وليد وصفي
رُبما لا نستطيع أن نختار أين نولد؟ ولمن نولد؟ فجميعنا يتمنى أن يكون في أفضل الأماكن والُبلدان، مولوداً لعائلة من الطبقات الأرستقراطية، ولكن جميع تلك الأشياء ليست بإراداتنا أو اختيارنا ولكننا نستطيع أن ننجح في حياتنا ونُصبح عُظماء عن طريق الإرادة والعزيمة والإيمان بذاتنا وإمكانياتنا التي أعطاها لنا الله، وهُناك الكثير من الأشخاص الذين حاربوا الظروف القهرية والأوضاع المُجتمعية ليصبحوا عُظماء محفورة اسمائهم في صفحات التاريخ، ومن بين تلك النماذج:
الأديب طه حسين الذي تحدّى الفقر والإعاقة البصرية ليكون عميداً للأدب العربي ووزيراً للمعارف ومُرشح من الحكومة المصرية لنيل جائزة نوبل.
المُستشارة الألمانية أنجيلا ميركل والتي كانت تعمل نادلة في حانة ليلية لتصبح بعد ذلك من أهم السياسين في دولة من أهم دول العالم.
أيضاً الرجل الذي كان يجمع الزجاجات من القمامة ليبيعها والذي أصبح دونالد ترامب رئيساً لأعظم دولة في العالم.
وهناك الكثير من النماذج اللذين كانت حياتهم مليئة بالفشل والفقر والبؤس ليبدلوا فشلهم بالنجاح تتحاكى بهم كل الأجيال مثل: ألبرت أينشتاين أعظم عُلماء القرن العشرين، الكاتب ستيفن كينغ، المُذيعة أوبرا وينفري، الرئيس الأمريكي إبراهام لينكولن واللاعب المصري محمد صلاح وغيرهم من الأسماء التي برزت في سطور التاريخ بحروف من نور.
“محمد جمال الشهاوي” طالب بدرجة دكتور جامعي
وُلد الشهاوي لأسرة متوسطة الحال بمحافظة الغربية وله 3 أشقاء ذكور هو أكبرهم، كان يُحب الشعر منذ طفولته ويُشارك في المُسابقات الأدبية، درس التجارة ولكنه لم يكن يُحب المجال فعمل كفرد أمن بإحدى شركات الصناعات الغذائية.
من جانبه يقول “محمد جمال الشهاوي” الطالب بُكلية الآداب قسم الدراسات التاريخية جامعة القاهرة كان لديّ طموح أن أكون مُختلفاً وأن أُصبح من العُظماء ومن الشخصيات العالمية، ولماذا لا أكون مثل العالم أحمد زويل والطبيب مجدي يعقوب والرئيس السادات؟
وتابع “الشهاوي” رأيت في نفسي السمات التي تؤهلني أن أنشر العلم من حولي وقُدرتي على توصيل المعلومة إلى الأشخاص والوصول لجميع الفئات والمراحل العُمرية، ومن هُنا جاءتني فِكرة التعليم المفتوح وقضيت عاماً كاملاً في التفكير لاختيار المجال الذي يُحدد ملامح مُستقبلي القادم.
واستطرد من بين الكُليات المُتاحة إخترت كُلية الآداب ومن بين أقسامها إخترت قسم التاريخ، وضعت أمامي شعار “إبدأ والنهاية في ذهنك” بالفعل بدأت أنظر إلى هدفي الأول وهو التدريس لطلبة الجامعة مُباشرة مُتخذاً شِعار “إبدأ من حيث انتهى الآخرون” ومع الوقت توسع هدفي ليشمل ما هو أكبر من ذلك.
وأضاف “الشهاوي” بدأت الاجتهاد من السنة الأولى ولم أتقاعس وكانت تقديراتي مابين الإمتياز وجيد جداً، ومن كثرة حُبي للتاريخ أردت أن أعرف المناهج التي تُدرس في المدارس المصرية فبدأت أجلب الكُتب الدراسية لجميع المراحل الإبتدائية والإعدادية والثانوية وأقرأها جيداً وأدرسها وأقرأ في كُتب الكُلية، كُنت أقسم الأجازة إلى نصفين النصف الأول أذاكر مواد الترم والنصف الآخر أذاكر مواد الترم التالي وفي نفس الوقت أقرأ في الكتب المدرسية.
