الأربعاء , أغسطس 14 2024
د.إيهـــاب أبـــورحمه

د.إيهــاب أبورحمـــه يكتب: تــابلـتت التعـليم المصـري!!.

بلا شك فإن التعليم هو أولي خطوات النجاح و أهمها علي الإطلاق فلا تقدم بلا تعليم و علم كما هو حال الصحه لا إنتاج بلا صحه سليمه ، فالصحه والتعليم مرتبطان ببعضهما ارتباطاً حاداً فقديماً قالوا العقل السليم في الجسم السليم.

ولابد أن يعرف أي مسئول أن التعليم و الصحه هم أهم عناصر الأمن القومي لأي دوله فبالتعليم ترتقي الأخلاق فيقل معدل الجريمه و يقل الإحتياج للإنفاق علي الأمن كما أن الصحه مرتبطه تماماً بالتعليم فكيف ننتظر تعليماً صحيحاً و طالباً متفوقاً إن كان عليلاً و كيف أيضاً ننتظر إنتاجاً و تقدماً صناعياً دون صحه سليمه ؟!.

و متي أدركنا قيمة العلم “العِلمُ يَبني بُيوتاً لا عِمادَ لَها — والجَهلُ يَهدِمُ بَيتَ العِزِّ والكَرمِ” أدركنا أنه لا مفر من بذل الغالي و النفيس من أجل إصلاح منظومه مهترأه منهاره أعياها الضعف و تهاونت مع الزمن و لابد من التخطيط لها لتعود إلي مكانتها إن أردنــا إصـلاحاً .

ولابد للتخطيط لإصلاح المنظومه و هذا الإصلاح لايبدأ إلا بإصلاح حال المعلم و إعادة هيبته و قيمته و إصلاح أحواله الماديه قبل النفسيه ، و لهذا لابد من عمل خطه مكتملة الأركان دون إهمال أي الجوانب المتعلقه بإصلاح العمليه التعليميه و بالطبع لابد من الوضع في الحسبان الميزانيه الموضوعه للإصلاح كجانب أساسي من خطة الإصلاح حتي تكتمل عملية الإصلاح ولا نصطدم بواقع مرير و تتوقف عملية

الإصلاح في منتصف طريقها.

وبما أننا في القرن الواحد و العشرين فلابد من وضع التكنولوجيا الحديثه في نصب أعيننا فالعالم كله يعتمد علي التكنولوجيا في شتي مجالاته ولا سيما التعليم ، فجاء وزير تعليم بفكر جديد متعلق بتكنولوجيا حديثه و أراد وضع خطه لتحديث التعليم و تطويره و لكن مع الأسف لم تكن البدايه من المعلم حيث أعتقد أن تهيئة ظروف المعلم و فقط تبدأ بعمل زي موحد ناسياً تحسين رواتبهم و حياتهم الماديه فهم في اعتقادي الأولي في الدوله المصريه بجعل رواتبهم الأعلي فهم صانعوا الأجيال و هم أصحاب الفضل المستقبلي علي الأجيال القادمه إن أردنـــا إصـــلاحاً.

 أعتقد أن استخدام التاب كانت خطوه جيده و لكن ما حدث بعدها يدل أننا كنا نسير خطوه خطوه(علي الله) دون تخطيط فها هي تصريحات وزير التعليم عن ضعف الميزانيه المتاحه له طالباً زيادة المخصصات الماليه لوزارته و بعدها حدثت الفاجعه تلو الأخري و محاولات تنفيذ الإمتحانات واقعياً بإستخدام التاب و كانت المفاجآت المتتاليه المتمثله في سقوط الشبكه العنقوديه(النت) و فشل النظام و عليه تأجيل الإمتحانات أكثر من مره !.

فشل تطبيق التطوير حتي الأن له دلالات و منذ البدايه و كان أولها إهمال المعلم فمازال المعلم يعاني مادياً أشد المعاناة و مازالت أعداد الطلاب في تزايد عن المعدلات العالميه كثيراً و مازلنا في احتياج لزياده أعداد المدارس لتتناسب مع أعداد الطلاب ناهيك عن ميزانيه التعليم الهزيله و التي تقترب من صديقتها الصحيه و من المصادفات العجيبه أننا شاهدنا تصريحات لوزيرة الصحه و هي تتحدث عن إحتماليه فشل خطتها في التأمين الصحي الجديد و الشامل لنفس سبب وزير التعليم ألا و هو ضعف الميزانيه !.

