.
سألت: متى فضل الله الآخرين عن نفسه؟
وهل ضحى الله بنفسه بينما الكثير من البشر يضحون بأنفسهم من اجل اخوتهم او مبادئهم؟
صمتت، واخذت تفكر ولكن لم تجب.
ولأنها تحترم ما تقوله فلم تقل أي كلام او أي إجابة.
وعندما طال صمتها قلت لها:
اذكر أننى في محاضرة القيتها في 3 أماكن مختلفة قرات لهم ما قاله السيد المسيح عن عطاء الارملة الفقيرة للفلسين وأنها أعطت أكثر من الأغنياء الذين أعطوا آلاف الدنانير ولكن ليس من إعوازهم.
سألت الحاضرين بعدها ان كان أحد يعترض على منطق السيد المسيح، فلم يعترض أحدا ووافقوا عليه.
ثم فأجت الحاضرين بعدها وقلت لهم وبهذا نكون اننا نعطى أكثر من الله لأننا نعطى من اعوازنا وهو يعطى بسخاء ولكن ليس من اعوازه… وطلبت منهم أن يجدوا حلا لهذا.
وعندما لم يجدوا الحل قلت لهم ان الحل بسيط:
انه ان لم يتجسد الرب الإله في شخص يسوع المسيح لكان من الممكن ان أقول له أننى لدي فضيلة ليست لديك.
الرب المتجسد في شخص يسوع المسيح لم يعطى نفسه بيتا (لم يكن له ان يسند رأسه) بينما يعطينا نحن منازل وبيوت، ولم يملك حمارا بل استلف جحشا في دخوله لأورشليم، بينما يعطينا عربات وللبعض خيولا وجمالا وحتى طائرات، ثم ضحى بنفسه على الصليب من اجلنا لكيلا نهلك.
عند هذه النقطة طلبت صديقتي المسلمة أن اعطيها الورقة التي وقعتها وقالت لي انها لم تفكر في هذا الامر من قبل، وأنها ستفكر فيه أكثر.
عزيزي القارئ، ألذى يظن أن الرب من المستحيل أن يتجسد ومستحيل ان يموت عنا كأنه يقول إننا نحن البشر نتفوق على الله في العطاء وفى تفضيل الآخرين وفى التضحية بالنفس، وفى أكثر من هذا…
د. رأفت جندي