وأشار “الشهاوي” أن الإنسان الناجح هو من يجعل مسار حياته على التوازي عن طريق إدارة الوقت بالطريقة الصحيحة.
نجح “محمد الشهاوي” في إدارة وقته واستغلال كُل دقيقة من حياته، وترك كُل ما يشغله أو يلهيه عن السعي وراء هدفه السامي، كما قلّل من ساعات نومه لتصبح 4 ساعات فقط وكان يُسجل المواد بصوته على هاتفه ويسمعها ويراجعها في المواصلات، وتحويل مُحاضرات الجامعة على اليوتيوب إلى صيغة الmb3 لتسهيل سماعها في اي مكان، واصطحاب كتاب معه في كُل مكان يذهب إليه لئلا تضيع دقيقة من حياته دون الانتفاع بها.
كما أكد “الطالب بجامعة القاهرة” إنه في خلال سنتين لم يفعل أي شئ غير قراءة ودراسة التاريخ من مصادر مُتعددة، في السنة الأولى درَّس لطلبة الثانوية العامة والسنة الثانية بدأ في التدريس لطلبة جامعة القاهرة والعدد دائماً في الازدياد وجميع طُلابه مُتفوقين.
وأوضح “الشهاوي” إنه يتّبع أساليب مُختلفة في التدريس كاستراتيجية لعب الأدوار وتوزيعها على الطلبة والمُشاركة فيها ليعيشوا الأحداث وكأنهم موجودين فيها بالرجوع بآلة الزمن الخيالية، كما أتقرب من جميع الدارسين لتصبح المعاملة كالأصدقاء والإخوة والتواصل معهم عبر مواقع التواصل الإجتماعي على مدار اليوم وعمل المُسابقات والمُشاركة بالأفكار والاقتراحات.
كما ذكر “الشهاوي” إنه تزوج في خلال تلك السنة من زميلة في نفس القسم الذي يدرس به في الجامعة وأن زوجته هي ثاني شخصية أثرت في حياته أما الشخصية الأولى فكانت والدته والتي كانت تُشجعه دائماً على أن يكون مُميز.
أكد “الشهاوي” إنه يُخطط في المُستقبل ليكون الأول في مصر وأن يُصبح مؤرخ القرن الحادي والعشرون ، كما إنه يتمنى أن يُدَّرس التاريخ لعامة الشعب وليس فقط أكاديمياً، وتبديل الأخطاء التاريخية والأفكار المغلوطة عند الناس في التاريخ بأفكار صحيحة بالدلائل والإثباتات.
أبدى “محمد الشهاوي” شوقه لتقديم برنامج تلفزيوني يحكي عن التاريخ ليربط الناس بأمجادهم وعظمة أجدادهم وتاريخهم، وإنشاء جيل واعي قادر على التغيير والتجديد والنهضة بالوطن والاهتمام بالتعليم الذي هو الأساس للتقدم، يقول الدكتور مُصطفى محمود: “الجهل جريمة” لذا يجب علينا تقديم الوعي والإدراك وهذا يتحقق من خلال التاريخ ومُخاطبة كُل فئات الشعب وتوحيد افكارهم من خلال التاريخ.
كما بعث “الشهاوي” برسالة إلى جميع الناس خاصة الشباب “كُن أنت الشخص الذي عندما يراه الناس فيقولون: نعم مازالت الدُنيا بخير”.
لك التكريم يا نجم المعالي
فيك تجمعت زين الخصال
بعلمك قد علوت اليوم قدراً
فقدرك بين كل الناس عالي
فعذراً يا معلم الأجيال عذراً
بحقك لن يفي اليوم كلامي.
جزاكم الله خير الجزاء اخي الكريم
ماشاء الله والله ياأستاذ محمد تستاهل كل خير ودايما يارب من نجاح لنجاح إن شاء الله وتقدر تحقق هدفك وحلمك بإذن الله