 بالطبع لا تستقيم الأمور بالنوايا وحدها و قبل النوايا لابد من خطط إصلاحيه مدروسه فلا يصح أبداً السير في طريق المستقبل بلاهدف و دون معرفه مسبقه لمحصلة الطريق أو نهايته ولنا في الحادثه الأخيره بين التنين و العملاق الصيني هواوي و العقوبات التي فرضت عليه من قبل أمريكا بعد أن توقفت جوجل عن مدّه ببرامجها و إمكاناتها فأعلنت الشركه الصينيه العملاقه عن خطه (ب) ألا وهي برامج تشغيل أخري خاصه بها و لعلنا نستفيد أيما استفاده من هذا الصراع أنه من امتلك علمه امتلك تكنولوجيته الخاصه و بالتالي لن يواجه مشاكل احتكاريه قد تودي بكل ماسبق من مجهودات و إنجازات.

تخيلوا معي ، في الصباح التالي توقفت التكنولوجيا التي نعيش فيها و انهارت الشبكه العنقوديه في بلداننا بفعل فاعل و تم قطع خدماتها عن بلداننا ماذا نحن فاعلون؟؟ لذا لابد لنا من إمتلاك مصائرنا المستقبليه و هذا يبدأ و فقط بتطوير التعليم لو كُنا جادين في الإصلاح..

بالطبع مع إدخال التكنولوجيا الحديثه في كل مجالات حياتنا في مصر بل و أعتقد أننا تأخرنا كثيراً فهي تؤدي حتماً إلي إنقاص بل و تجنب أخطاء العامل البشري و تقلل من فرص الرشوي و الفساد و تقلل من إجهاد و ضغوط الحياه علي المواطنين و تسهل عليهم أمور معيشتهم.

🔴نعم أدعم تماماً جهود وزير التعليم في التطوير ولكن أرفض البدايه بأي عنصر من المنظومه طالما أنه لم يكن العنصر البشري و من ثم نكن علي الطريق الصحيح و كذلك أدعم جهود وزيرة الصحه في منظومة تأمين صحي شامل لجميع المصريين ولكن بشرط البدايه بالطبيب ففاقد الشئ لا يعطيه .

يا أيها الوزير و يا أيتها الوزير خططوا مسبقاً و قبل البدايه من الناحيه الماديه فتعليم الأجيال و علاج المرضي ليس بالأمر الهين الذي يتحمل التجارب و الأخطاء فمستقبل الطلاب و نفسيتهم لا تتحمل تجارب الإمتحانات علي التابلت الفاشله و قد أصبحت الثانويه العامه و المحدده لمصيرهم المستقبلي تعتمد علي الثلاث سنوات كاملةً .

كما لا يصح أبداً التعامل مع شباب في عمر الزهور و قد غلبت عليهم الغضبة نتيجه ضغوط نفسيه من فشل تجارب الإمتحانات أن يعاملوا كمجرمين بدلاً من أن نحتويهم و نخفف من وطأة ضغوطهم و غضبتهم وهم لا يجوز أبداً تحميلهم وحدهم فشل التجربه حتي الأن و إن كنت ألمح نيه صادقه لوزير التعليم للتطوير .

و في الأخير حفظ الله شباب مستقبل مصر و يسْر لهم الخير و شفي مرضي مصر جميعاً.

شاهد أيضاً

الدكتور عماد فيكتور سوريال يتحدث من خلال الجزء الثالث للأحوال الشخصية عن المرأة

23 رِيحُ الشِّمَالِ تَطْرُدُ الْمَطَرَ، وَالْوَجْهُ الْمُعْبِسُ يَطْرُدُ لِسَانًا ثَالِبًا. 24 اَلسُّكْنَى فِي زَاوِيَةِ السَّطْحِ، …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.