ومابين وقت وآخر يصلنا أخبار عن انتحار شاب هنا أو هناك بسبب الاكتئاب وتراكم الاحباطات .لكن تحت أي مبرر أو سبب ما. فالاكتئاب هو الاكتئاب
فلا تتعجبوا ولا تتجاهلوا كل الاسباب المحبطة والتي تؤدي لقرار الانتحار بسهولة .
وليس خفي على أحد أننا بلا استثناء مصابون بالاكتئاب بنسب متفاوتة ..وقد استطيع بجهد بسيط تصنيفنا إلى ..
الأول ..هو المكتئب النبيل ..الذي اتخذ قرار الانتحار بالفعل بعد احباطات متراكمة .. وهو أصدق الجميع ..بلا زيف أو ادعاء ..ففي لحظة صدق مع النفس يتخذ طواعية قرار النهاية إذ وصل لقناعة أن أي لحظة أخرى له في هذا المتسع المحبط والسيء جدا هي مزيد من الشقاء والعبث .. ..
٢- المكتئب الكذاب ..وهو يمثل جماعة المؤمنين .. فهو المصاب بذروة الكذب والخواء و الاحباط نظرا لفشله المريع ..
فهو على يقين أنه الأحط والأحقر فلم يقدم شيئا صالحا يستحق عليه الحياة أو الاحترام .مكتفيا بالولاء الديني .. فيلجأ إلى الاحتماء بالممارسات الدينية كوسيلة تافهة لاثبات وجوده علانية .. فتجده يمارس شعائرة المعطلة في الساحات وصالات المطارات والطرقات مقتحما كل شوارع العالم ..ليس أكثر من لفت النظر كإعلان ضمني أنه موجود ..وعلى الاخرين أن يشعروا بوجوده حتى لو كلفه الأمر تعطيل المسارات ومخالفة القوانين واللياقة والتأدب أو اللجوء للعنف والتخريب ..
٣- المكتئب التائه ..وهم شقان
١- إما تجده في مجموع الشباب الصغير متواضع التعليم والثقافة والبيئة المجتمعية ..وهي المعروفة بجمهور التوكتوك ….له أفكاره الفوضوية وموضاته وأغانيه وأفلامه وقانونه المتعدي لحماية نفسه ..
٢- وإما في جموع الشباب اللي اتخذ من التحرر والالحاد وسيلة للتمرد على القمع الديني والمجتمعي وأيضا لهم افكارهم الفلسفية المقتبسة من بضعة قراءات متناثرة ولهم مظهرا متحديا في اللبس واسلوب الحياة ..
لغتهم ممتزجة ببعض المصطلحات والكلمات الأجنبية فضلا عن ادعاء الحرية وقبول الآخر فتجده مدافعا مثلا عن الحقوق المثلية والعلاقات الجنسية ومع أول نقاش تخرج لغة التهكم والصياح والسلفية التى بداخله .. ياله من اكتئاب واحباط ممتاز
هذا المكتئب التائه متى اذداد إحباطه وفشل في تحقيق ذاته كإنسان متزن ومتسق مع نفسه والمجتمع ..فلا مفر من أن يدخل في دائرة المواجهة مع النفس فإما يقدم على الانتحار كشان المنتحر الصادق أو النبيل(الحالة الأولى ) .. أو أنه يهرب إلى التدين شأن المكتئب الكذاب(الحالة الثانية ) ..
٤- المكتئب المسالم أو بالأصح الأبله وهو يمثل أغلب جموع الشارع اللي حسم الأمر بالاستسلام ..وعلى أن يبقى الوضع على ماهو عليه طالما لقمة العيش والتزامات الحياة سيف على الرقاب ..هؤلاء نسخ كربونية من بعضهم. … قدريون إلي أبعد الحدود . ..منقادون في السياق بلا تفكير ..بلاطموح أو انفعال ولا علاقة لهم بأية احداث الا ببعض الثرثرات على سبيل قتل الملل ..ولاينتظرون أية تغيير غير الموت ولايشكون لحظة أنهم أخطر المصابين بالاكتئاب والانتحار اليومي البطيء ..
بكل الأسف يحدث هذا في بلاد يديرها عطن الذهن. وعفن الثقافة وخرافة الايمان وسطوة الجهلاء …حين يصبح الاكتئاب نمطا معتادا ونصبح تباعا حالة انتحار مؤجلة
ضف ماشئت من رؤية.. فكلنا ياعزيزي منتحرون ..